في تقرير حمل عنوان: «كيف يمكن لخلاف الحوثي – صالح أن يقلب مجريات حرب اليمن رأساً على عقب؟»، حاول موقع «ميدل إيست آي» استشراف مستقبل ما وصفه بـ«التحالف الهش» بين «الحوثيين»، وزعيم «حزب المؤتمر الشعبي العام»، الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، على وقع تصاعد وتيرة التراشق السياسي والإعلامي بين الطرفين في الأيام الماضية، لافتاً إلى أن الخلافات التي كانت تعتمل في الخفاء خلال الفترة الماضية ظهرت إلى العلن أخيراً، مع ما يستتبعها من «تغيرات كبرى» محتملة لخارطة الصراع في اليمن، مرجحاً أن تصب تلك المتغيرات في مصلحة «السياسي المحنك»، في إشارة إلى صالح.
وأوضح الموقع أن «تحالف الحوثي – صالح» بات في خطر وشيك، ملمحاً إلى أن التظاهرة التي سوف ينظمها أنصار الرئيس اليمني السابق غداً الخميس لإحياء الذكرى الـ 35 لتأسيس حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وما سوف يعقبها من مواقف لحلفاء صالح، أي «الحوثيين»، وخصومه، لا سيما المملكة العربية السعودية التي تقود الحرب في اليمن، يمكن أن تحمل الكثير من الدلائل بشأن «مصير الفاعلين الرئيسيين» في المشهد اليمني وآفاق الأزمة هناك. 

وفي سياق تحليل الخطابات العلنية الأخيرة لصالح، وما أشيع من أنباء حول وقوع اشتباكات متبادلة بين أنصار الحزب والجماعة، رأى «ميدل إيست آي» أن مواقف الرئيس اليمني السابق لا تعد مجرد تعبير عن وجود «خلافات داخلية» في صفوف التحالف الذي يضمه إلى جانب «الحوثيين»، بقدر ما ينظر إليها على أنها إشارات بشأن استعداده للتفاوض، يرسلها إلى معسكر «التحالف» المقابل، الذي يضم الرئيس هادي إلى جانب السعودية والإمارات. فما جاء في التصريحات المنسوبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بشأن رغبته في الخروج من حرب اليمن يعطي «علامة على وجود تفاؤل» بإمكانية إنهاء تلك الحرب، وإن كانت العقدة تكمن في مدى تمسك الرياض بفرض شروط مسبقة على خصومها من قبيل مطلب الانسحاب من صنعاء، ونزع سلاح «الحوثيين».
وعلى نحو أكثر تحديداً، توقف الموقع الالكتروني عند مدلولات الصورة التي أثارت جدلاً واسعاً في صنعاء، والتي يظهر فيها صالح يسلم خليفته الرئيس عبد ربه منصور هادي العلم اليمني لدى تنصيبه رئيساً في العام 2012. وبحسب ما أفاد به السفير اليمني السابق لدى الجامعة العربية علي محسن حامد، في حديث إلى «ميدل إيست آي»، فإن الصورة المشار إليها، والتي رفعها أنصار الرئيس اليمني السابق في ميدان السبعين في العاصمة اليمنية، يمكن أن تكون بمثابة «رسالة تفيد بأنه على استعداد للالتقاء مع هادي، وداعميه الخارجيين (بخاصة الرياض)، على أرضية مشتركة»، خصوصاً أن المملكة العربية السعودية «تظهر استعداداً للتعامل معه أكثر من حليفه» المتمثل بجماعة «أنصار الله». وأكمل حامد حديثه إلى الموقع قائلاً إن الجماعة ترى في الصورة التي تجمع بين الرئيسين «استفزازاً»، كما أنها ترتاب من أن تكون التظاهرات التي يعتزم حزب صالح تنظيمها غداً الخميس، تهدف «لحشد الدعم» لحزب «المؤتمر الشعبي العام» دون حلفائه (الحوثيين)، الأمر الذي يفسر عزم الجماعة تنظيم تظاهرات متزامنة مع تظاهرات الحزب غداً، وفق «ميدل إيست آي».
إلى ذلك، ومع الإشارة إلى تاريخ العلاقة بينهما، والتي تراوحت بين الصراع والتعاون، اعتبر «ميدل إيست آي» أن «تحالف الحوثي – صالح» نشأ لغايات ظرفية، وبالتالي فإن ما يتردد بشأن وقوع خلافات داخل صفوفه لا يعد مستغرباً، وفق الموقع. وبحسب ما نقل الموقع عن عضو سابق في جماعة «أنصار الله»، يمكن القول إن تفكك هذا التحالف يعد نتيجة «حتمية» و«متوقعة» في أي وقت، وإن كان وصول مستوى الخلاف إلى حد الاشتباك والتصادم (الميداني) ستترتب عنه «نتائج كارثية» في صنعاء، لا سيما إذا ما حاول خصوم الطرفين استغلال ظروف «الحرب الداخلية» بين الحزب والجماعة لمصلحتهم، وهو ما يدركه كل من صالح و«الحوثيين»، ويعملان على تجنبه وتفاديه. ومن منظور المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن التباينات بين الطرفين اللذين وحدتهما حرب السعودية في اليمن منذ مارس من العام 2015، قد تُشعر الرياض بأنها على وشك الانتصار، وبالتالي فإن الأخيرة قد تبادر إلى تصعيد حربها بهدف دفع الطرف المقابل إلى الاستسلام. على هذا الأساس، لا يبدو واضحاً ما إذا كان تفاقم الانقسامات المشار إليها سوف يوفر «فرصة للمفاوضات»، أو أنه سيعني بكل بساطة «تصاعد حدة الاقتتال» داخل البلاد، على نحو ما ذهب إليه «ميدل إيست آي».
في المحصلة، ذهب «ميدل إيست آي» إلى أن الظروف السياسية والميدانية في اليمن حالياً بالغة الحساسية، بالنسبة إلى جميع أفرقاء الصراع في البلاد، متوقعاً تصاعد عمليات الاغتيال المتبادلة بين معسكري هادي وصالح في الفترة المقبلة.