كل ما يجري من حولك

حملة أبين تطال الأبرياء أيضاً: مَن يحاسب القوات الموالية للإمارات؟

675
 متابعات| العربي:
لليوم السادس على التوالي، لا تزال قوات «الحزام الأمني» ووحدات التدخل السريع، المدعومتَين من قبل دولة الإمارات، تشنّان في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين حملة مداهمات واعتقالات وتصفية لعناصر تقولان إنهم ينتمون إلى «القاعدة».
وقامت تلك القوات، صباح اليوم الإثنين، بمداهمة القرى المحيطة بمدينتي لودر والوضيع، وأقدمت على تصفية المدعو محمد العوسجي، نجل القيادي في «الجبهة القومية»، صالح العوسجي، وأحد أبناء قرية زارة القريبة من لودر. وبحسب إفادة مصدر في القرية لـ«العربي»، فإن أهالي زارة لم يعرفوا للعوسجي علاقة بعناصر «القاعدة»، سوى أنه كان إمام جامع في القرية.
كما قامت القوات الموالية للإمارات بمداهمة منزل الشخصية القبلية المقربة من تنظيم «القاعدة» في منطقة العين، عقيل الطلي، واعتقال الأخير. ووفقاً لمصدر مطلع تحدث إلى «العربي»، فإن عقيل «كان من الشخصيات القبلية التي واجهت مقاتلي حركة أنصار الله في منطقتي العين والصرة بمحافظة أبين، وارتبطت بعناصر القاعدة أثناء الحرب وبعدها». وكان عُثر، يوم أمس، في قرية المكرارة، على جثة المدعو الخضر باصريع، المكنى بـ«أبو العباس»، وهو قيادي في هيئة الإفتاء والإرشاد التابعة للتنظيم في المنطقة الوسطى.
بالتوازي مع ذلك، أقدمت قوات التدخل السريع على اعتقال عدد من المواطنين في مدينتي لودر والوضيع من دون تهمة واضحة. وأفاد مصدر في الوضيع، لـ«العربي»، باعتقال المواطنَين عبد الله صالح مهدي وعماد عبد الله بن عبد الله، مؤكداً أن لاعلاقة للمذكورَين بتنظيم «القاعدة».
وأثارت الحملة العسكرية في أبين ردود فعل متباينة من قبل أبناء المنطقة الوسطى؛ حيث عدها البعض حملة «ناجحة» ضد عناصر «القاعدة» في تلك المناطق، معتبرين أنها حققت «انتصارات» دون خسائر لقوات «الحزام الأمني»، لكن آخرين رأوا أنها حملة «تسودها الفوضى وعدم الإنتظام»، وشككوا في جديتها في محاربة «القاعدة»، خصوصاً بعد تصفية عدد من عناصر التنظيم إثر اعتقالهم.
وتحدث الكاتب والسياسي في مدينة لودر، نبيل عبد الله، لـ«العربي»، قائلاً إن «الحملة أعادت التفاؤل لأبناء المنطقة بتعزيز الإستقرار وعودة دور الدولة ومؤسساتها، وإن لم يرافق الحملة دور متكامل فلن تنجح»، لكنه اعتبر «تصفية المعتقلين مؤشراً خطيراً، وعلى قيادة التحالف وحكومة الشرعية النظر فيه ومحاسبة المتسببين به ومنع تكراره».
من جهته، كتب الصحافي، فتحي بن لزرق، في منشور على صفحته في «فيس بوك»، أن «هذه الحملة الأمنية هي أفضل حملة أمنية، وسبب نجاحها أن جنودها لم يذهبوا لإقامة النقاط الأمنية، بل داهموا المنازل وطاردوا الإرهابيين بالجبال والوديان، وهذا هو العمل الأمني الصحيح والفاعل». وأضاف: «نقول لكل أبطال هذه الحملة انطلقوا على بركة الله ولا تلتفتوا لكل صوت ناعق من هنا وهناك، أمن الناس وسلامتها مقدم على كل شيء».
وعلق السياسي الجنوبي، آزال الجاوي، بدوره، على تصفية معتقلي «القاعدة»، قائلاً في منشور على صفحته في «فيس بوك»: «بعد سكوت المجتمع أو تبرير جرائم قتل وذبح ودفن الأسرى أحياء، هانحن ذا ننتقل إلى مرحلة التصفية الجسدية للمتهمين المعتقلين دون محاكمات. مصيبة أن يصبح رجل الأمن قاضياً وجلاداً وغريماً في نفس الوقت، والمصيبة أعظم عندما يسكت المجتمع عن مثل تلك الجرائم، والمصيبة تعظم أكثر وأكثر عندما يبررها المجتمع ويصفق لها».
وتساءل الجاوي: «أي دين وأي وطنية وأي أخلاق وأي رجولة تسمح لإنسان أن يقتل شخصاً مستسلماً ومقيداً ودون محاكمة أو إثبات تهمة؟ هل هذا وطن أم غابة؟ وفي أي عصر يعيش هؤلاء؟ وإلى أي مستوى وصل بهم الإنحدار القيمي والإنساني والأخلاقي والديني؟».
You might also like