كل ما يجري من حولك

اشتعال بورصة المقايضات بين “الجنوبيين” و”الخليجيين”

667

شلال والزبيدي

تقرير.. اشتعال بورصة المقايضات بين “الجنوبيين” و”الخليجيين”

متابعات../

كشفت صحيفةُ الأخبار اللبنانية عن محاولات سعودية حثيثةٍ للزج بمقاتلي الحراك الجنوبي في المعارك الدائرة في جبهتَي مأرب وتعز بشمال البلاد. وحسب الصحيفة، فقد استدعت الرياض لهذا الغرض اثنين من أبرز قادة ما تسمى «المقاومة الجنوبية» وهما شلال علي شائع وعيدروس الزبيدي. كلا الرجلين حط في الرياض في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر الماضي. وأشارت المعلوماتُ الرسمية التي أدلى بها المتحدثُ باسم «المقاومة الجنوبية» علي شايف الحريري إلى أن شائع والزبيدي يزوران السعودية بدعوة من «التحالف العربي» للتباحث في جُملة من الملفات لعل أبرزها الترتيبات الأمنية وإعادة الإعمار. هذه التصريحاتُ أعقبتها مواقفُ أكثر وضوحاً أدلى بها متحدث آخر باسم «المقاومة الجنوبية» هو عبدُالعزيز الشيخ، الذي أعلن أنه جرى أثناء اللقاءات التي عقدها شائع والزبيدي مع الجانب السعودي الإتفاقُ على معالجة ملفات «الشهداء» والجرحى واستيعاب الجنوبيين في المؤسسات العسكرية والأمنية، مضيفاً أن قيادةَ «المقاومة» أكَّدت أن المعركة لم تنتهِ، وسيجري الإستمرارُ معاً في القتال والبناء وخصوصاً في عدن. ومن داخل الكواليس كشفت «الأخبار» أن السعودية تتطلعُ إلى إشراك فصائل «الحراك الجنوبي» المطالبة «بالإستقلال» في معركة «تحرير» تعز ومأرب، لافتة إلى أن استدعاءَ شائع والزبيدي اللذين يتمتعان بنفوذ كبير في أوساط المقاتلين ويتوافران على شعبية لا يستهان بها يمثلُ خطوة عملياتية على الطريق المتقدم. طريقُ المساومات بدأته الرياض باللعب على وتر المنافسات البينية والتعامل الحذر مع الطمُوحات الشخصية، دعوتها القياديين الجنوبيين اللذين حلا في ضيافتها إلى تولي منصب محافظ عدن خلفاً لنائف البكري نموذج من التكتيكات المتقدمة. تكتيكاتُ لم تفلح في منع الرجلين من التقدم بما لديهما من مطالب واشتراطات بحسب ما يفيد به المصدر الجنوبي. المطالب «الجنوبية» بدأت سبحتها من دعوة «التحالف العربي» إلى دعم «المقاومة» مادياً ولوجستياً للتوجه نحو محافظة حضرموت وتحريرها من تنظيم «القاعدة». كان شائع والزبيدي يعتقدان أن الدور الذي أداه «الحراك» في إسقاط المناطق الجنوبية من أيدي «أنصار الله» سيمكنه من فرض أجندته على السعودية، لكن الأخيرة أحرص من أن تنجر بسهولة إلى ما يشتهيه «الحراك الجنوبي»، وعليه فلم يكن من المسؤولين السعوديين إلا رفض التباحُث بالمطلق في أوضاع حضرموت والتلويح المستتر بتسكير حنفية الدعم المالي والتسليحي. تلويحٌ دفع زائري الرياض إلى الإستنجاد بالخطة «باء»، يقول المصدرُ الجنوبي، متابعاً أن الرجلين جدّدا مطالبتهما السعودية بسد النقص في «مستحقات» المقاتلين وتسليم تعويضات لعوائل «الشهداء» والجرحى، فضلاً عن التسريع بإلحاق المتخرجين الثانويين والجامعيين بالكليات العسكرية في الخليج وتخصيص رواتب شهرية للعسكريين والأمنيين عناصر كانوا أم قادة. هذه المطالبُ لم تمانع المملكة في الموافقة على إجابتها، إلا أن ما تلى ذلك من اشتراطات مثّل عقدةً رئيسةً لا تزالُ حائلةً دون إتمام الإتفاق بين الجانبين. يجزم المصدر لـ«الأخبار»، مشيراً إلى أن شائع والزبيدي ربطا المشاركة في القتال على الجبهات الشمالية بقبول «التحالف العربي» اعتبار «المقاومة» جزءاً من قواته لا مما يسمى الجيش الوطني، بتعبير آخر، يريد قادة «الحراك» الإعتراف بمقاتليهم بوصفهم كياناً مستقلاً قائماً بذاته خالياً من «أي عناصر شمالية»، ومفكوكاً عن «بقية التشكيلات الموالية للشرعية». غير أن السعودية أحرص من جديد من أن تمنح «الحراك الجنوبي» فرصة للإنفراد. رفضٌ لم يفوّت شائع والزبيدي فرصةَ إظهاره إلى العلن ليمررا للسعودية تهديداً جدياً بإعادة تسليم المناطق الجنوبية لـ«أنصار الله». عند هذا الحد توقّفت بورصة المقايضات بين الجانبين بانتظار جولة جديدة من المفاوضات. الجولة المرتقبة يبدو أن الإمارات لن تكونَ بعيدةً منها في ظل المعلومات المتداولة عن إمكانية توجه القياديين الجنوبيين إلى أبو ظبي للتباحث في الموضوعات نفسها، فهل يمكن أن يجد شائع والزبيدي لدى الإماراتيين عوضاً لهم مما تأباه السعودية وخصوصاً أن الإمارات تظهر أكثر ميلاً لمنح «الجنوبيين» إدارة ذاتية أقله في مدينة عدن؟

You might also like