«إهمال ممنهج» يدفع بمقاتلي تعز إلى جبهات الحدود السعودية

«الكثير من الأفراد يفضلون جبهات الحدود، ويتخذونها وسيلة لكسب العيش، ولكنها في الحقيقة، موت محقق»
لا يكاد يمر أسبوع في تعز، إلا وتسمع وتشاهد أفواجاً بأعداد كبيرة، من مقاتلي الجبهات، يغادرونها إلى الجبهات السعودية الحدودية، حيث «الأجور الزهيدة» بحسب وصفهم. ينجلي المقاتلون تاركين خلفهم متارس ومواقع جبهات تعز لقيادتهم، التي تسلب جلّ حقوقهم، بل تستكثر عليهم مصاريفهم اليومية، وتحرمهم الترقيم العسكري، وتمنحها لأقاربها ولأصحاب المحلات التجارية، الذين لا علاقة لهم بالجبهات لا من قريب ولا من بعيد.
محمد الشرعبي، أحد أبناء تعز، مقاتل في جبهة البقع منذ ما يقارب العامين، قال في حديث إلى «العربي»، إنه عاد إلى مدينة تعز بعد عامٍ من القتال في جبهات الحدود السعودية، مشيراً إلى أنه عاد وهو يملك «مبلغ 8 مليون ريال يمني»، اشترى بها «أرضية صغيرة كي أبني لي سكن».
وأضاف الشرعبي أنه التقى بمقاتلين في جبهات تعز «كنت أعرفهم قبل ذهابي إلى الحدود، وهم يقاتلون منذ بداية الحرب في تعز، ويتنقلون في كل جبهاتها بحثاً عن مصاريف يومية وبدل غذاء وقات»، مشيراً إلى أنه «لم يتم ترقيمهم وضمهم ضمن قوات الجيش الوطني»، كجانب من الإهمال لأوضاعهم، على الرغم من أنهم يتقدمون الصفوف الأولى في جبهات تعز.
وتابع محمد الشرعبي، أن «الأفراد المقاتلين في جبهات الحدود السعودية، يتم إعطاءهم رتب عسكرية، ويصرف لنا رواتب شهرية، بحسب الرتب، فالجندي يتقاضى 3000 آلاف ريال سعودي، فيما يتقاضى المساعد مبلغ 4750 ريالاً سعودياً، وأما الملازم، فيتقاضى 6000 آلاف ريال سعودي. وأحياناً يتم صرف الراتب نهاية كل شهر، أو كل شهرين يتم صرفها كاملة».
وأوضح المقاتل التعزي في جبهات الحدود: «نحصل على تغذية جيدة ومصاريف يومية، في الصباح دجاج، وفي العشاء دجاج، بينما في جبهات تعز، تمر أشهر على المقاتلين، من دون أن يتذوقوا دجاجة واحدة، والقيادة تنهب كل حقوقهم، ويذهب كل خيرات الرجال إلى الجبهات الحدودية».
سنوات مرت على المقاتلين في متارس ومواقع القتال في تعز، لم يلقوا فيها أي اهتمام، وسط حال من الإهمال والمعاناة المستمرين، إلى أن أصبحوا يفضلون الذهاب إلى الجبهات الحدودية، بحثاً عن المال السعودي، الذي أصبح وسيلة العيش لهم.
باسم الحوباني، أحد أفراد «المقاومة الشعبية»، يقاتل في جبهات تعز، تحت قيادة حكومة «الشرعية» منذ اندلاع شرارة الحرب، يقول لـ«العربي»: «إلى الآن، لم يتم ترقيمي، لأنه ليس لي قريب في القيادة، ولا أتبع أي حزب، وكلما رفع قائد الكتيبة بأسمائنا للترقيم، يقول إنه تم إسقاطها، حصل ذلك أكثر من عشرين مرة، بينما يقومون بترقيم أقاربهم وأفرادهم».
وأضاف «نحن المقاتلين في الجبهات، لم يتم ترقيمنا، والمصاريف والتغذية، على قاعدة يوم لك ويوم عليك، وأحياناً نقوم ببيع الذخيرة من أجل الحصول على وجبة غذاء».
وزاد: «نحن خرجنا لنقاتل دفاعاً عن كرامة وحرية وعرض تعز، ونقدم أنفسنا رخيصة من أجل ذلك؛ بينما القيادة، مصاصيين دماء، يقتاتون على دماءنا ويبنوا عروشاً لهم، ويحرموننا من أبسط الحقوق، صرفة وتغذية تليق بنا»، مشيراً إلى أن «الكثير من زملائنا غادروا تعز، وأصبحوا يفضلوا الذهاب إلى الحدود لما يلاقوه في تلك الجبهات من اهتمام وصرفيات ورواتب».
يرى الكثير في تعز، من ناشطين وصحافيين وسياسيين، أن ذهاب مقاتلي تعز إلى جبهات الحدود بحثاً عن الأموال التي لا يجدونها في تعز، وبسبب الإهمال والمعاناة التي تسببها لهم قيادتهم، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وهم يدافعون عنهم، ويقدمون أرواحهم رخصية من أجلهم. أحد القيادات العسكرية، والذي طلب عدم ذكر اسمه، قال في حديث إلى «العربي»، إن «هناك شخصيات تقوم بعملية المتجارة بالأفراد. يقومون بإغراءهم كي يذهبوا إلى الجبهات الحدودية، وهي محارق في حقيقة الأمر»، مضيفاً أن «الكثير من الأفراد يفضلون جبهات الحدود، ويتخذونها وسيلة لكسب العيش، ولكنها في الحقيقة، موت محقق!».
أما المقاتل سعيد علوان، أحد أفراد «المقاومة الشعبية» في تعز، ذهب في بداية شهر يوليو عام 2018 إلى جبهات الحدود، إلى جبهة البقع تحديداً، بحسب ما يقول «بسبب الاهمال وتفاقم معاناته في الخطوط الأمامية لقوات الجيش الوطني، وكثرة الوعود الكاذبة بترقيمه في السلك العسكري، لكن دون جدوى، فلم تفى القيادة بوعدها».
وفي حديث إلى «العربي»، قال «نتعامل مع مناديب (جمع مندوب)، وهم قيادات عسكرية، يقنعون المقاتلين بالذهاب إلى الحدود، ويقومون بتوفير باصات ومصاريف لهم، إذ يتم نقل الأفراد من تعز إلى عدن، ومن ثم إلى مأرب، وإلى البقع أخيراً، وعند وصولنا إلى مدينة منفذ الوديعة، يتم صرف راتب 3000 ريال سعودي، كأول راتب للفرد، قبل الذهاب إلى الجبهات الحدودية».
وأضاف علوان، أن «هؤلاء المناديب يأخذون ألف ريال سعودي من اللجنة السعودية، التي ينسقون معها، مقابل كل فرد يقومون بإيصاله إلى الجبهات الحدودية السعودية»، كاشفاً أنه وجد في جبهات الحدود لدى وصوله «خيرة الرجال، ومن المقاتلين الأبطال من أبناء تعز، وهم بالمئات بل بالآلاف».
محمد الشرعبي، أحد أبناء تعز، مقاتل في جبهة البقع منذ ما يقارب العامين، قال في حديث إلى «العربي»، إنه عاد إلى مدينة تعز بعد عامٍ من القتال في جبهات الحدود السعودية، مشيراً إلى أنه عاد وهو يملك «مبلغ 8 مليون ريال يمني»، اشترى بها «أرضية صغيرة كي أبني لي سكن».
وأضاف الشرعبي أنه التقى بمقاتلين في جبهات تعز «كنت أعرفهم قبل ذهابي إلى الحدود، وهم يقاتلون منذ بداية الحرب في تعز، ويتنقلون في كل جبهاتها بحثاً عن مصاريف يومية وبدل غذاء وقات»، مشيراً إلى أنه «لم يتم ترقيمهم وضمهم ضمن قوات الجيش الوطني»، كجانب من الإهمال لأوضاعهم، على الرغم من أنهم يتقدمون الصفوف الأولى في جبهات تعز.
وتابع محمد الشرعبي، أن «الأفراد المقاتلين في جبهات الحدود السعودية، يتم إعطاءهم رتب عسكرية، ويصرف لنا رواتب شهرية، بحسب الرتب، فالجندي يتقاضى 3000 آلاف ريال سعودي، فيما يتقاضى المساعد مبلغ 4750 ريالاً سعودياً، وأما الملازم، فيتقاضى 6000 آلاف ريال سعودي. وأحياناً يتم صرف الراتب نهاية كل شهر، أو كل شهرين يتم صرفها كاملة».
وأوضح المقاتل التعزي في جبهات الحدود: «نحصل على تغذية جيدة ومصاريف يومية، في الصباح دجاج، وفي العشاء دجاج، بينما في جبهات تعز، تمر أشهر على المقاتلين، من دون أن يتذوقوا دجاجة واحدة، والقيادة تنهب كل حقوقهم، ويذهب كل خيرات الرجال إلى الجبهات الحدودية».
سنوات مرت على المقاتلين في متارس ومواقع القتال في تعز، لم يلقوا فيها أي اهتمام، وسط حال من الإهمال والمعاناة المستمرين، إلى أن أصبحوا يفضلون الذهاب إلى الجبهات الحدودية، بحثاً عن المال السعودي، الذي أصبح وسيلة العيش لهم.
باسم الحوباني، أحد أفراد «المقاومة الشعبية»، يقاتل في جبهات تعز، تحت قيادة حكومة «الشرعية» منذ اندلاع شرارة الحرب، يقول لـ«العربي»: «إلى الآن، لم يتم ترقيمي، لأنه ليس لي قريب في القيادة، ولا أتبع أي حزب، وكلما رفع قائد الكتيبة بأسمائنا للترقيم، يقول إنه تم إسقاطها، حصل ذلك أكثر من عشرين مرة، بينما يقومون بترقيم أقاربهم وأفرادهم».
وأضاف «نحن المقاتلين في الجبهات، لم يتم ترقيمنا، والمصاريف والتغذية، على قاعدة يوم لك ويوم عليك، وأحياناً نقوم ببيع الذخيرة من أجل الحصول على وجبة غذاء».
وزاد: «نحن خرجنا لنقاتل دفاعاً عن كرامة وحرية وعرض تعز، ونقدم أنفسنا رخيصة من أجل ذلك؛ بينما القيادة، مصاصيين دماء، يقتاتون على دماءنا ويبنوا عروشاً لهم، ويحرموننا من أبسط الحقوق، صرفة وتغذية تليق بنا»، مشيراً إلى أن «الكثير من زملائنا غادروا تعز، وأصبحوا يفضلوا الذهاب إلى الحدود لما يلاقوه في تلك الجبهات من اهتمام وصرفيات ورواتب».
يرى الكثير في تعز، من ناشطين وصحافيين وسياسيين، أن ذهاب مقاتلي تعز إلى جبهات الحدود بحثاً عن الأموال التي لا يجدونها في تعز، وبسبب الإهمال والمعاناة التي تسببها لهم قيادتهم، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وهم يدافعون عنهم، ويقدمون أرواحهم رخصية من أجلهم. أحد القيادات العسكرية، والذي طلب عدم ذكر اسمه، قال في حديث إلى «العربي»، إن «هناك شخصيات تقوم بعملية المتجارة بالأفراد. يقومون بإغراءهم كي يذهبوا إلى الجبهات الحدودية، وهي محارق في حقيقة الأمر»، مضيفاً أن «الكثير من الأفراد يفضلون جبهات الحدود، ويتخذونها وسيلة لكسب العيش، ولكنها في الحقيقة، موت محقق!».
أما المقاتل سعيد علوان، أحد أفراد «المقاومة الشعبية» في تعز، ذهب في بداية شهر يوليو عام 2018 إلى جبهات الحدود، إلى جبهة البقع تحديداً، بحسب ما يقول «بسبب الاهمال وتفاقم معاناته في الخطوط الأمامية لقوات الجيش الوطني، وكثرة الوعود الكاذبة بترقيمه في السلك العسكري، لكن دون جدوى، فلم تفى القيادة بوعدها».
وفي حديث إلى «العربي»، قال «نتعامل مع مناديب (جمع مندوب)، وهم قيادات عسكرية، يقنعون المقاتلين بالذهاب إلى الحدود، ويقومون بتوفير باصات ومصاريف لهم، إذ يتم نقل الأفراد من تعز إلى عدن، ومن ثم إلى مأرب، وإلى البقع أخيراً، وعند وصولنا إلى مدينة منفذ الوديعة، يتم صرف راتب 3000 ريال سعودي، كأول راتب للفرد، قبل الذهاب إلى الجبهات الحدودية».
وأضاف علوان، أن «هؤلاء المناديب يأخذون ألف ريال سعودي من اللجنة السعودية، التي ينسقون معها، مقابل كل فرد يقومون بإيصاله إلى الجبهات الحدودية السعودية»، كاشفاً أنه وجد في جبهات الحدود لدى وصوله «خيرة الرجال، ومن المقاتلين الأبطال من أبناء تعز، وهم بالمئات بل بالآلاف».
* العرب| هاجر الهاجري