كل ما يجري من حولك

اليمن إلى أين؟

537

 

محمد أمين عزالدين *

هناك حِـرَاكٌ شعبيٌّ واسعٌ في اليمن في اتجاه الالتفاف نحو قضيته العادلة، ومجتمعٌ يُعَادُ تشكيلُه على ذلك الأساس، وانحسار للفكر الوهابي التكفيري وسقوطه المدوي يومياً وهذا ما يُغيظُ آلَ سعود أَكْثَـرَ.

مَن أفسدوا وظلموا وتجبّروا خلال ثلاثين عاماً أَصْبَـحوا اليومَ في المنفى مشرَّدين، الجنوبيون سيأتي اليومَ الذي يتخلصون فيه من قياداتهم المرتزِقة العميلة وخَاصَّـةً بعد الأوضاع المأساوية والجرائم المتعدّدة في حقهم بفعلِ الاحتلال.

معسكرُ ما يُعرَفُ بالشرعية هو خليطٌ من التنظيمات الإرهـابيّة وسيتكفّلون في الانتقام من أنفسهم وعلى أيديهم، وتعز اليوم أنموذجٌ لذلك، وما نَقَصَ ستقومُ به الطائرات بدون طيار الأمريكية بمبرر محاربة داعش والقاعدة وهذا سيكونُ بشكل أبرزَ في مأرب والبيضاء معقل هذه الجماعات.

المرتزِقة الجُــدُدُ في الساحل الغربي بين كمَّـاشتين جنوبية فهم منبوذون فلا استقرارَ لهم هناك، وشمالية فالجيشُ واللجانُ سيتلقّفونهم مع الغازي الإماراتي والسوداني فهم جَميعاً مجرمون وصيدٌ ثمينٌ وسيتجلّى بوضوحٍ معنى اليمن مقبرة الغزاة وأن تهامةَ الصمود عصيةٌ عليهم كما كانت عصيةً على غزاة الأمس..

 الأحرارُ داخلَ الأحزاب المؤيِّدة للعدوان لن يستمرَّ صمتُهم وخَاصَّـةً رجال القبائل.. المكوِّن الحرّ والأصيلُ المقاوِمُ والشريفُ هو مكون أنصار الله حتى الآن وإلى جانبه القوى الوطنية المناهِضة للعدوان، هؤلاء هم ملاذُ اليمن، هم من يحقُّ له تصدُّرُ المشهَــدَ لإخراج اليمن من محنته، وهم الطرَفُ المخوَّلُ في الحديث عن اليمن في ظل العربدة الأمريكية والاحتلال المباشر له والعمل على التصدي لكل مشاريعه في كُـلّ بقعة على أرض اليمن وإلى جانبهم الشعب اليمني.

المجالُ سيكونُ مفتوحاً للحوار اليمني اليمني بدون إملاءات الخارج والتعايشُ قيمةٌ عظيمة الكلُّ يحرِصُ عليها.

اليمن -بقيادة الجيش واللجان ومن وراءهم قيادة حكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عَبدالملك الحوثي وفقه الله والقيادة السياسية والأَطْـرَاف السياسية الوطنية عموماً- هم مَن سيتحكَّـمُ بالمشهَدِ وهم مَن سيفرِضُ المعادَلةَ المناسبةَ، وخَاصَّـةً بعد تجاهُـلِ كُـلّ العُرُوض المقدَّمة للتفاوُضِ والتسوية السياسية العادلة، هناك إرهاصاتٌ لا بد أن تُستكمَلَ، ولا يوجدُ وهنٌ ولا ضعفٌ إزاءَ جرائم العدوان وغطرسته، المساراتُ متعدَّدةٌ ولكلِّ مرحلةٍ مسارٌ معينٌ، وهذا هو نقطةُ قوَّتِنا كيمنيين أننا نمتلكُ نفَساً طويلاً واستراتيجيةً سياسيةً وعسكريةً مَدروسةً وعملاً نوعياً هادفاً.

 وحدَه نظامُ آل سعود ومَن معه مَن سيدفعون الثمنَ وسيكونُ الثمنُ باهضاً وكبيراً والأيامُ بينَنا، وما النصرُ إلا من عند الله، والمطلوبُ هو تحقيقُ “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ”.

لكل حادثة حديثٌ والمستجداتُ بالطبع واردة، وما هو غيرُ وارد هو أنه في اليمن لا شيء اسمُه ركوعٌ أَوْ خنوعٌ أَوْ استجداءٌ من مجرمين قَتَلَة، إما يمنٌ مستقلٌ في قراره السياسي ودولةٌ ذاتُ سيادة على أراضيها..

 وإما يمنٌ مستقلٌّ في قراره السياسي ودولة ذات سيادة على أراضيها، فهو خيارٌ واحدٌ لا يتعدد، وإلا لماذا نقدِّمُ كُـلّ هذه التضحياتِ طيلةَ ثلاثة أعوام..!

*عضو الأمانة العامة لحزب السلم والتنمية السلفي

You might also like