كل ما يجري من حولك

ارتدادات تشديد الحصار جنوباً: «وصاية وجوع؟ ما تركبش يا تحالف!»

419
متابعات| العربي| أحمد الحسني: 
دخلت اليمن عموماً والجنوب خصوصاً، منذ يوم الإثنين، في أزمة هي الأكبر من نوعها منذ بدء الحرب في مارس 2015. هبوط متسارع للعملة المحلية بلغ مستوى 450 ريالاً مقابل الدولار، وغلاء مضاعَف في الأسعار، وأزمة وقود متفاقمة تعصف بأغلب مناطق البلاد، وعودة لمرض الكوليرا بعد انحساره، بسبب الحصار المشدد المفروض على معظم المنافذ اليمنية، والذي يعرقل وصول الأدوية والمساعدات الطبية، فضلاً عن أنه يهدد بإدخال اليمن في مجاعة شاملة هي الأسوأ في العالم.
في الجنوب، تأتي هذه التداعيات السلبية لتفاقم معاناة المواطنين، الذين وقعوا ضحية الصراع المتعمق بين أطراف النفوذ، والذي تحاول السعودية والإمارات التحكم بضوابطه حتى لا يفلت العقال من يدها. محاولات لا تفلح في كبح جماح الانتقادات المتزايدة لـ«التحالف» في المحافظات «المحررة»، والتي تحمله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، على الرغم من مساعيه في التنصل من ذلك، وتظهير الأمر وكأنه مسؤولية الجنوبية أنفسهم.
ناشطون من مختلف الأطراف باتوا يحذرون من «ثورة جياع» ستجتاح الجنوب في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه، معتبرين أن الأزمة وحدت الجنوبيين في اتجاه مطالبة «التحالف»، بصفته المسؤول الأول والمتحكم بكل «شاردة وواردة» في الجنوب، بالتدخل من أجل وضع حد لتدهور العملة، ومعالجة كل الملفات الاقتصادية.

وليس الأمر عسيراً على «التحالف»، بحسب ما يرى الكاتب نبيل عبد الله، الذي يعتقد أن «دول التحالف هي المسؤول عن كل هذا التدهور الخدمي والمعيشي في المناطق المحررة»، لافتاً إلى أن «هناك غموضاً وترقباً وتوجساً، وأصبح الجميع في حيرة من أمرهم، فالشيء الواضح فقط هو أن الإنسان في المناطق المحررة وغير المحررة يدفع الثمن»، فيما يقول الإعلامي، علاء عامر، مستهزئاً: «وصاية وجوع وفقر وعذاب… ما تركبش يا تحالف؟».
وعلى الرغم من محاولة بعض السياسيين تحميل مسؤولية الأوضاع الراهنة لأحد طرفي النزاع المحليين، سواء «الشرعية» أو«الانتقالي»، إلا أن مراقبين يرون أن الطرفين لا يملكان القرار، وهما يعملان تحت إشراف «التحالف». في هذا الإطار، يعتبر الناشط الساسي، سالم الحسني، في منشور على صفحته في «فيس بوك»، أن «تردي الوضع تتحمله الأدوات الرخيصة للأجنبي، والتي ارتضت أن تعمل ضد أهلها في عدن من خلال عملية خنق ممنهجة لعدن وأبنائها، ويتحمله من يمنع رواتب الموظفين من الوصول إلى عدن عبر المطار والميناء ويحارب لأجل عدم وصولها».
من جهته، يعبر رئيس تحرير صحيفة «الأمناء نت»، في رسالة خاطب فيها هادي، عن اعتقاده بأن «تردي الأوضاع ليس في مصلحة شرعية الرئيس هادي، لأن كل الجنوبيين قاتلوا تحت رايتها»، لافتاً إلى أن «بعض الأسر العدنية لا تتناول غير وجبة واحدة»، مشدداً على «السلطة التي لا تستطيع السيطرة على أسعار الصرف أو المواد الغذائية لأقل من ربع سكان الدولة، من المستحيل أن تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء».
وكتب الناشط في الحراك الجنوبي، قاسم العمري، بدوره، ساخراً على صفحته في «فيس بوك»: «أنصح الشعب بتناول وجبة واحدة في اليوم حفاظاً على المصلحة العليا للتحالف الإماراتي السعودي. فشلوا في حربهم العسكرية فلجأوا إلى الحرب الاقتصادية. انهيار العملة من أولويات أهدافهم الحالية».
ويرى محللون أن ما آلت إليه الأوضاع بعد حوالى 3 سنوات من الحرب تكشف الأهداف غير المعلنة لعمليات «التحالف»، والتي انطلقت تحت شعار «إعادة الأمل» والنهوض باليمن وعودة «الشرعية»، ليتبين أن الأمر لا يتجاوز تعميم الفوضى الأمنية، وتغييب الدولة، ونشر الأمراض والفقر والجوع، وإضعاف اليمن شمالاً وجنوباً من أجل استمرار فرض الوصاية عليه.

You might also like