كل ما يجري من حولك

وعلى غبر الوجوه هنا في الروضة.سلام حتى مطلع النصر بقلم/ عبدالجبارالحاج

429

 

عشية السبت الماضي كان سؤال البعض عن كم وكيف الحشدين فاجبتز… الفارق الجوهري لا تحدده أعداد الحشود مع الفارق الأكيد والكبير لصالح ساحة الروضة..

لكن ليس هذا ما يجب الوقوف أو البناء عليه والذي سرعان ماسينهار على رأس أصحابه منذ لحظة إياب الحشود..مالم يسارع قادة الموقف هنا منذ الكلمة الأولى على المنصة قولا أساسه القناعة والإيمان في القول والعمل الفصل فورا ..

جوهر القول هنا هو المضي والشروع في الخطوة الأولى نحو خيارات تأخرت كثيرا وعطلت..

فالفارق يتحدد في خطوات واقعية ملموسة لا لمعان القول الزائف والفارغ …

يتحدد الفارق الجوهري في:

منهم أصدقاء الشعب ومنهم أعدائه !

منهم عملاء الحلف العدواني ومرتزقته المستترين مؤقتا ..ومنهم قوى المقاومة الشعبية ونواة حركة التحرر الوطني ونواة كتائب حرب التحرير لنجران وعسير؟

وجواب هذا السؤال لا يحتمل التأخير بل ينبغي الإجابة للحشود بأصوات الأبطال من معارك الشرف هناك.. من هم أشقاء بني سعود ومن هم كتائب التحرر منهم ؟

من هم غطاء إستمرارية الحرب بدعوى إيقافها بستار( ضدالعدوان ) وضدا من مقاومة العدوان في عمقه ؟

من هم سارقي قوت الشعب وناهبي ومن هم ناهبي ثرواته ؟

ومن هم قوى الثورة والعدالة في الشروع بإحراءات إنتزاع الحقوق وإعادتها للشعب وليس لمغتصبين جدد؟

من هم ثوار فبراير ومن هم صناع إنتصار 21سبتمبر ومن هم أعداء الثورة؟

بكلمات قليلة وأفعال عظيمة يتوجب حسم الفارق ..

وفي لحظة الإحتشاد ذهبت إلى الروضة وسجلت مشاهداتي التالية:

هنا في الروضة خالف التوفيق حظ القائمين في إختيار المكان.. فيما جائت الحشود تخالف ظنون التقدير بكونه بعيدا وفوق طاقة الحشود المتوقعة الوفود في الفعالية الأخرى المنقضية لحظة إستعدادات التالية عصرا..

وهناك في الصباح مفاتيح اللعبة الإنتخابية أستهوتهم ذكرى الحرب فأستحضروا من أدوارهم ما يجعل من العدوان ورقة رابحة تسلب مستحقيها النصر وترفع عنهم فاتورة مقاومة عدو لا لزوم لها ..

وتشترى به رضى العدوان وقادته ..في لعبة تحويل العدو شقيقا .

والحقوق المغتصبة في خانة عفى الله عما ظلمنا واهاننا.وأما الخنوع فسلام الشجعان !!!

السيارات الفارهة هنا نادرة التوقف وخجولة الحركة .. فالأيدي الخشنة والأقدام شبه الحافية تغطي ساحات الأرضية الترابية في فضاء مزدحم..

وهنا في زحمة سيارات ظلت تقاوم الدهر فوق عمرها الإفتراضي فيما يشبه المستحيل في تحدي أصحابها المنحدرين من طبقة وسطى وآلت بهم سياسة الإفقار في حقبة حكم الإخوان صالح لعقود أربعة إلى وضعهم البائس معيشيا ..لكنها ارادات الغني القوى في معارك إستعادة زمام ثوراتهم المغدورة ..

لذا كانوا وسيظلون هنا وفي كل محطات التحويل لبلدهم وأوضاعهم..

والكلام هنا عن أحلام الشعب وليس عن الحامل الوطني بالمطلق .

لفت نظري وأنا أتفحص الوجوه المكللة بالتعب والمنهكة بالفقر البادي عليها من قبب الرؤوس المغطاة بشيلان طافحة بالغبرة .. إلى قاع (الشباشب) الممزقة الدالة على بؤس حياة الجموع الغفيرة والغالبة في الساحات الواسعة والمتعددةالجهات ..

لكنك ترى في نظراتهم قوة هائلة تتطلع لطريق المعركة معركة الكرامة والتحرير وشوق الثوار باديا على عزمهم الذي لا يلين ..

يا لجلد هؤلاء الكادحين وفقراء المزارعين وعزمهم على الإنتصار لحرب تحرير وطنية..

ومما لا شك فيه أنها لم تبدأ بعد على خيار إستراتيجي يلبي تطلعاتهم ويستوعب طاقاتهم الكامنة نحو ذاك… لكنه لاريب آتية ومحتومة فاضت الساحة المخصصة لإحتضان الحشود وضاعت المنصة وسط ساحات متعددة الجهات ..

حينها كانت تتلاشى المنصة شئيا فشيئا حتى غدت نقطة تحاصرها الجموع المتد فقة وغدت الجموع تتزاحم خلف ظهر المنصة .. كان سقف تطلعات الحشود المتدفقة وسيبقى أعلى بكثير من مستوى الكلمات التي ألقيت من على المنصة ..

تلك غصة كانت بادية في الحناجر والأعناق المشرئبة إلى سقف وطني عالى بعلو السماء ..

شاهدت هنا لوحات تعبير عن العرفان والشعور الشعبي المثقل بجميل وموقف قائد المقاومة السيد/ حسن نصر الله والذي وقف في أعلى مستوى مشهود وأعلى مما ينتظره أي يمني فكانت صوره حاضرة بإتساع الساحة والباعة الصغار أتخذوها راياتا عالية وإقبال العائدين إيابا على الشراء مع تزايد إتساع إبتسامات الباعة الأطفال من نفاذ كميات صور قائد المقاومة..

ولن ينسى الصماد الإشارة إلى موقف نصرالله تجاه شعب ..

اليمن في بادرة أقل مافيها تعبير الجميل تجاه موقف جميل .

فيما غابت عن ألسنة الخطباء هفوات أو نسيان لم تغفره أفئدة الجموع التواقة إلى حث السير والخطى إلى ساحات الشرف والكرامة في نجران وعسير.

في تجوالي مع الجموع مع جندي ومقاتل من حيدان صعده الأوائل ..ألتقيته هنا لأول مرة.. أستقبلني بترجاب صدر محب كأننا أصدقاء من عقود حين أشار إلي مصافحا ومعانقا وتعرف علي من شاشة المسيرة معبرا عن إمتنانه بأصوات المثقفين النادرة في إنحيازها لخيارات العدالة والثورة وخيار الوطنية اليمنية تجاه آل سعود .. أستمعت إليه حين أصطحبني من أمام المنصة إلى بدرومها .. لنأخذ بعض الوقت تقية من حر الشمس.. هو من أحد المقاتلين الذي خاضوا منذ الطلقة الأولى حروب صعدة الستة ..

تحدث إلي بوجع وغضب عن أولئك الذين يحاولون سلبنا تضحياتنا في ..على موائد المنعمين في ساحة السبعين .. قائلا لن ندعهم يسرقون تضحياتنا وأحلامنا .

وبعد كلام كثير طافح بالألم والمرارة والصبر ولكن المغمور بإستعداد وتوق لخوض حرب التحرير في نجران وعسير .. وهنا ألتقيت صديقي الذي ذكرني بندوة للعدالة الإنتقالية إبان ثورة فبراير ..وأجملت يومها توقعي بمسارها إلى واقع النذالة الإنتقالية وقام واضعا يده على يد الأستاذ/ معاذ الجنيد الذي كان يتناول وهو الشاعر الفقير إلا من غنى قوافيه الشعرية التي ألتزمت سياقها الوطني الثوري قولا وفعلا لديه وهو يتناول وجبة غداء فقيرة من خبز وشئ من ادام قبل أن يطلق قصيدته الجديدة هنا أمام حشود الروضة..

ففيما أشار له صديقي نحوى معرفا أجابه هذا عبد الجبار أبي, منذ أنطلقت الثورة ومن يومها الأول من تعز .. ذاك ما زاد من تواضعه الأصيل رفعة عندي..

على طريق الإياب ونحن عائدين من إحتشاد لا نظير له ..وقبل أن نفترق في جولة القادسية تاركين صديقنا عبدالعالم عالقا ومتعالقا مع السائق الذي أستغل هفوتنا في عدم مساومته رافضا الألف الريال أجرة مشوار من ساحة شارع المطار .. وقبل أن أتوقف على كرسي الشاهي مع الدكتور/ إسماعيل … أستوقفتنا لافتة علقت من يومها هي الأخرى قادمة من السبعين عليها صورة الزعيم الموبؤ وعبارة عريضة بطل الصمود هههههه

وقد علقت على محل في قلب ساحة التغيير في جولة القادسبة قبالة الخيمة التي كانت تسمى خيمة الأصابح …

اللافتة المعلقة لا تعكس سوى حالة الحقد الدفين المخبئ في صدر الزعيم الموبؤ بوسواس العودة للواجهة ..والصورة في ذات المكان الذي أنطلقت منه ثورة فبراير السلمية التي أطاحت به ..لكنها لم تقم بجراءاتها الثورية اللازمة كثورة توقفت في الطريق او هي بمعنى أدق تدحرجت إلى منزلق الهاوية ..تاركة صالح هذا يعبث وفي إبقاء مطلق لنظامه ونظام الإخوان الساقطان العائدان من بوابة المبادرة ..وها هو يدشن إنتقامه من كل الشعب .. وقدحان قطع دابر حقدهم قبل إنتشاره وبث سمومه في سائر الجسد ..حتى لوتطلب الأمر التضحية بشئ حي من جسدنا الشعبي لضمان عافية سائر أعضاء الجسد.. فذلك أهون..

You might also like