كل ما يجري من حولك

السيد القائد والمراكز الصّيفية والقُــرْآن الكَريم

345

 مطَهر يحيى شَرف الدّين

رغم العدوان العالمي الظالم الغاشم على اليمن ورغم الأزمة الاقتصادية والإنْسَانية التي تعصف باليمنيين ورغم الجراح والآلام والمعاناة التي تواجه الشعب اليمني جراء الحصار الجوي والبري والبحري الخانق ورغم الحملة الإعلامية الدولية الشعواء التي اتضح لكثيرٍ من شعوب العالم مدى كذب تحالف العدوان ومدى إجرامه وانتهاكاته، رغم ذلك كله ما زال السيد عبدالملك الحوثي رضوان الله عليه يحملُ هَمَّ المسؤولية تجاه المجتمع اليمني وما زال يدرك أهميّة بناء العقول وكيفية أن يحافظ الجيلُ الناشئ على قيمه وثقافته ومبادئه ومواقفه في الحياة، رغم ذلك كله فإنه يبقى محيطاً ومذكراً بالأخطار المحدقة على الجيل الصاعد من انحرافات وَثقافات مغلوطة وأفكار ظلامية هدّامة.

السيد القائد لفت انتباهنا جميعاً في محاضرته يوم الأربعاء الماضي إلى أهميّة انعقاد الدورات الصيفية لأبنائنا الطلاب لما لها من أثر كبير في سلوكهم ومواقفهم ووعيهم وثقافتهم ومسيرتهم في هذه الحياة، كما عزّز السيد القائد فينا الشعور بالمسؤولية الدينية والأخلاقية تجاه أبناءنا بعدم إهمالهم وخطورة أن يكونوا فريسةً سهلةً لوسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية الماسخة المنحرفة التي تدمر الجيل وتهدم قيمه وتؤثر في نزعته للدين ومكارم الأخلاق وتؤثر بشكلٍ سلبي على ثقافته ونفسيته وشخصيته وتعامله ومواقفه ومدى تأثير ذلك على البيئة المحيطة بالجيل وكيف يتم مواجهة ذلك بالتثقيف وبالتعليم وبالوعي الذي يجب أن يترسخ في عقولنا وقلوبنا.

 إنّ أهم ما طرحه السيد القائد في محاضرته التي تناولت أهميّة تعليم الجيل الناشئ من خلال إقامة الدورات الصيفية هو الرجوع إلى أهم المصادر التي تتم بها المعرفة والتثقيف والهداية والنور وذلك المصدر هو القُــرْآن الكريم الهبة والمعجزة والهدية العظيمة من الله لعباده ففيه الآيات المباركات التي تشمل جميع العلوم والمعارف والهداية والنور المبين وفيه الكلمات التي لا تنفد وقد نفد البحر لو كان مداداً لكلمات الله وفي ذلك يذكرنا السيد القائد بالآيات الكريمات التي لو تدبرناها وتأمّلنا معناها ودلالاتها لخشعنا وتصدّعنا من خشية الله وعظمته وسعة كلماته قال تعالى “قُل لَو كَان البَحرُ مِداداً لِكلماتِ ربّي لنَفد البَحر قَبل أنْ تَنفَد كَلماتُ ربّي وَلو جِئنَا بِمثلهِ مدَدا”.

وقال تعالى “وَلو أنّ ما فِي الأرضِ مِن شَجرةٍ أقلامٌ والبَحر يمدهُ منْ بعدهِ سَبعةُ أبحرٍ ماَ نفِدت كَلماتُ الله”.

 فما أعظم وأجلّ تلك الآيات الكريمات، فلو أضيفت بحارٌ أخرى من المداد لنفدت قبل أن تنفد كلمات الله، فهل من مدّكر؟ وهل من مستبصر؟

ولذلك فإذا لم تتحدث الآيات وكلمات الله التي لا تنتهي عن شؤون حياة الإنْسَان وما يتصل بها وعن الهداية الحقيقية والبصيرة وعن العلوم والمعارف العظيمة وعن المفاهيم الصحيحة والثقافة الواسعة والنظرة التي تستنير بنور الله فماذا عساها أن تتحدث.

ولذلك كان لثمرة تعلم القُــرْآن الكريم والارتباط به مساحةً مهمة في خطاب السيد القائد وقد أشار إلى أن للارتباط الوثيق بالقُــرْآن الكريم نتاجاً يصل بنا إلى مرحلةٍ أساسية ومهمة للتحرر من التبعية الثقافية والفكرية للقوى الظلامية والخلاص من كُــلّ أشكال التبعية لأعدائنا فلا نتأثر بباطل ولا ننخدع بالأفكار الظلامية والثقافة الدخيلة على أجيالنا وَمجتمعنا الإسلامي.

وعن مسألة عدم الارتباط بالقُــرْآن الكريم وَالابتعاد عنه فقد أبان السيد القائد بأن الأمة الإسلامية بابتعادها وإعراضها عن القُــرْآن الكريم فإنها ستعيش في ظل الأميّة من المفاهيم والأميّة تجاه الوعي وستعيش في ظلماتٍ متراكمة تزيد فيها حالات الفرقة والشتات والتباين وَتسودها الثقافات المغلوطة والأفكار والرؤى الكثيرة الخاطئة التي تؤدي إلى مشاكل كثيرة تواجه الأمة الإسلامية، وبذلك فإنّ الإنْسَان وبلا شك سيولي اهتمامات دنيوية تبعده عن مهامه الرئيسة في الحياة وتغرقه في تفاصيل شكلية تفتح الأبواب لفئات الضلال لتستهدفَ بذلك أبناء الأمة الإسلامية.

ولذلك يعود السيد القائد في ختام المحاضرة ليؤكد ويحث المجتمع اليمني على الاهتمام بالدورات الصيفية إسهاماً ومشاركةً في العملية التعليمية وأن نحرص على سلامة أبنائنا من تلك المفاهيم الخاطئة والثقافات الدخيلة المظللة بضرورة إدراك خطورتها عليهم ويؤكد أيضاً حاجتنا جميعاً إلى الهداية والنور والمعرفة الصحيحة التي نستفيد منها في واقعنا العملي لننطلق بها في الحياة بغية الوصول إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى عنا فنربط بين العلم النافع والمعارف الصحيحة وبين العمل وتحمل المسؤولية ليكون العمل والتطبيق ملازماً للتعليم اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

You might also like