كل ما يجري من حولك

ماذا تكشف محاولة اغتيال الرئيس الفنزولي؟

437

 

 أنس القاضي

جاء الرئيسُ الأمريكيُّ دولاند ترامب معبّـراً عن وضعٍ أمريكي تزدادُ فيه عدوانيةُ الطبقة الحاكمة الرأسمالية المتصهينة، التي لا تجدُ حلولاً لأزماتها الجذرية، ومعبّـرَاً عن أمزجتِها ومصالحِها التي لا تتحقّق إلا بالقهر والاستبداد والنهب والإجرام، لتأخذَ السياسة الأمريكية الراهنة طابعاً أشد عدوانية مما كانت عليه في عهد باراك أوباما.

تطرف السياسة الأمريكية في عهد ترامب شمل كافة المجالات وعم مختلف القارات، والبلدان التي تحاول فيها أمريكا المحافظة على هيمنتها الاستعمارية ومواجهة المد الشعبي المتعاظم النزّاع إلى الاستقلال والحرية الوطنية.

 محاولة اغتيال الرئيس الفنزولي نيكولاس مادورو، وهو يُلقي كلمةً في منصَّة العَرْضِ بمناسبة يوم الجيش الفنزولي، تأتي في هذا السياق من تفاقم عدوانية الامبريالية المتحالفة مع أَكْثَر الطبقات طفيلية واستغلالية وخيانية في الوطن الفنزولي -يقابلهم مرتزقة العدوان في اليمن- واختيار يوم الجيش الفنزويلي الهدفُ منه كسرُ الروح المعنوية في أوساط الشعب الفنزولي الذي يعتزُّ بجيشه، وهو الجيشُ الوطنيُّ الذي حمى الديموقراطية الوطنية والمبادئ الدستورية، وأحبط محاولةَ الانقلاب على مادورو سابقاً، ومن لطف الله نجا الرئيس مادورو وأصيب سبعةٌ من الحرس الوطني، وتأتي هذه المحاولة بعد أشهر من الحِصار الاقتصادي الأمريكي المفروض على فنزويلا ومن العدوانات الاقتصادية الأمريكية على الشركات الفنزولية، ومع توجه فنزويلا لبيع النفط بعملية غير الدولار.

 السلوكُ العدوانيُّ المتحللُ من كُـلّ الالتزامات القانونية والعُرفية الدولية، والمتمثلُ في محاولة اغتيال الرئيس مادورو، هو امتدادٌ للعدوانية الأمريكية تجاه الشعب الفنزويلي، فهي التي اغتالت الرئيسَ هوجو شافيز بنقل مرض السرطان إليه، وهذه العدوانية هي جزء من عدوانية شاملة موجهة نحو دول أمريكا اللاتينية، فبعد نجاح الإمبريالية الأمريكية في زعزعة حكم القوى الوطنية اليسارية في كُـلٍّ من البرازيل والأرجنتين، توجّهت نحو فنزويلا، فوقف مادورو بكل قُـوَّة فِي مواجهة مُخَطّطاتها الاستعمارية، وقد سبق للرئيس مادورو أن نجا من عدة محاولات اغتيال غادرة دبّرتها الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها المحلية في الجمهورية الفنزويلية البوليفارية.

 نهجُ الاغتيالات ومحاولة إيقاف حركة التأريخ وهدم المكتسبات الإنْسَانية، المعبِّـر عن العجز والفشل وانسداد الآفاق المستقبلية للنظام الاحتكاري الأمريكي الذي يطبِّبُ نفسَه بأموال النفط العربي ويطمع بنفط فنزويلا، هذا النهجُ الإجرامي هو نهجُ الامبريالية الأمريكية عموماً، وفي مواجَهةِ كُـلّ الدول وكُلِّ التوجُّهات الشعبية في البلدان النامية والمتخلفة المتجهة نحو الاستقلال ونيل الحرية، سواء باغتيال الرؤساء أَوْ الرموز الثورية، ونفس الأيادي الغادرة التي حاولت اغتيالَ الرئيس مادورو هي التي اغتلت رئيسَ جمهوريتنا الشهيد صالح الصمَّاد على روحه السلامُ.

لشعبنا وشعوب بوليفاريا التحرر والاستقلال.

You might also like