كل ما يجري من حولك

لماذا تحوّل الأوروبيون ضد ترامب وهل هو بداية نهاية تحالفهما؟

458

متابعات:

يرى الكثيرون أن أمريكا تخرج عن النظام العالمي الحالي وتتجه أكثر نحو العزلة وسط صعود قوى أخرى.

وفي هذا السياق أشار مقال نشره موقع «ديفينس ون» الأمريكي إلى أن العلاقة المترنحة أساساً بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين أصبحت أكثر ضعفاً مع انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وبالنسبة للعديد من الأوروبيين، فإن قرار الانسحاب هذا يعكس ما يكرهونه بشأن منهج ترامب تجاه الشؤون العالمية والقائم على شعار «أمريكا أولاً» بدلاً من التعددية.

وجاء في المقال: في معظم أنحاء أوروبا، يبدو أن معاداة الولايات المتحدة آخذة في الارتفاع، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع مكانة واشنطن، وسط الانتقادات المتكررة من جانب القادة الأوروبيين تجاه سياسات واشنطن الخارجية، كما يواصل المعلقون نشر تحذيرات مظلمة حول مصير التحالف عبر الأطلسي، بمن فيهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي سبق أن صرحت بأن أوروبا لم تعد قادرة على الاعتماد على الولايات المتحدة وأنه يجب عليها أن تأخذ زمام مصيرها بيدها.

ورأى المقال أن رئاسة ترامب تستحضر عهد جورج بوش الابن عندما كانت المعارضة لحرب العراق والسياسة الخارجية الأمريكية آنذاك قوية والتوترات عبر الأطلسي كانت على أشدها، لافتاً إلى أنه بعد إدارة أوباما، أصبح الرأي العام الأوروبي بشأن شاغل البيت الأبيض الحالي سلبياً مرة أخرى.

ووفقاً لدراسة أجراها مركز «بيو» للأبحاث في العام الماضي يبدو أن تقييمات ترامب في أوروبا شبيهة إلى حد كبير بتقييمات بوش الابن في نهاية فترة رئاسته، فعلى سبيل المثال، في فرنسا، قال 14% فقط إنهم يثقون بقيادة ترامب الدولية، ما يشبه إلى حد كبير ما سجلته تقييمات بوش البالغة 13% في عام 2008، على حين أن باراك أوباما خلال فترة رئاسته لم تقلّ شعبيته أبداً عن 80 % بين الفرنسيين.

وتابع المقال: لكن هناك أيضاً بعض الاختلافات المهمة بين عهدي ترامب وبوش، فالمرحلة الراهنة من العداء لأمريكا تتزامن مع القلق حول مصير النظام العالمي الذي تصر الولايات المتحدة على قيادته والانحدار النسبي للقوة الأمريكية، وعلى الرغم من أن المشاعر المعادية لأمريكا في أوروبا غالباً ما كانت مرتبطة بمخاوف من توسيع القوة العسكرية للولايات المتحدة، أو نفوذها الاقتصادي، أو انتشار «الثقافة» الأمريكية، فإنه على النقيض من ذلك، يبدو أن المخاوف الأوروبية في عهد ترامب لا تحركها المخاوف من القوة الأمريكية غير المقيدة، بل من خلال الشعور بأن الولايات المتحدة تنسحب من العلاقة عبر الأطلسي.

ولفت المقال إلى أن مصير هذا النظام العالمي كان محل جدل كبير منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب ترامب كرئيس للولايات المتحدة، وفي مواجهة الضغوط الخارجية الناشئة عن نهوض الصين والقوى الناشئة الأخرى، والضغوط الداخلية في أمريكا وأوروبا والناجمة عن تزايد النزعات الشعبوية، يبدو أن الدول الغربية أصبحت متهالكة وغير مستقرة، حيث يعتقد العديد من الأوروبيين أن الهيمنة على النظام العالمي الذي تتزعمه الولايات المتحدة آخذة في الانخفاض، وقال العديد ممن شملهم استطلاع «بيو» في فرنسا وألمانيا وبريطانيا: إن الصين وليست أمريكا هي القوة الاقتصادية الرائدة في العالم.

You might also like