كل ما يجري من حولك

لا مكانَ للمنطق في اليمن

588

 

أمين الجرموزي

قال: بالمنطق لا يُعقَلُ أن تصنعوا طائرةً مسيَّرة وكمان يوصل مداها إلى ألف كيلو متر..

قلت: منذُ أن بدأ العدوان لليوم لم يجد المنطق مكاناً له في أي حدث على مدى أَكْثَـر من ثلاثة أعوام.

فهل من المنطق أن شعباً ظلت الأزمات والصراعات والحروب تمزِّقُه وتفتكُ به على مدى ستين عاماً جعلته الأَكْثَـرَ فقراً في المنطقة وكان مرتعاً للتجاذبات الدولية لعقود من الزمن أن يصمد ويثبت أمام عدوان لتحالف دولي مكون من أقوى وأغنى الدول في العالم لمدة شهر واحد، ناهيك عن صمود وثبات أَكْثَـر من ثلاثة أعوام؟

وهل من المنطق أن فخر صناعات الأسلحة العالمية العالية القيمة والكفاءة أن يسحقها المقاتل اليمني بالولاعة؟!

وهل من المنطق أن (دبابةَ الجو) طائرة الأباتشي (التي لا تُقهَر) بحسب وصف صانعيها الامريكيين يُسقِطُها المقاتل اليمني بمعدل شيكي بدائي الصنع؟

هل من المنطق أن الشعبَ الذي استورد حتى (الملخاخ) أن يطوِّرَ ويصنع الصواريخ بكل فئاتها وأنواعها الصغيرة منها والباليستية التي وصل مدى بعضها إلى أَكْثَـر من 1100 كيلو متر قابلة للزيادة وباعتراف الأعداء أنفسهم؟

وهل من المنطق أن شعباً يتعرض لأشرس وأفتك عدوان وحصار كوني لتجده صاحبَ المبادرة والموقف والاحتشاد الأول تجاه القضايا الأساسية للأمة العربية والإسلامية حتى أَصْبَــح مضرب المثل؟!

وهل من المنطق أن شعباً يذودُ عن نفسه ووطنه في أَكْثَـرَ من 45 جبهة يبادر ويعلن استعدادَه (صادقاً) لإرسال المقاتلين من أبنائه للقتال مع إخوانهم في المقاومة الفلسطينية واللبنانية في حال اندلعت حربٌ بينهم وبين العدوّ الصهيوني؟

فهل كان كُـلّ ما سبق منطقياً لتقول: إن من غير المنطقي أن نصنعَ طائرة بدون طيار ونقصفَ بها أعداءنا في عُقر دارهم وعلى بعد ألف كيلو متر من الأراضي اليمنية؟!.

لا مكانَ للمنطق لدى شعبٍ لا يعرفُ المستحيل وحتى وإنْ تجرأ المستحيلُ وظهر متحدياً له فما هي إلّا لحظات أَوْ دقائق ليخر صريعاً مسحوقاً تحت أقدام هذا الشعب الأسطوري.

You might also like