«بلاك ووتر» في الجنوب: الآلاف تحت الطلب بـ «ثمن بخس»!

متابعات| العربي| أحمد الحسني:
وبحسب معلومات «العربي»، يقف على رأس الشخصيات الجنوبية التي تعاقدت مع «بلاك ووتر» اللواء عيدروس الزبيدي، الذي التقى الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك ووتر» إريك دين برنس، أثناء زياراته إلى أبوظبي، ويرجح البعض أن زيارة الزبيدي إلى واشنطن قبل عامين، وهي الزيارة التي أحيطت بسرية، ولم يلتقِ فيها أياً من الشخصيات الرسمية في واشنطن، كانت الزيارة خاصة لترتيب وضع «بلاك ووتر» في الجنوب. وبعد الزيارة، بدأت مرحلة الاستقطاب للمقاتلين الجنوبيين والشروع في بناء تشكيلات عسكرية وأمنية قوامها 32 لواء في المحافظات الجنوبية. تلك القوات وجدت فيها «بلاك ووتر» ضالتها، ومن خلفها أبوظبي، في تنفيذ المهام العسكرية والأمنية والاستخباراتية، ليس في اليمن وحسب، بل تعداها إلى دول القرن الأفريقي، وهو ما أكدته معلومات عن «تنفيذ أبوظبي مهاماً في الصومال وجيبوتي بوحدات جنوبية». كما أن القوات وخلال العمل الأمني والعسكري في السنوات الماضية، أصبح لديها كفاءة جعل من الشركة تستغتي عن عناصرها الأجانب في اليمن.
ويؤكد مراقبون أن فشل الجهود لدمج تلك القوات بالجيش والأمن التابع لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، يعود إلى ارتباط قيادات تلك الوحدات باتفاقيات تجارية مع «بلاك ووتر»، تمنح الأخيرة بموجبها مبالغ مالية هائلة مقطوعة لتلك القيادات مقابل توفير العناصر البشرية.
وبحسب المعلومات، فإن الشركة تدير جيشاً متنوع الولاءات، وتستخدمه طبقاً لأهدافها. فبعض الوحدات تنتمي للفكر السلفي، والبعض لـ«الحراك الجنوبي»، إضافة إلى وحدات سرية تستخدم في التصفيات والاغتيالات والاعتقالات.
ويرى مراقبون أن خطورة ما تقوم به «بلاك ووتر» في الجنوب يتمثل في إبعاد أبوظبي عن أي مساءلات قانونية تتعلق بالجرائم المرتكبة خلال السنوات الثلاث الماضية في الجنوب، إضافة إلى عملية خداع وتضليل تمارسها تلك القيادات برفعها شعارات وطنية، من أجل استقطاب المقاتلين، وهو ما لا يعرفه الجنود المنتمون إلى تلك الوحدات، حيث أنهم يساقون إلى الموت في أبخس عملية بيع بالأجر اليومي، بينما تكسب تلك القيادات ملايين الدولارات في تلك الصفقات.