أثارت حادثة، مقتل إمام وخطيب مسجد، سعد بن أبي وقاص، الشيخ عادل الشهري، في المدينة السكنية «إنماء» في المنصورة بمدينة عدن، اليوم السبت، جملة من التساؤلات عن الجهة التي تقف خلف استهداف رجال الدين في المدينة، وعمّا إذا كانت جهة ما قد أصدرت «لائحة اغتيال» تضمّ عدداً من أئمة المساجد المعروفين بخلافهم مع الإمارات، والمتهمين بـ«تفريخ الإرهابيين».
ويتزايد الاعتقاد بوجود حملة منظمة، خصوصاً وأن حادثة اليوم جاءت بعد عشرة أيام على اغتيال إمام جامع الصحابة الشيخ، فهد اليونسي، وهو زميل الشهري في العمل، والشيخان ينتميان إلى «جمعية الحكمة اليمانية»، التي حظر «التحالف» نشاطها قبل أشهر.
مصدر في عدن أكد لـ«العربي»، وجود «خلاف كبير حول مساجد عدن، نشب عندما سيطرت دولة الإمارات على المدينة، وأوعزت إلى الشيخ هاني بن بريك، بالسيطرة على الجوامع، وفرضت عبدالرحمن الوالي، مديراً للأوقاف، وهو موالٍ للإمارات».
وأضاف أن «استهداف عادل الشهري، لا ينفصل عن استهداف فهد اليونسي، ولا عن بقية كل من المشايخ، ياسين العدني، ورآوي العريقي، وعبدالرحمن العدني».
ولفت إلى أن «مدير الأوقاف سارع إلى تعيين أئمة موالين لهاني بن بريك، وللإمارات، خلفاً المشايخ الذين تم اغتيالهم مباشرة».
وكان قائد قوات «الحزام الأمني»، الشيخ هاني بن بريك، قد قال في تغريدات سابقة على حسابه في «تويتير»، إن تلك المساجد «تفرّخ إرهابيين»، وهو ما نفاه أئمة المساجد حينها.
وكشف مصدر مقرّب من الشيخ عادل الشهري لـ«العربي»، أن «الخلاف فكري بين الجماعة السلفية التي يقودها هاني بن بريك، وأئمة المساجد الذين تم تصفيتهم، توسّعت بعد دخول الإمارات إلى الجنوب، وخصوصاً بعد رفض كثير من مشايخ السلفية الانصياع لمشروع الإمارات».
وأشار إلى أن «هناك العديد من العلماء أُخرِجوا من عدن، وهم في المملكة السعودية، وممنوع عليهم العودة إلى عدن، منهم الشيخ عمار بن ناشر، وجمال البكري، وحسين بن شعيب، وأنور دحلان، والبعض معتقل لدى الإمارات مثل الشيخ محمود البيضاني، وعادل الحسني، وياسر القدس».
ويوم أمس داهمت قوات «الحزام الأمني» مؤسسة «البنيان» في مدينة المنصورة، واعتقلت أحد العاملين فيها، وصادرات الموجودات في المؤسسسة، وهي مقرّبة من جمعيتي، «الحكمة» و«الإحسان» المحظور نشاطهما في الجنوب بناءًا على قرار من «التحالف».