هل يتورط التحالف بعملية عسكرية مباشرة ضد عُمان؟
موقع متابعات | تقارير | الوقت:
على ما يبدو أن المخططات الإماراتية _ السعودية على رغم تعارضها في بعض الأماكن، تعدت كونها تنحصر تحت مظلة “المصالح أو المنفعة الشخصية” لتصل إلى مستويات كارثية من الحماقات السياسية والعسكرية، خسرت بموجبها أصدقاء الأمس وتعاملت معهم معاملة العدو وقلبت عدو الأمس إلى صديق، واليوم وبعد أن حاربت هاتين الدولتين قطر وحاصراها وفشلوا في ذلك بدأوا بالالتفاف على سلطنة عمان لجرها إلى حرب مع حدودها الغربية وإنهاء سكينتها ووقوفها على الحياد.
معاقبة عُمان
هذا العقاب يحمل في طياته عدة احتمالات، الأول: هروب السعودية والإمارات من فشلهم الذريع في اليمن وقطر ومحاولة اشغال العالم بمناطق صراع جديدة لإبعاد الأنظار عن حجم الخسارة التي يتعرضان لها.
الثاني: يصب في الاحتمال الأول، حيث تريد الإمارات والسعودية تعويض فشلها بجر عُمان إلى حرب جديدة كنوع من العقاب لها لوقوفها على الحياد ورفض المشاركة في حصار قطر، والأمر الثاني عدم انضمام عمان للتحالف في اليمن.
طريقة توريط عمان
تعمل كل من السعودية والامارات على استفزاز عمان منذ ما يقارب العام تقريبا من خلال تكثيف كلتا الدولتين نشاطهما في محافظة المهرة اليمنية، بعد أن كانت هذه المحافظة خارج دائرة الصراع منذ بداية الحرب الهمجية على اليمن.
وفي حقيقة الأمر فإن محمد بن زايد تمكن من توريط بن سلمان في الدخول إلى المهرة وإحداث خلل امني فيها بعد ان عجزت الامارات عن ذلك لكونها لا تملك روابط جيدة مع القبائل البارزة في محافظة المهرة على خلاف السعودية التي تستغل هذا الأمر حاليا، وتمكنت من الدخول على هناك عبر بوابة المساعدات الإنسانية وتقديم خدمات للمحافظة لانتزاع “الميل العماني” من أوساط المهريين.
وفي الوقت الحالي تسود المحافظة حالة من الجدل السياسي بعد أن بدأت أوساط سعودية بالتنسيق مع محافظها راجح باكريت لإنشاء مركز ديني لجماعات سلفية في مدينة قشن، ثاني أكبر مدن المحافظة، وتسببت هذه الأنباء بحالة من الانقسام المجتمعية بمحافظة المهرة حيث حذرت شخصيات اجتماعية من خطورة إقامة مثل هذه المراكز على السلم الاجتماعي في المحافظة.
وبدأت الذريعة الأولى للدخول إلى محافظة المهرة عبر خدعة اخترعتها الامارات لتتمكن من جر السعودية وعمان وتوريطهما في حرب على الحدود مع اليمن، حيث تذرعت الامارات بأن السلطنة تقوم بتهريب الأسلحة والمعونات لأنصار الله، وهو ما نفته مسقط مراراً من دون نتيجة، وترافق ذلك مع ضخّ إعلامي مكثف في وسائل الإعلام السعودية – الإماراتية.
وفي مقابل ذلك بدت ملامح التأثير السعودي في المهرة عندما قام الرئيس هادي بعزل المحافظ وتعيين راجح سعيد باكريت بدلا منه، وهو مقرب من الرياض. وعلى اثر ذلك بدأت النشاطات السعودية هناك، وبدأت الأمور تتجه نحو العسكرة، حيث تم تشكيل فصائل مسلحة على غرار عدن، وفي هذا السياق أوضحت صحيفة “الأخبار” اللبنانية ان أكثر ما يلفت النظر ويثير القلق هو ما أعلنه محافظ المهرة عن “فتح باب التجنيد لأبناء المهرة في الجانبين العسكري والأمني”، وبدأ هذا الأمر يتخذ مساراً تصاعدياً منذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي الوقت الحالي تشهد المحافظة اشتباكات واسعة تأتي بعد أسابيع من دفع السعودية بقوات عسكرية كبيرة إلى المهرة، وأكدت مصادر مطلعة أن أشخاص من آل هضبان من محافظة الجوف ومعهم أشخاص من قبائل المهرة ينتمون لقبيلة آل كعدة يعملون في تجارة السيارات تعرضوا لاعتداء واعتقال من قبل قوات موالية للسعودية، وقامت الحملة الموالية للتحالف السعودي باعتقال 16 من أبناء قبائل الجوف والمهرة بينهم جرحى تعرضوا لإصابات في المواجهات.
ويعيش سكان محافظة المهرة في الوقت الحالي قلق غير مسبوق، خاصة أن محافظتهم كانت بعيدة عن دائرة الحرب خلال السنوات الماضية، وأكثر ما يخشاه سكان المحافظة الخطوات التي تقوم بها السعودية هناك مستغلة علاقتها مع بعض القبائل لابعادها عن سلطنة عمان.
ولمن لا يعلم فإن الروابط التي تجمع سكان المهرة مع سلطنة عمان عميقة وقديمة جدا، حيث تربطهم بها مصالح ثقافية وسياسية وأمنية واقتصادية، لذلك سعت عمان منذ البداية عدم التورط بالحرب على اليمن والحفاظ على المهرة آمنة من النزاع اليمني، ولكن جرها الآن إلى حرب سيجعل الأمور تتعقد في اليمن اكثر وأكثر وسيهدد هذا الامر السلم الأهلي والامن داخل سلطنة عمان.
ولكن مستبعد حاليا الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع سلطنة عمان نظراً للتبعات والتكاليف الباهظة فضلاً عن وجود حليف إيراني لن يسمح بتهديد أمن واستقرار الجارة العمانيّة، وفشل التحالف السعودي_ الاماراتي في حصار قطر سيجعلهم يحسبون الف حساب قبل التورط بهذه الحرب المباشرة.
أما الهدف الإماراتي الحالي يتمحور حول استخدام الاقتراب أكثر فاكثر من الساحة العمانيّة، كمقدّمة لأي خطوة مستقبلية تجاه الحكم هناك وهي المتورّطة بالتجيش على الأخيرة ومحاولة اسقاط نظام السلطان قابوس، في مقابل ذلك تنظر عُمان التي تمارس تأثيرا على المنطقة بقلق للدور المتزايد للتحالف في محافظة يمنية تريد أن تحافظ فيها على التوازن الطائفي والوضع الأمني القائم.