كل ما يجري من حولك

«عاصفة» السعودية تحول جنائن عدن إلى جهنم!

573

متابعات:

مع دخول العدوان السعودي على اليمن عامه الرابع، أصبح اليمن مسرحاً لأكبر أزمة إنسانية في العالم، فمن وباء الكوليرا الذي أصاب نصف مليون شخص، إلى المجاعة التي يواجهها الملايين، فضلاً عن تدمير البنية التحتية للبلاد نتيجة القصف العشوائي، وتحويل جنائن اليمن إلى دمار.

وحتى وقت قريب كانت عدن المدينة اليمنية التي توصف بأنها عروس البحر الأحمر، مضرب المثل بجنائنها، التي حوّلتها السعودية والإمارات منذ أكثر من 3 أعوام إلى جهنم حتى أصبحت المدينة الجنوبية تضيق بأهلها الذين أصبحوا غرباء في بيوتهم، مهددين في أرواحهم وأرزاقهم.

تعددت آلات الموت في عدن والنتيجة واحدة، فسكان المدينة لا ينعمون بالأمن والأمان منذ سيطرة قوات هادي مدعوماً من السعودية والإمارات على مدينتهم الساحلية وخروج الجيش اليمني منها بعد معارك طاحنة مع تحالف العدوان، فالمسيطرون على عدن كشفوا عن وجههم الحقيقي لأهالي المدينة الذين باتوا ينظرون إلى قوات المرتزقة التي استباحت مدينتهم وأرزاقهم وأعراضهم على أنها عصابات تمارس القتل والاعتقال بحق المدنيين، وتداهم المنازل ليلاً، وهمّها الأكبر هو كيف تنهب الناس وتستولي على الأموال، حتى أراضي المقابر لم تسلم منها، كل هذا جعل سكان المدينة يفقدون الثقة بالأمن تماماً.

تعدد الجهات الأمنية والعسكرية في المدينة مع الفوضى المرافقة لها منذ أعوام، جعلت من كل شخص يحمل سلاحاً «دولة» بحدّ ذاته، فضلاً عن أنّ هناك قوات أمن وجيشاً تخضعان لسيطرة عدة أطراف أبرزها ما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي»، المدعوم إماراتياً وزعيمه عيدروس الزبيدي المحافظ السابق لعدن والذي يعدّ الشخص الأقوى على الأرض، بينما تحتل مرتزقة هادي المدعومة من السعودية التي تسمي نفسها «قوات الشرعية» المرتبة الثانية من حيث التمثيل العسكري، أضف إلى ذلك عشرات الفصائل المسلّحة المختلفة الانتماء والتي بعضها مستعد لتغيير البندقية من كتف إلى كتف حسب التمويل والدعم، ما أوجد أجواء فوضى كبيرة في المدينة التي تحوّلت إلى غابة لا تخضع لأي رقيب أو حسيب.

وبعد 3 أعوام من الغزو السعودي – الإماراتي لعدن، فشلت حكومة هادي في إقناع سكان عدن خصوصاً والجنوب عموماً بأنها قادرة على توفير الأمن والحماية لهم، وأعربت الأمم المتحدة أكثر من مرة عن قلقها البالغ من تدهور الوضع الأمني في المدينة، موضحة أنها عاجزة عن الوصول إلى المحتاجين لتوفير المستلزمات الأولية لهم، مؤكدة أن النزاع بين الميليشيات في مدينة عدن أثّر بشكل سلبي على سلامة وحماية السكان المدنيين ومواصلة تقديم الخدمات المنقذة للحياة بأنحاء المحافظات الجنوبية.

ومع استمرار تعنّت السعودية والإمارات ونبش خلافاتهما في عدن فإن أفق الحل سيزداد ظلمة، ولعلّ ذلك ما يريده الطرفان فعلاً للتغطية على فشل الحرب وتداعيات خسارتها إلى مرحلة تهيئة البلاد بشكل أوسع لحرب أهلية محتملة لاحقاً، وتوسيع رقعة الفوضى في كل المناطق.

*ضياء الصفدي

You might also like