كل ما يجري من حولك

ابن الـيَـمَـن البار!

368

 

عبدالحميد الغرباني

مع توالي الأَيَّـام والأحداث نلمَسُ تغيُّراتٍ كثيرةً يصنعُها الصمودُ الشعبي في مواجهة العُدْوَان وأيضاً المجاهدون الذين يواجهونه بشكل مباشر على الأرض في مختلف الجبهات..

عندما اعتدي على الـيَـمَـن كان العدو يعتبرها معركة خاطفة وسريعة أطلق عليها يومها «عاصفة الحزم » وسريعاً ما كُسر جُمُوحُه واستبان له أنه يواجه إعصاراً يمنياً أرهقه عسكرياً وَاقتصَادياً وَسياسياً وحتى إعْلَامياً.

ولقد مرّغ الـيَـمَـنيون أنف النظام السعودي في التراب وأسقوه مرارةً عسكرية مدوية في 6/6/2015 عبر استهداف القاعدة الجوية بخميس مشيط بصاروخ بالستي حقّق نجاحاً هائلاً وأنهى حياة الكثير من العسكريين السعوديين بينهم قادة كبار وخبراء صهاينة..

الضربات الصاروخية البالستية توالت وبعد أن ملأ العسيري _ناطق العُدْوَان _ الدنيا ضجيجاً بتدمير القوى الصاروخية والصواريخ البالستية التي يمتلكها الـيَـمَـن، ولقد كان مجرد الإطلاق للصواريخ البالستية صاعقاً بالنسبة للعدو، أما تحقيقها للأَهْدَاف الموضوعة في الحُسبان فكان كارثة أَرَّقت قوى العُدْوَان وأوصلتهم إلى درجة مخزية ومُذلة وصلت ذروتها عندما أوعزوا إلى المبعوث الأُمَـمي إلى الـيَـمَـن إسْمَاعيْل ولد الشيخ مطالبة رئيس اللجنة الثورية العليا بوقف الضربات البالستية وكأن مقاتلات العُدْوَان تقذف على الـيَـمَـنيين الزهور لا القنابل العنقودية وصواريخ الموت..

الجديد اليوم بعد عام وأربعة أشهر هو منظومة صواريخ الزلزال 3 البالستية ذي الصناعية الـيَـمَـنية وَالجودة العالية والرأس الحربي الذي يزن نصف طن ويصل عدد شظاياها المتفجرة إلى عشرة آلاف ويبلغ مداها 65 كم، وفي المعلومات أَيْضاً أن العمليات التجريبية للزلزال 3 أظهرت نجاحاً في ضرب الأَهْدَاف المرسومة بدقة عالية وقدرة تدميرية عالية، كما أن ذات الأمر وهو المهم تحقق في استهداف تجمعات قوى الغزو والمرتزقة في فرضة نهم ومعسكر تدواين بمأرب الأسبوع الماضي.

عسكرياً وسياسياً يعني الكشف عن منظومة صواريخ الزلزال3 البالستية أموراً عدة منها أن عنصر المفاجأة في المعركة ما يزال يمنياً، وأمر آخر هو أن التصنيع في مثل هذا الظرف الصعب سيخلق لدى العدو هزيمة نفسية تكمل أركان اليأس لديه من إحراز تقدم على الشعب الـيَـمَـني..

أضف إلى ذلك أن قدرة التصنيع حالياً تنهض دليلاً أن المستقبل واعد ليس عسكرياً وحسب لا بل واقتصَادياً وعلمياً وتنموياً، فمن يراكم الخبرات ويحدث التطوير ويصل إلى التصنيع في مثل هذه الحرب الكونية على وطنه المحاصر سيسير به إلى غد مختلف في الظروف الطبيعية

طالما وقد أحبط سعي العُدْوَان في صناعة الحواجز المنيعة بين الـيَـمَـن والتقدم والنهوض.

الزلزال 3 الصاروخ البالستي الأول ذو الصناعة الـيَـمَـنية سيُحفَظ مكانه في التأريخ أمر لا شك فيه، ففي الفترة الماضية لفت انتباهي تصريحٌ لأحد المواطنين عبر قناة المسيرة الفضائية وبعد الضربات المسددة لصاروخ توشكا مفاده ((أن صاروخ توشكا بات الأخ الشقيق للـيَـمَـنيين)) من هنا يمكن القول إن الزلزال 3 سيكون ابن الـيَـمَـن البار أَوْ قل سيحجز مكانه في الوجدان الـيَـمَـني والذاكرة الـيَـمَـنية على هذه الشاكلة من الاحتفاء..

المبالغة لا تأخذنا ونحن نكتُبُ عن الصاروخ البالستي الـيَـمَـني الأول فهو يعني الكثيرَ والكثير! في واقع ينشغل الأعراب بمسابقات الطيور والإبل وَتنفيذ اجندات الغرب في المنطقة رهباً وارتهاناً!!

ولأن كان الشعور بالهزيمة أمام الغرب يتملكُ عقالات الخليج فإن في الـيَـمَـن شعب عظيم يكافح ويقاوم الحرب المفتوحة مستحضرا معادلة واحدة أَوْ ارادة واحدة هي رفض أن يكون في موقع من يهيمن عليه ويخطف قراره السياسي وموقعه الجغرافي ومقدراته بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2015.

معادلة يستحضرها أمام أُمَــرَاء النفط والحشيش وأمام الغرب المتسلح بمخزون نووي هائل وبأحدث الوسائل الحربية من بوارج وغواصات وطائرات وصواريخ عابرة للقارات وأقمار صناعية وطائرات تجسس و… إلخ.

فالشعب الـيَـمَـني يدعم خياراته عبر الإعداد عدة وعتادا وتصنيع زلزال 3 ضرب من ذلك وخطوة على طريق مواصلة معركة التحرر حتى دفع المعتدين إلى جدار الفشل والهزيمة وما النصرُ إلّا من عند الله..

ولا يمكن أن نغفل أنه مر ما يقارب العام والنصف من عمر العُدْوَان على الـيَـمَـن ولم تتوقف خلاله معسكرات التدريب ورفد الجبهات يوما واحدا عن المهام المناطة بها وفي ظل طيران التجسس والرصد والتقنية العالية والأسلحة الذكية و… إلخ؟ فشلت كُلّ تقنيات الحرب الحديثة وَنجح المجاهدون في كسر هذه المعادلات! كيف؟ يكفي القول إن البناء عسكرياً في الـيَـمَـن على إيْمَـان مطلق بالله وثقة به.

You might also like