كل ما يجري من حولك

وقفُ العُدْوَان وإنهاءُ الحصار أولاً؟

353

 

وليد العبسي

مقاومةٌ وقضيةٌ وطاولةٌ ومفاوضاتٌ وحوارٌ وسلامٌ..

شعارات وعناوين كثيرة لا حصر لها، تلبس تتحدث تتاجر تستخدم تعز وباسم تعز ومعاناة أبناء تعز. وكأن تعز ليست جزءً من الـيَـمَـن، وما يحدث في تعز لا علاقة له بما يتعرض له الوطن والشعب من عُدْوَان ومؤامرة ودمار وقتل! ماذا حدث. وماذا جرى وماذا يحصل وماهي الحقيقة يا تعز؟

نعرف جميعاً ويعلم علم اليقين كُلّ مهتم ومتابع، وفي مقدمتهم الأجهزة والتنظيمات والجماعات والشلل التابعة للعُدْوَان! أن كُلّ الشعارات المناطقية والطائفية باسم تعز هي عبارة عن عناوين زائفة خادعة، تتستر خلفها مشاريعُ عمالة وارتزاق محلية وجزء من أجندة سياسية تسلطية إقْليْمية ومؤامرة ومخطط استعماري أَمريكي صهيوني!.

فالسقوط المدوي وغير المتوقع لمنظومة الحكم المسيطرة على السلطة لأَكْثَر من أَربعة عقود والذي أحدثته ثورة 21 سبتمبر الشعبية، بكل تأكيد سقطت معها الوصاية السعودية والهيمنة الأَمريكية، وطويت معه مرحلة عقود من السيطرة والتحكم الأَمريكي في السياسة والقرار الـيَـمَـني.

إذاً لا خيارات أمام أَمريكا لتعيد سطوتها وهيمنتها وسيطرتها، وتعيد أَدَوَاتها وعملائها إلى السلطة وَفرض سياستها الاستعمارية الصهيونية سوى خيار واحد فقط!.

تحركت نحوه بكل قوة مع كبار حلفائها وبمباركة أُمَـمية مجندة كُلّ إمْكَانياتها وعملائها وأَدَوَاتها الإقْليْمية والمحلية، نحو هذا الخيار العُدْوَان العسكري المباشر، المترافق مع صراع داخلي، يضمن التفكيك، وإعادة السيطرة، من خلال إنتاج خطاب طائفي مناطقي يخلق عصبية طائفية ومناطقية، وإشعال حروب وصراعات بين كُلّ هذه الأجزاء، ودعم هذا الأجزاء وتقويته ضد آخر وضربها يبعضها، وُصُوْلاً إلى فرض واقع جديد مفكك، إلى أجزاء ضعيفة، جاهزة للتشكيل بما يحقق إعادة إنتاج منظومة حكم عميلة وإعادة الهيمنة والسيطرة الأَمريكية وفرض السياسات الاستعمارية الصهيوأَمريكية من جديد هذا هو الواقع وحقيقة ما يدور، هذا هو المخطط الأَمريكي ما بعد السقوط، وما يسوّقُ له المرتزقة والعملاء من شعارات مناطقية وطائفية سواء باسم تعز أَوْ عدن أَوْ حضرموت، أو الجنوب هي عناوين خادعة كاذبة، زيف وتضليل؛ لدفع أكبر عدد من المغرر بهم إلى الحرب، ودفع الـيَـمَـنيين إلى قتال يعضهم، وإدخالهم بدوامة حروب وصراعات بالنيابة عن العدو الرئيسي لكل الـيَـمَـنيين لكل شعوب المنطقة والعالم وأَدَوَاته، العدو الأَمريكي الإسْـرَائيلي، الذي يتربص بهم جميعاً.

لذلك نؤكد أن أية دعوات للتفاوض والحوار والسلام بشكل جزائي باسم تعز أَوْ غيرها بشكل منفصلٍ عن التحرك الوطني العام والموحد لكل الـيَـمَـن قد يأتي وبدون قصد ضمن مخطط وشروط التفكيك والتجزئة التي يسعى لتحقيقها العُدْوَان، ومرتزقته، وإقرار خصوصية مناطقية وطائفية.

مع كُلّ تقديرنا لهذه الجهود والدعوات ونواياها المخلصة وأَصْحَابها، إلا أنه وكما تحدثنا سابقا أن هناك مخططَ عُدْوَانٍ أَمريكي صهيوني وأَدَوَات تنفيذ محلية وإقْليْمية، وتنظيمات إرْهَابية استخباراتية، تدار وتتحرك وفق هذا المخطط ووفق تعليمات وتحركات الغرف الاستخباراتية التابعة للعُدْوَان، لذلك لا بد أن يتحرك السياسيون والمثقفون والنخبة نحو الدفع بعمليات التفاوض الجارية في الكويت ورفدها بالأفكار والرؤى ومساندتها في تقريب الآراء واقتراح الحلول بما يحقق وقف العُدْوَان والحصار وتحرير الوطن الـيَـمَـني واستقلاله وتطهيره من جماعات الإرْهَاب التكفيرية والتوافق الوطني الـيَـمَـني حول إدارة مؤسسات السلطة بما يضمن التوجه نحو تأسيس دولة يمنية عادلة وحديثة، وإقامة الحجة على من يعرقل ويحاولُ إفشالَ ذلك.

أما الشعبُ الـيَـمَـني الذي قدَّمَ التضحياتِ الجِسامَ في سبيل الدفاع عن أرضه وكرامته وعزته وأفشل مؤامرة ومخطط العُدْوَان، لا خيارات أمامه إلّا الاستمرار في الدفاع عن وطنه وحياته والاستمرار في المواجهة والتصدي للعُدْوَان السعودي الأَمريكي، وتنظيماته الاستخباراتية الإرْهَابية حتى الانتصار والاستقلال الناجز والتحرير الكامل لكل للأرض.

You might also like