كل ما يجري من حولك

هذه صعدة.. ميلادي الثاني

542

 

صلاح الدكّاك

في (مرّان صعدة الشموخ) شهدت ميلادي الثاني.. ميلاداً زاهياً مكابراً طامحاً باسقاً متخَفِّـفاً من معظم شوائب وَرسوبيات زمن ما قبل بزوغ جبين (سيدي سيد الشهداء الحسين بن بدر الدين رضوان الله عليه)..

زيارتي الأولى لـ(صعدة الثورة) عام 2011 لم تكن نقلةً في الجغرافيا بين مكانين وإنما نقلةً بين زمنين: زمن الموات الذاتي والجَمْعي لشعبٍ يرسف تحت غشاوة الوصاية السميكة متعايشاً مع هوانه وزمن الفرسان والثوار الملحميين بالغي النبل والنقاء الذين أدركت لوهلة إمعان في قسماتهم النورانية أن اليمن والجزيرة العربية على وشك أن تشهد تحولاً جذرياً فوق حسبان العالم وانطلاقاً من كهف الفيوض الربَّانية المحمدية العلوية الحسينية اليمانية التي استعصى على ست وسبع وثمان حروب إطفاؤها وكبح دفقها وشبت على كُـلّ أطواق الحصار والقمع وكلاليب وأقبية التغييب ليتم نورها ولو كَرِهَ عالم الاستكبار والنفاق.

هذه صعدةُ التي يرى المطعون تركي المالكي في قامات أطفالها شماريخَ دون قدرة محاجره المطفأة والقميئة على استكناه ذراها وَهذه صعدةُ التي يمعِنُ طوالُ العمر والأمريكان والصهاينة في محاجرِ أطفالها المكابِرة بعيدة الرؤية والمدى فيرون مصارعَ ممالكهم وكياناتِهم بيّنةً جليةً فيتطببون من يقين نهايتهم الحتمية باستهداف المهود والمحاضن والمراكز الصيفية ومسارح الطفولة في صعدة كما فعل فرعون تلافياً لبِشارة الحَتْف فأدركه الغرقُ في لُجَجِ وعيدها ولم تغن عنه المجازرُ والاستحياء وسواطير الذبح.

هذه صعدةُ التي تغزلُ أكفانَ ملوك الاستكبار وتوابيت حُتُوفِهم بمغازل الأمهات الصابرات المجاهدات وفوهات رجالِ الرجال ولا تتسول صدقات اليونيسيف وعزاء الأمم المتحدة لترفأ جراحَها..

هذه صعدةٌ وهذي الجروح

كربلاءٌ من كُـلّ شبر تفوحُ

عبثاً نالت المحارقُ منها

لم يزل وجهها الوضيء الصبوحُ

خرجت من جحيم نيرون أزهى

وتردّى المبيحُ والمستبيحُ

وأطاح الدمُ الحسينيُّ بالسيف

وأودى بذابحيه الذبيحُ

هذه صعدةٌ وبين يديها

خافقي كُـلّ نبضه تسبيحُ

You might also like