كل ما يجري من حولك

«أنصارالله» على بُعد 70 كلم من المدينة.. «تحصين عدن» أولوية «التحالف»

463
 
متابعات| العريي| رشيد الحداد:

على بعد 70 كليو متر من مدينة عدن، تدور مواجهات عنيفة بين القوات الموالية لحركة «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، إلا أن تلك المواجهات التي تزداد احتداماً من يوم إلى آخر في جبال القبيطة وتباب طور الباحة، أدّت إلى تشرّد مئات الأسر التي تسكن مناطق واقعة على حدود التماس.
المواجهات التي تُستخدم فيها مختلف الأسلحة منذ أسابيع، أثارت مخاوف «التحالف» الذي تقوده السعودية، وأعادت معركة الدفاع عن عدن إلى الواجهة من قِبل موالين لحكومة هادي، الذين وصفوا المواجهات التي تدور رحاها في مناطق محاذية لمديريتي القبيطة وطور الباحة بالخطوط الأمامية للدفاع عن عدن.
معركة طور الباحة التي قوبلت بتعزيزات عسكرية كبيرة من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة لهادي في عدن، لا تزال في أشدّها، في ظل محاولات القوات الموالية لهادي، والمدعومة من قبل «المقاومة الجنوبية»، جناج القيادي السلفي، حمدي شكري، استعادة عدد من المواقع الاستراتيجة التي سقطت تحت سيطرة «أنصار الله»، كجبل كربة. 
كذلك، يرجّح عامل غياب الثقة بين تلك القوات والمجتمع في طور الباحة، تقدم «أنصار الله» في الأيام المقبلة، خصوصاً وأن عدداً من القيادات العسكرية والقبلية الموالية لـ«التحالف» والإمارات على وجة الخصوص، هدّدت أبناء طور الباحة بالموت في حال تواصلهم مع قوات «أنصارالله» أو تسهيل تقدّمهم.
وحصل «العربي» على بيان مذيّل بتوقيع كل من العميد حمدي شكري، قائد «لواء العمالقة»، الذي تمّت إزاحته من معركة باب المندب مؤخراً، والعميد أبو بكر الجبولي، قائد «اللواء 17» المرابط في طور الباحة، ومدير مديرية طور الباحة، عبدالرقيب البكولي، ومدير أمن طور الباحة، مثنى زليط، أكدوا فيه على «إهدار دم كل من يقدّم أي معلومات أو يتعاون أو يسهّل مرور قوات الحوثيين من أبناء الصبيحة». 
وعقب صدور البيان تردّدت أنباء عن قيام مجاميع مسلّحة بإعدام أحد أبناء طور الباحة ذبحاً، بتهمة التخابر مع القوات الموالية لـ«أنصار الله». 
محافظ لحج المحسوب على «أنصار الله»، أحمد جريب، أكّد قيام ما وصفها بـ«العناصر المتطرفة» بإعدام الأسير جبران الصبيحي، وهو من أبناء طور الباحة، تم أسره من قبل تلك القوات الموالية لـ«التحالف».

واستنكر جريب في تصريح لـ«العربي»، بأشد العبارات، البيان الصادر عن عدد من القيادات الموالية لـ«التحالف»، والذي وصفه بـ«الفتوى التي تبيح قتل أبناء طور الباحة»، محمّلاً القيادات الصادر عنها البيان «كامل المسؤولية عن جريمة إعدام الأسير جبران الصبيحي، وأي جرائم مماثلة».
ودعا جريب، مشائخ وعقلاء الصبيحة إلى «إدانة مثل تلك الأعمال الدخيلة على المجتمع اليمني وعلى قبائل الصبيحة»، معتبراً «قيام تلك العناصر بقتل الأسرى وترويع وتهديد المواطنين، دليلاً على مدى مشروعهم الدموي الذي يبيح قتل الأبرياء من دون وجه حق».

نطاق المواجهات 
المواجهات المسلّحة انتقلت من نطاق مديرية القبيطة إلى نطاق مديرية طور الباحة مطلع الشهر الجاري، حقّقت فيه القوات الموالية لـ«أنصار الله» تقدّماً ملحوظاً خلال الأسبوعين الماضيين. وعلى الرغم من التعزيزات العسكرية الكبيرة التي تلقتها القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ممثلة بـ«اللواء 17 مشاة» التابع للمنطقة العسكرية الرابعة الموالية لهادي، إلا أن تلك التعزيزات العسكرية القادمة من عدن، أو القوات التي تم نقلها من معركة باب المندب التي انحسرت فيها المواجهات بعد نقل قوات القيادي السلفي حمدي شكري، من باب المندب إلى طور الباحة، إلا أن قوات «أنصار الله» باتت على بعد 70 كيلو متر فقط من مدينة عدن.
مصدر عسكري في القوات الموالية لـ«أنصار الله» أكد لـ«العربي» أن «أنصار الله والقوات الحليفة سيطرت نارياً على مديرية طور الباحة بعد سيطرتها على عدد من التباب والهضاب والمرتفعات التي تمنحهم سيطرة نارية على أجزاء واسعة من طور الباحة».
ولفت المصدر إلى أن «قوات أنصار الله تقدّمت بتعاون ومشاركة فاعلة من قبل أبناء القبيطة وطور الباحة، وتم السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية الواقعة بين مديريتي القبيطة وطور الباحة ومن تلك المواقع موقع القحوص وموقع الركيزة الواقع بمنطق الجوزعة، ووادي شعب، التابعة إدارياً لطور الباحة في لحج والمحاذية لمديرية القبيطة».
وأكد المصدر أن «أنصار الله صدّت الثلاثاء، زحفيين صوب التباب والمرتفعات في جبهة شعب قامت بها القوات الموالية لهادي في محاولة منها استعادة المواقع التي سقطت منها إلا أنها فشلت». 

4500 أسرة شردت
وفي سياق متصل، قالت مؤسسة «جذور المستقبل للتنمية الاجتماعية» في عدن، في بيان، إن «المواجهات التي تشهدها عدد من مناطق القبيطة وطور الباحة تسببت بتشريد أكثر من 4500 أسرة من منازلها».
وأوضحت المؤسسة أن «اشتداد المواجهات العسكرية في وادي شعب الواقع في طور الباحة، أجبرت المئات من الأسر على النزوح من منازلها إلى مناطق أمنة في محافظة لحج ومدينة عدن»، مشيرةً إلى أن «معظم الأسر النازحة من القبيطة وطور الباحة يعيشون أوضاع إنسانية في غاية الصعوبة وبأمسّ الحاجة إلى مساعدات غذائية وإيوائية عاجلة».

You might also like