أَعَلى الهزيمة تُشربُ الأنخابُ؟!
متابعات | كتابات | عبدالمنان السنبلي
من مظاهر الهوان والانحطاط الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية اليوم وخصوصاً في دول الخليج هي أن الكل ينظر شاخصاً إلى وجه (ترامب)، فيحصي حركاته وسكناته ويرصد ردود فعله وحتى عطساته، فإذا ابتسم لهذا الطرف فكأنما قد زارهم النبي حتى أنهم لا يدرون من طول غبطتهم وسرورهم أيعلنونه عيداً أم يجعلونه يوماً وطنياً، وإذا تجهم في وجه ذلك الطرف ظل وجهه مسوداً وهو كظيم حتى يبرق إلى ترامب ويستعطفه ويسترضيه، فإذا ما التقطوا منه كلمةً توحي لهم بأنهم قد نالوا منه شيئاً من الرضا ظلوا يرددونها في كل منابرهم ووسائلهم الإعلامية، فكأنهم بذلك قد زارهم النبي حتى أنهم لا يدرون من طول غبطتهم وسرورهم أيعلنونه عيداً أم يجعلونه يوماً وطنيا !
مأساة – فعلاً مأساة أن وصل بنا الحال في العالم العربي من الهوان إلى هكذا ضعف وانحطاط !
يا تونس الخضراء كأسي علقمٌ
أعلى الهزيمة تُشربُ الأنخابُ ؟!
لقد كان للعرب في الجاهلية الأولى كيانان فقط مرتبطان بالقوى الاستعمارية وتابعان لهما في ذلك الوقت هما الغساسنة في الشام وكانوا مرتبطين وتابعين للروم، والمناذرة في الحيرة وكانوا مرتبطين وتابعين للفرس حتى جاء الإسلام ووحد العرب وجمّع صفوفهم، فتحرروا وانعتقوا من كل أشكال التبعية والوصاية وأصبحوا بالإسلام سادة الأرض وحكامها، أما اليوم وفي وجود الإسلام فقد صارت كل دول وكيانات العرب جميعاً على اختلاف أحجامها ومسمياتها ليس مرتبطة وتابعة فحسب، وإنما خانعة وخاضعة لقوى الاستعمار والاستكبار العالمي ممثلةً بأمريكا وأخواتها !
فهل نحن نعيش اليوم جاهليةً أخرى أسوأ بمئات المرات من جاهليتنا الأولى ؟! لماذا يا ترى والإسلام بين ظهرانينا انزلقنا نحو هذه الجاهلية العمياء التي لم تعد تميز بين النور والظلام ؟! لماذا .. ؟!
وكيف خلاصنا ؟!
ما عاد في قائمة الأنبياء ثمة نبيٌ آخر ننتظر قدومه ليخلصنا مما نحن فيه اليوم كما جاء سيدنا محمد (ص) وخلص أجدادنا مما كانوا فيه !
يا تونسُ الخضراء كيف خلاصنا ؟!
لم يبقَ من كتبِ السماء كتابُ !
وهل المشكلة أصلاً في الإسلام حتى ننتظر نبياْ آخر لن يأتي أم هي فينا نحن الذي ابتعدنا عنه وتركنا تعاليمه واتبعنا تعاليم ترامب وأسلافه من القياصرة الأوصياء والأدعياء ؟!
فمتى نفيق يا عرب ؟!
يا سيد الثقلين هل من دعوةٍ
ندعو بها يستيقظ النُوَّامُ ؟!
#معركة_القواصم