تناولت وكالة «بلومبيرغ» الوضع المتأزم في الخليج، معتبرة أن الأزمة الناشئة بين قطر من جهة، والسعودية، والإمارات من جهة أخرى، تعكس رغبة الرياض، و أبو ظبي في «سحق أي شكل من أشكال المعارضة يمكن له أن يضعف جبهة موحدة ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط»، وشعور كلا العاصمين بـ«اندفاعة» رسختها زيارة ترامب إلى الرياض.
وفي سياق الإشارة إلى الضغوط الممارسة على قطر من أجل قطع علاقاتها بتنظيم «الاخوان المسلمين»، وحركة «حماس»، فقد أوردت الوكالة حديث كبير باحثي برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في معهد تشاتام هاوس بيتر سالسبوري، اذ اعتبر ان «الولايات المتحدة في عهد ترامب تربط نفسها بشكل وثيق بمصالح المملكة العربية السعودية». كما تساءل سالسبوري عما «إذا كانت هذه المواءمة تجعل السعوديين يشعرون بأنهم مخولون الإطاحة بأي أحد من حلفائهم، أو داخل منطقتهم ممن قد يحاولون اتباع مسار أكثر استقلالية» عن توجهات الرياض. أما بول سوليفان، وهو خبير متخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة جورج تاون بواشنطن، فقد أوضح للوكالة أن دول الخليج ترى أن «قطر تتعامل مع إيران، بطريقة ناعمة للغاية»، لا سيما وأن الدولتين دتتشاركان حقلاً غازياً ضخماً»، مشيراً إلى أن تمايز قطر من خلال علاقتها بعدد من الجماعات المتطرفة في سوريا، وليبيا، إضافة إلى علاقاتها بإيران يوحي بأنها «تتصرف بما يفوق وزنها الاستراتيجي».
إلى ذلك، نقلت «بلومبيرغ» عن مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية في جامعة جورج تاون، مهران كامرافا قوله إن السعوديين والإماراتيين يرون فرصة في تأكيد نفوذهم بعد زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية، لافتاً إلى أن «الاختلافات والخلافات الداخلية ليست شيئاً جديدًا»، وأن العبرة في «توقيتج الحملة ضد الدوحة، و«مستوى الضغط الذي لم يسبق له مثيل» بحقها، قبل أن يجزم بأن الرياض، و أبو ظبي «لا يرغبون بما هو أقل من خضوع كامل من جانب قطر».
من جهة أخرى، اعتبرت «بلومبيرغ» إن النزاعات الداخلية بين دول الخليج يمكن أن تحد من جاذبيتها للمستثمرين الأجانب. كما نقلت الوكالة عن الخبير المالي سيرغي ديرغاشيف، قوله إن الأزمة المستجدة بين قطر، وعدد من العواصم الخليجية الأخرى تعد مسألة «شائكة، من الناحية السياسية»، وإن كانت تحمل أبعاداً اقتصادية على خلفية المنافسة بين قطر والسعودية على جذب الرساميل والاستثمارات الأجنبية. مع ذلك، رجّح ديرغاشيف أن تحل الأزمة عبر القنوات «الديبلوماسية».