شبيه “القات” اليمني ..“الفنكوش” يُقبل على تعاطيه كثير من عمال محاجر المنيا بمصر

متابعات | البديل

في ظل المعاناة التي يعيشها عمال المحاجر بمحافظة المنيا، وإصابة العديد منهم بأمراض التحجر الرئوي والأمراض الصدرية، نتيجة لعملهم في ظروف غير آمنة، انتشرت مؤخرًا ظاهرة إدمان المخدرات بين كثيرين منهم، وباتوا معتادين تناول أنواع مختلفة من الخلطات والعقاقير.

“الفنكوش” هو اسم المخدر الذي يقبل كثير من عمال محاجر المنيا على تعاطيه، ويشبه “القات” اليمني، وهو خليط من الأعشاب مضاف إليه مساحيق من عقاقير مخدرة، ويعتقد البعض أن تناول تلك الخلطة في مشروب الشاي يساعدهم على العمل دون إجهاد طوال اليوم.

“أحمد. ص.”، صاحب محجر بمركز سمالوط شمال المنيا، قال لـ”البديل” إن ما يسمى الفنكوش هو خلطة انتشرت خلال العامين الأخيرين بشكل كبير، ويتم تصنيعها منزليًّا بواسطة بعض المدمنين أو رؤساء العمال، وغير معلوم تكوينها بالتحديد، ولكن يتم تناولها مع المشروبات الساخنة، فتخلق حالة من النشاط لمتعاطيها، خاصة الذين يمارسون أعمالًا شاقة كعمال المحاجر، مؤكدًا أن أعدادًا كبيرة من العمال مستاءون من انتشارها فيما بينهم، نظرًا لما تسببه من آلام وصداع في حالة عدم تعاطيها كل صباح في حال إدمانها.

وحذر صاحب المحجر من انتشار ذلك النوع بين العمال قائلًا: عمال المحاجر يعانون كثيرًا من أمراض الصدر والرمد والرئة، وليس من المعقول أن يتحولوا إلى مدمنين رغمًا عنهم. وناشد المسؤولين ملاحقة مصنعي ومروجي تلك المادة المخدرة، وتطبيق أقصى عقوبة عليهم.

وقال حسام وصفي، المدير التنفيذي لجمعية وادي النيل لرعاية عمال المحاجر بالمنيا، إن تعاطي أعداد كبيرة من العمال للمخدرات أمر منتشر بالفعل بالمحاجر الموجودة بكافة مراكز المحافظة، بوهم أن تناول تلك المواد يساعدهم على العمل في ظل الضغوط، ويقلل الشعور بها.

وأوضح أن أكثر ما لوحظ خلال عامي 2011 و2012 هو تزايد أعداد المتعاطين بشكل كبير، مشيرًا إلى أن عددًا من العمال اكتشفوا أن بعض أصحاب المحاجر كانوا يضعون لهم المخدر في الشاي صباحًا دون علمهم، حتى أصبحوا مدمنين، وهو الأمر الذي أغضب العمال، ودفعهم للاحتجاج، حتى تراجع أصحاب المحاجر عن فعلتهم تلك، فيما استمر بعض العمال في تناول المخدر بإرادتهم.

وأضاف وصفي لـ”البديل” أن الجمعية نظمت عدة حملات توعية للعمال، بالتعاون مع نقابة العاملين بالمحاجر، وطالبتهم بالابتعاد عن تناول المخدرات؛ لأضرارها الخطيرة، كما وجهتهم لضرورة التأكد من سلامة المشروبات التي تقدم لهم، فيما أشار إلى أنه لا توجد إحصائيات محددة لمتعاطي المخدرات بين عمال المحاجر بالمنيا.

وقال محمد سيد، الأمين العام لنقابة عمال المحاجر بمحافظة المنيا، إن ظاهرة وضع المخدرات لعمال المحاجر في مشروب الشاي انتشرت بشكل كبير في وقت من الأوقات، ولكن تم التصدي لها سريعًا، حتى أوشكت على الاختفاء، ولكن في المقابل ما زالت أعداد المتعاطين للمخدرات بإرادتهم تتزايد بشكل كبير.

وأوضح سيد أن أكثر الأنواع تداولًا في الآونة الأخيرة خاصة بين العمال والسائقين هو “التامول”، مشيرًا إلى أن النقابة أقامت عدة حملات للتوعية بمخاطر المخدرات، ونجحت في إرسال أعداد من المدمنين للمستشفيات المتخصصة؛ للعلاج من الإدمان، وعودتهم أصحاء مرة أخرى.

سيد أكد أنه لا يعلم حقيقة وكيفية انتشار الفنكوش، محذرًا من انتشار الإدمان بصفة عامة بين أوساط العمال، باعتبار أنه يؤثر على صحتهم بشكل كبير، وناشد جامعة المنيا تبني حملات مماثلة للتوعية بمخاطر التعاطي والإدمان.