كل ما يجري من حولك

ماذا وراء استهداف تحالف العدوان لمحطات شركة النفط اليمنية بصنعاء؟

486

متابعات:

جدد طيران «التحالف» بقيادة السعودية، استهداف محطات شركة النفط اليمنية في العاصمة صنعاء، مساء السبت، وذلك بعد أيام من استهداف محطة الشركة الواقعة في منطقة الصباحة غرب العاصمة.

الاستهداف الأخير لمنشآة شركة النفط اليمنية، من قبل طيران «التحالف» في صنعاء، والذي أدى إلى سقوط 4 شهداء و11 جريحاً مدنياً، جاء عقب قيام الشركة الحكومية بتفعيل نشاطها منذ قرابة الشهر، وفتح المحطات التابعة لها أمام المواطنين، للحد من أي اختناقات قبيل شهر رمضان، وذلك بعد تمكن وزير النفط في حكومة «الإنقاذ الوطني»، أحمد دارس، بتوقيع إتفاق مع تجار المشتقات النفطية، قضى بتولي شركة النفط في العاصمة صنعاء، بتسويق النفط في الأسواق المحلية، مقابل اكتفاء تجار المشتقات بالاستيراد والتوصيل إلى ميناء الحديدة.

إلا أن التجار رفضوا الاتفاق بعد دخوله حيز التنفيذ بأسبوع، متهمين الشركة بالبطئ في التسويق، وعدم تفريغ خزانات الشركة في ميناء الحديدة بسرعة، لإستقبال شحنات النفط المتوقفة في غاطس ميناء الحديدة. ذلك الاتهام، تزامن مع إتهام «التحالف» ميناء الحديدة، باحتجاز 19 ناقلة نفط في غاطس الميناء، ومنعها من الدخول.

وبعد صراع دام أسبوع بين الشركة والتجار، أعلن تجار النفط، إيقاف التعامل بالإتفاق، بعد تلقيهم تهديدات من قبل «التحالف»، إلا أن شركة النفط، أصرت على إلتزامها بالإتفاق، وهو ما تسبب بحدوث اختناق في السوق المحلي للمشتقات النفطية، وتحديداً في محافظة الحديدة والعاصمة صنعاء، الأسبوع قبل الماضي.

ونتيجة لذلك، عقدت وزارة وشركة النفط، اجتماعاً مع التجار، وتم الاتفاق على رفع سعر البنزين والديزل لصالح التجار، بواقع 10 ريالات في كل ليتر، ليرتفع سعر ليتر البنزين من 355 ريال إلى 365 ريال، كما ارتفع سعر دبة البنزين سعة الـ 20 ليتراً، من 7100 ريال إلى 7400 ريال في السوق المحلي، بزيادة 300 ريال للدبة الواحدة.

وبعد الاتفاق الأخير بعدة أيام، أقدم طيران «التحالف» على استهداف محطة شركة النفط في منطقة الصباحة غرب العاصمة بغارة جوية، أدت إل تدمير المحطة وإحتراق مقطورة نفط كانت قادمة من ميناء الحديدة.

وفي حين تسبب ذلك الإستهداف بوقف عملية تفريغ خزانات شركة النفط في ميناء الحديدة إلى خزانات الشركة في منطقة الصباحة، وذلك لإستقبال الميناء شحنات نفط جديدة وتفريغها في خزانات الشركة في الميناء، جدد طيران «التحالف»، مساء السبت، استهداف محطة شركة النفط النموذجية، التي تعد واحدة من أكبر محطات الشركة، وتستوعب أكثر من 5 مليون ليتر من البنزين والديزل، وتساهم بشكل فاعل في تحقيق الاستقرار للمشتقات النفطية في السوق المحلي، في العاصمة صنعاء.

إستهداف لدور الشركة

مصدر في شركة النفط في صنعاء، أكد لـ «العربي»، أن «ما تعرضت له محطات شركة النفط في الصباحة والستين من إستهداف ممنهج، يدل على ضلوع تحالف العدوان، وراء الأزمات التي شهدها السوق المحلي، بالمشتقات النفطية، خلال الفترة الماضية من عمر العدوان».

وأشار إلى أن تلك الغارات التي استهدفت منشأت الشركة، «يندرج في إطار محاولات التحالف وحكومة هادي، إلى تدمير شركة النفط اليمنية، وإنهاء دورها في تسويق المشتقات النفطية، بعد أن أنهت دورها في الاستيراد لصالح مافيا النفط من قيادات موالية للعدوان، كانت قبل العدوان ضالعة في عملية تهريب المشتقات النفطية إلى دول القرن الأفريقي، وبعد العدوان، عملت على تدمير الشركة، وتسببت بتوقف عدد من الشحنات التابعة لشركة النفط خلال الأشهر الأولى للعدوان، وكبدت الشركة خسائر فادحة، وها هي اليوم تستعين بتحالف العدوان لإفشال أي محاولات لتفعيل نشاط الشركة».

واعتبر المصدر في شركة النفط، أن «الإستهداف المتكرر لمنشأة شركة النفط من قبل طيران التحالف، عمل إجرامي جبان مدان، وإعلان حرب على شركة النفط وموظفيها وعامليها، الذين يتجاوزون الـ 1400 موظف، يعيشون من دون رواتب أو مستحقات، ويحاولون تفعيل نشاط الشركة، ولو بصورة جزئية، للقيام بدورها في الحد من الأزمات وتحقيق استقرار السوق، والحد من العشوائية في التسويق.

ما وراء الاستهداف

اللجان النقابية في شركة النفط اليمنية في صنعاء، أدانت في بيان، حصل «العربي» على نسخه منه، استهداف مباني ومنشأة الشركة، واعتبرها منشأت مدنية خدمية، يعمل فيها الآلاف من المدنيين.

وأشارت إلى أن «التحالف» يصر على إستهداف منشآت شركة النفط «بهدف إخراج الشركة عن مهامها الوطنية، في توفير المشتقات النفطية، والحد من التلاعب في أسعارها، من قبل تجار السوق السوداء، وكذلك إرباك الاستقرار الذي شهدته الأسواق المحلية، بعد تدخل شركة النفط.

واتهمت اللجان النقابية، «التحالف»، بالعمل على «ضرب الشركة وتدميرها لصالح تجار الأزمات».
من جانبه، اتهم مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، في حكومة «الإنقاذ الوطني»، «التحالف»، بـ«استهداف كافة المقدرات الاقتصادية، والبنى التحتية للشعب اليمني»، مشيراً إلى أن «استمرار هذه الانتهاكات في استهداف أماكن تجمع المدنيين، يؤكد يوماً بعد يوم، حقيقة الهدف من العدوان، الرامي إلى تدمير اليمن أرضاً وإنساناً».

ولفت المصدر في الخارجية، إلى أن «هذه الأعمال الإجرامية، التي يرتكبها التحالف، تهدف وبكل وضوح، إلى تقويض أية فرص محتملة للسلام، بما في ذلك إجراءات الثقة التي يسعى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن»، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمبعوث الأممي إلى اليمن، ومجموعة الـ 19 الراعية لعملية التسوية السياسية في اليمن، لـ«الضغط على دولتي العدوان السعودية والإمارات، لاحترام مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وكافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة، الرامية إلى وقف تدخلها وعدوانها على الشعب اليمني».

مخاوف

ووفقاً لمصادر إقتصادية، فإن عودة شركة النفط إلى ممارسة دورها في تسويق المشتقات النفطية، التابعة إلى تجار وموردي النفط، جاء بعد اكتشاف وقوف بعض تجار المشتقات النفطية، بسحب كميات كبيرة من العملات الصعبة من السوق المحلي، لغرض استيراد المشتقات النفطية، لسد إحتياجات البلاد، إلا أن الكميات المستوردة، تفوق احتياجات اليمن من المشتقات النفطية، التي لا تتجاوز الـ 100 ألف طن، ويتم بيع تلك الكميات في دول القرن الأفريقي، ما يتسبب بتراجع سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار، نتيجة المضاربة، ويساهم في إستمرار أزمة السيولة النقدية في السوق المحلي.

يشار إلى أن ثمة مخاوف من إستهداف طيران «التحالف»، خزانات النفط المملوكة شركة النفط في العاصمة صنعاء وفي محافظة الحديدة، والتي تستوعب ما يكفي احتياجات اليمن، لسبعة أيام فقط.

(رشيد الحداد – العربي)

You might also like