كل ما يجري من حولك

«ذا كونفيرزيشن»: ترامب يزكّي الرياض لحماية مصالح واشنطن بالمنطقة

535
متابعات| العربي:



على ضوء استكمال قراءة التداعيات المحتملة لزيارة الرئيس الأمريكي إلى العاصمة السعودية، وتفجر الخلافات الخليجية – الخليجية، أكدت صحيفة «ذا كونفيرزيشن» على «النتائج بعيدة المدى» لها على صعيد العلاقات الإيرانية السعودية، و«آثارها الأوسع مدى» على امتداد مساحة الشرق الأوسط، مستنكرة غياب الأجندة الحقوقية لزيارة ترامب، واقتصار تلك الأجندة على تعزيز شرعية النظام السعودي «القمعي» على نحو يهدد قيم «الديمقراطية» و«التعددية»، من جهة، ومهاجمة دور إيران في «دعم الإرهاب» من جهة أخرى.
ومع توقيع صفقة أسلحة أمريكية لصالح المملكة العربية السعودية بقيمة 110 مليار دولار، حذر تقرير الصحيفة، الذي أعده محمد نووزمان، من أن ذلك سوف «يعزز واقع العسكرة في المنطقة»، و«يدفع السعودية وإيران نحو شفير حرب» تهدد بجر المنطقة إلى حمام دم، وحالة من الفوضى. كما شرح الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية بجامعة الخليج للعلوم التكنولوجيا، أن السعوديين يرون في نهج ترامب «عودة إلى الصداقة التقليدية» بين واشنطن والرياض، و«بداية جديدة» للعلاقات الثنائية بعد عهد أوباما، موضحاً أن هذا النهج يمثل «استجابة لمناشداتهم اليائسة» للحصول على مساعدة ضد إيران.

وفي الإطار عينه، أوضح الكاتب أن المملكة التي اتبعت «نهجاً قوياً» في السياسة الخارجية في ملفات سوريا والعراق واليمن بدافع «الغضب» من سياسات الإدارة الأمريكية السابقة، ورؤيتها القاضية بضرورة تقاسم النفوذ في الشرق الأوسط بين الرياض وطهران، وجدت في خطاب إدارة ترامب «المعادي لإيران» ما يعوّض «عجزها عن دحر النفوذ الإيراني» في الخليج، مشيرة إلى أن وصول حرب اليمن إلى «طريق مسدود»، إلى جانب «القضاء الوشيك على تنظيم داعش» في العراق، ونجاح الجيش السوري، في «إسقاط حلب» بدعم من إيران وروسيا، جاءت بوقع «كارثي»، على «طموحات السياسة الخارجية السعودية». فعلى الرغم من تخصيص الرياض موازنة عسكرية أكبر مما تخصصه إيران، إلا أنها تبدي قلقاً من هامش القدرات العسكرية التكتيكية، والاستراتيجية لدى طهران، حيث ينشط جنرالات الحرس الثوري الإيراني في تقديم «المساعدة الاستشارية» لعدد من «الميليشيات الشيعية» داخل العراق وسوريا، وأماكن أخرى، في حين تفتقر المملكة لما يعادل تلك القوى الإيرانية، وما يوازيها من أجل «دعم المصالح الأمنية الإقليمية» للرياض، وفق «ذا كونفيرزيشن».
إلى ذلك، شدد التقرير الذي حمل عنوان «بعد زيارة ترامب: السعودية تطمح إلى تعزيز نفوذها في المنطقة بمواجهة إيران»، على أن سياسة ترامب تجاه إيران تعد بمثابة «الأمل الأخير» للرياض في مواجهة «غريمها» في الإقليم. كما لفت التقرير إلى «بعد جديد» لصراع المملكة العربية السعودية مع طهران، يستند إلى مجموعة من «الاعتبارات الداخلية»، التي تتعلق بمسألة «بقاء النظام» السعودي، و«أمنه» المهدد، بشكل يدعم «السردية القومية السعودية» الداعية لمواجهة «إيران الشيعية»، بوصفها «العدو الأساسي للسنّة في المنطقة»، الأمر الذي يمنح نظام الرياض فرصة سانحة «لتفادي الضغوط الداخلية» و«ضمان استمراريته».
وإذا كان ترامب ينظر إلى طهران كـ«تهديد» للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، فإن الرئيس الأمريكي يكون بذلك قد «اختار السعودية»، وفضّل الاعتماد عليها من أجل «حماية مصالح الولايات المتحدة» في المنطقة، وذلك عبر «خدمة أجندتها»، و«طموحاتها الجيوسياسية».

You might also like