يبدو الطريق أمام «المجلس السياسي الجنوبي»، بقيادة عيدروس الزبيدي، مزروعاً بالعراقيل، بعد أن توالت انسحابات عدد من أعضائه.
المجلس الذي أعلن عنه الزبيدي الخميس الماضي، وحدد مهامه بـ«إدارة الجنوب، ومواجهة المد الإيراني، والشراكة في محاربة الإرهاب»، وضم قائمة من ستة وعشرين شخصاً، منهم وزيران في الحكومة التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وخمسة محافظين من المحافظات الجنوبية، سرعان ما أصدر بعض أعضائه بيانات رفض للمشاركة في المجلس.
وزير الإتصالات، لطفي باشريف، أعلن، في بيان تلقى «العربي» نسخة منه، أن «لا علاقة له بالمجلس»، مؤكداً «وقوفه مع الشرعية ممثلة بالرئيس هادي».
من جهته، أعلن رئيس المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة، الشيخ عبد الله بن عفرار، انسحابه من «المجلس الإنتقالي الجنوبي». كما أصدر اللواء، عبد الله السقطري، محافظ محافظة سقطرى، بيانا أكد فيه «أن لا علاقة له بمجلس يقف ضد الشرعية».

وفيما أيد محافظ محافظة حضرموت، أحمد سعيد بن بريك المجلس، وشدد في الوقت نفسه على وقوفه مع «الشرعية»، وطالب بوقف الحرب وإقامة دولة من إقليمين، رفض نائبه، المقدم، عمرو بن حبريش، رئيس «حلف قبائل حضرموت»، موقف المحافظ، معتبراً أنه «لا يمثل موقف حضرموت».
كما صدرت بيانات عن قوى سياسية ومكونات حراكية وقيادات في «المقاومة الجنوبية»، تضمنت رفضاً لـ «المجلس الإنتقالي». «الجبهة الوطنية»، التي تضم أكثر من عشر مكونات لم تؤيد، من جهتها، إعلان المجلس. وبحسب مصادر لـ «العربي»، فقد تصدر الجبهة بيان رفض في الساعات المقبلة. أما «الهيئة الشرعية الجنوبية» فانقسم أعضاؤها بين مؤيد ورافض، إلا أن رئيس الهيئة، الشيخ حسين بن شعيب، لم يصدر بيان تأييد للمجلس، فيما عبر نائبه، هاني اليزيدي، عن رفضه للمجلس، متهماً من يقف على رئاسته بـ «الفشل خلال عامين من تحمل المسؤولية في الوزارة والسلطة المحلية»، لافتاً إلى أن «قرار المجلس جاء بعد عزلهم من السلطة». وعبر “ائتلاف المقاومة الجنوبية” بدوره عن رفضه المجلس.
خارجياً، أصدر مجلس التعاون الخليجي بياناً دعا فيه «اليمنيين للالتفاف حول الشرعية لبسط سيادة الدولة، ونبذ دعوات الفرقة والانفصال». وجدد مواقفه الثابتة «تجاه وحدة الجمهورية اليمنية وسيادتها».
وعبر كتاب ونشطاء وإعلاميون ورجال دين سعوديون عن سخطهم من المجلس. ونشرت صحيفة «عكاظ» بالبنط العريض عنوان: «مجلس عيدروس ينهار ومجلس التعاون يرفض الإنفصال».
وغرد رجل الدين السعودي، عوض القرني، في حسابه على «تويتر»، بالقول: «حين عزل من الوزارة أعلن حمل السلاح وتقسيم الدولة والغدر بالتحالف»، في إشارة إلى الوزير المقال، هاني بن بريك.
وكتب الصحافي السعودي، محمد الراشد، في صفحته على «تويتر»، أن «إعلان ولد ميتاً، وخطأ استراتيجي، وإفلاس مبكر لقضية عادلة».
إلى ذلك، سافر كل من عيدروس الزبيدي، ونائبه في رئاسة المجلس، هاني بن بريك، إلى الرياض، أمس الجمعة، ومن المحتمل أن ينهيا جولتهما بزيارة إلى أبوظبي.