كل ما يجري من حولك

بروس ريدل: هكذا يخرج ابن سلمان من حرب اليمن!

412

متابعات:

في معرض تعليقه على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، رأى الكاتب الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، بروس ريدل، أن شخصية الأمير الشاب تشكل «حالة نموذجية عن التعقيد»، مشيراً إلى أن الأخير رسم لنفسه «صورة مختلطة، ومتباينة» حيال عدد من القضايا الداخلية، والخارجية.

وعن رؤيته لواقع العلاقات الأمريكية- السعودية، أوضح ريدل، في حديث إلى وكالة «بلومبيرغ»، أنه «يقدّر أهمية تلك العلاقات، كما أنه يدرك حدودها»، شارحاً حجم قدرة الأمير الشاب إبان زيارته إلى الولايات المتحدة، على إبهار كبار رجال الأعمال الأمريكيين بمساعيه الرامية إلى جذب استثمارات إلى داخل المملكة العربية السعودية.

وفي سياق متصل، سلط الكاتب الضوء على المزايا الشخصية التي يتمتع بها ولي العهد السعودي، والآمال المعقودة عليه من أجل تطوير العلاقات الثنائية بين واشنطن، والرياض، مشدداً على أنه «يعرف محمد بن سلمان عن قرب»، و«يعتبره إصلاحياً حقيقياً مصمماً على التغيير» داخل المملكة العربية السعودية، سواء على مستوى مواصلة الخطط الرامية إلى تنويع إقتصاد المملكة بعيداً عن النفط، أو على مستوى تحديث المجتمع السعودي، عن طريق إقرار منح المزيد من الحقوق للنساء هناك. كذلك، أبدى ريدل «إعجابه بحيوية، وذكاء» الأمير محمد، إلى جانب «حسه العالي في ما يتعلق بإدارة العلاقات العامة»، مضيفاً أن الأخير «يدرك أهمية الصحافة الجيدة»، في إشارة إلى نهج ابن سلمان القائم على تسويق أفكاره للرأي العام الغربي، عن طريق المقابلات الإعلامية مع كبريات الصحف، والمجلات، ووسائل الإعلام.

وعن الصراع الداخلي في المملكة العربية السعودية، فقد أظهر ريدل قلقه حيال إمكانية بقاء السلطة في يد ابن سلمان، من أجل مواصلة برنامج الإصلاحات الداخلية، خصوصاً إذا ما أجبر والده الملك سلمان بن عبد العزيز، على التنازل عن العرش، بسبب وضعه الصحي المتردي. وأكمل ريدل بأن ابن سلمان «نجح في الإمساك بالسلطة لأن والده يقف خلفه، إلا أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت»، مشيراً إلى «تحديات شاقة» ما زالت ماثلة أمامه، في ضوء بقاء «كبار منافسيه» من أسرة آل سعود، قيد الإقامة الجبرية، وفي ظل «بقاء الأصوليين من المؤسسة الدينية الوهابية، كقوة فاعلة».

وبحسب ريدل، فإن «المملكة العربية السعودية، لا يمكنها التخلي عن الوهابية»، لافتاً إلى أن أكثر الحسابات جماهيرية على موقع «تويتر»، تعود إلى شخصيات محسوبة على تلك المؤسسة، في إشارة إلى تأثيرها الواسع على المجتمع السعودي.
كذلك، وفي ما يخص الخطة التي يقودها ابن سلمان من أجل «تحديث» بلاده، فقد أوضح ريدل أن نجاح تلك الخطة يرتبط بضرورة إجتراح الأمير السعودي «طريقة لتخفيض الرواتب، والمزايا والتقديمات المدعومة حكومياً، وذلك في مواجهة التفاوت في مستويات الدخل، ووجود عدد كبير من الشباب، المضطرب، والعاطل عن العمل»، إلى جانب «الحفاظ على إحدى أكبر الميزانيات العسكرية على مستوى العالم»، علاوة على «استرضاء (طبقة) رجال الدين المحافظين»، والإبقاء على «إدارة نظام سياسي، غامض، ومبهم»، كما هو حال النظام القائم في المملكة العربية السعودية.

ومع ذلك، تطرق ريدل إلى نقاط ضعف السياسات الإقليمية لابن سلمان، مظهراً «بعض التشكيك» حيال خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القائمة على «حث المملكة العربية السعودية على العمل إلى جانب إسرائيل، من اجل التصدي لإيران»، و«إجبار (الرياض) للفلسطينيين على القبول باتفاق سلام، تؤيده إسرائيل»، وهي الخطة التي تعد من بنات أفكار، جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكي، والشخصية المقربة من الأمير الشاب.

وفي هذا الإطار، ذهب ريدل إلى أن القادة السعوديين، وتحديداً ابن سلمان، «قد باتوا ورقة محروقة جراء (قربهم من) كوشنير»، متوقعاً أن يبادر كل من وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، ووزير الخارجية العتيد مايك بومبيو، إلى «صوغ نهج أكثر تطوراً» من المبادرات التي يدعمها كوشنير في ملف «عملية السلام» بين الفلسطينيين، والإسرائيليين.

أما عن اليمن، فقد لفت ريدل إلى أن الحرب الدائرة هناك أظهرت «انعدام الخبرة»، و«الغطرسة المتهورة» لدى ولي العهد السعودي، في ضوء تكلفتها المقدرة بين 3 و5 مليارات دولار شهرياً، من دون وجود أفق لانتهاء تلك الحرب، التي تسببت في قيام «إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية» في العالم.

وعن رؤيته لكيفية إرساء استراتيجية خروج من حرب اليمن، فقد شرح الكاتب أن الحل هناك «إنما يقوم على استعادة (بن سلمان) الإقتراح المنسوب إلى السيناتور الراحل عن ولاية فيرمونت، جورج أيكن، للخروج من حرب فيتنام في العام 1966، حين دعا إلى إعلان الإنتصار والخروج»، مبدياً «تشكيكه في أن يكون ابن سلمان حكيماً بما فيه الكفاية من أجل تبني هذا المقترح».

You might also like