ولد الشيخ في صنعاء.. رسول تهديد أم مبعوث سلام؟ (تقرير)
متابعات | تقارير | صحيفة البديل المصرية
اليمنيون لا يثقون في فاعلية ونجاح تحركات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الحالية، معللين ذلك بالتجارب السابقة معه، إضافة إلى كون تحركاته ظلت لأسبوعين مرهونة بنتائج زيارة ترامب إلى السعودية، وهو ما يفسرونه بارتهان تحركات المبعوث على ما تقرره أمريكا وحلفائها في المنطقة وليس بناء على ما يقتضيه دوره كممثل للأمم المتحدة ومبتعث من قبلها، حيث يتوقع أن يكون موقف أطراف صنعاء هذه المرة مختلفا مع الزيارة، لا سيما وأنهم يرون أن المبعوث يحمل رسالة ابتزاز بتسليم ميناء الحديدة.
المبعوث يصل صنعاء.. تظاهرة رافضة لاستقباله في المطار:
وكان قد وصل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة اليمنية صنعاء ظهر أمس الإثنين، في زيارة هي الأولى خلال العام 2017 ، وبحسب تصريحات المبعوث فور وصوله مطار صنعاء الدولي فإن زيارته تهدف إلى لقاء الأطراف السياسية ( أنصارالله – المؤتمر الشعبي العام ) لمناقشة سبل إحياء المشاورات السياسية، وبينما لفت ولد الشيخ إلى وجود مجاعة على أبواب اليمن سببها عدم وصول المساعدات، تمنى أيضا أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان ومن ثم العودة إلى طاولة المفاوضات.
زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء تأتي بعد جولة شملت السعودية وقطر والكويت، أجرى خلالها مباحثات مع حكومة هادي ومسؤولين سعوديين إضافة إلى لقاءات مع سفراء الدول الراعية للملف اليمني وقيادة مجلس التعاون الخليجي.
وكانت البديل قد نقلت عن مصادر خاصة في تقرير سابق أن المبعوث ينتظر نتائج زيارة ترامب إلى السعودية قبل أن يزور صنعاء، وبحسب المصادر فإن ما يحمله المبعوث إلى صنعاء مرهون بمخرجات قمة الرياض التي رأسها ترامب بمشاركة ما يقرب من 15 زعيما عربيا.
واعتبر سياسيون يمنيون أن وصول ولد الشيخ إلى صنعاء بعد انعقاد القمة الأمريكية العربية يؤكد أن ثمة توجها بات مرسوما وسيمضي المبعوث بناء عليه في مقترحه الذي يحمله لأطراف صنعاء، حيث تؤكد أوساط سياسية مطلعة أن مقترح ولد الشيخ يتمحور حول تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة تحت ذريعة تفادي الهجوم المسلح الذي يهدد به التحالف على المدينة الساحلية التي تعد المنفذ الوحيد لوصول البضائع والاحتياجات وربط اليمنيين بالخارج، معتبرين ذلك تهديدا يحمله ممثل الأمم المتحدة للأطراف في صنعاء نيابة عن قوى العدوان.
أنصارالله: لقاء المبعوث مرهون بفتح المطار وصرف الرواتب
وكانت قد سبقت زيارة المبعوث إلى صنعاء حملات شعبية وإعلامية وسياسية تطالب بعدم استقباله في صنعاء حتى تفي الأمم المتحدة بالتزاماتها تجاه القضايا الإنسانية على الأقل وفي مقدمتها فتح مطار صنعاء الدولي وصرف الرواتب التي يقولون إن الأمم المتحدة سلمت الأموال المطبوعة في روسيا إلى حكومة هادي التي تعهدت بصرف الرواتب ولم تصرفها حتى الآن.
أنصارالله وعلى لسان الناطق الرسمي محمد عبد السلام رئيس الوفد التفاوضي أعلنت عن موقفها من استقبال المبعوث الأممي، حيث أكد عبدالسلام في بيان نشره أمس على أن استمرار اللقاءات مع الأمم المتحدة بات جزءا من العبث طالما هي عاجزة عن فعل اَي شيء حتى تفي بتعهداتها الإنسانية والأخلاقية أو تعلن موقفا صريحا تُحمل فيه المعتدي المسؤولية الكاملة تجاه ما فعله وما زال يفعله بحق أبناء الشعب اليمني، ساردا الكثير من الحيثيات التي تتلخص بحسب البيان في تغطية الأمم المتحدة على جرائم العدوان وعدم إيفائها بالتزاماتها فيما يتعلق بالجانب الإنساني وصرف الرواتب باعتبار ذلك ابتزازا للمواطن اليمني في لقمة عيشه، إضافة إلى عجز الأمم المتحدة عن فتح مطار صنعاء أمام العالقين والمرضى.
وشدد البيان على حرص أنصار الله على السلام وإيجاد حلول كاملة وشاملة، منوها إلى أن ذلك يعد خيارا ثابتا للجماعة برغم التجربة الطويلة مع الأمم المتحدة التي أثبتت أنها غير قادرة على فعل شيء، معتبرا تحرك ولد الشيخ مجرد تنفيذ لرغبة قوى العدوان كلما زاد الضغط الشعبي والدولي والإقليمي عليهم.
وأضاف عبد السلام: كلما تجاوبنا مع خارطة أو مشروع تقدمه الأمم المتحدة تتراجع قوى العدوان عن الوفاء بأي التزام وإزاء ذلك تصمت الأمم المتحدة ولا تحرك ساكنا وإنما تنتظر جولة جديدة أو مسار عسكري لعله يفرض على الشعب اليمني أن يرفع راية الاستسلام، متهما الأمم المتحدة بأنها تواطأت في تسهيل الحصار ونقل البنك المركزي.
وفي هذه الأثناء أفادت مصادر مطلعة أن أنصار الله لا تزال متمسكة بموقفها الذي جاء على لسان الناطق الرسمي محمد عبد السلام في رهن لقاء المبعوث الأممي بتنفيذ الأمم المتحدة لتعهداتها فيما يخص صرف الرواتب وفتح مطار صنعاء، وبحسب المصادر فإن الحركة تعتبر ذلك التزاما أدبيا وأخلاقيا أمام الشعب اليمني، مع بقاء موقفها الثابت المنحاز إلى العملية السياسية ومسار السلام.
وبالرغم من أن مصادر إعلامية نقلت عن ولد الشيخ قوله إن البنك المركزي اليمني مستقلا وأن الرواتب يجب أن تصرف لجميع اليمنيين في أسرع وقت، ألمحت المصادر إلى أن الأطراف في صنعاء لا تمتلك أي ضمانات في أن تنفذ الأمم المتحدة ما تتعهد به، حيث يتوقع أن يتم لقاء المبعوث بمجرد أن يعلن عن تبني الأمم المتحدة تلك المطالب الشعبية.
المؤتمر الشعبي العام: لا مفاوضات مالم تكن السعودية طرفا فيها
من جهته لا يمانع المؤتمر الشعبي العام من لقاء المبعوث الدولي دون شروط، لكنه يشترط لاستئناف أي مفاوضات أن يتوقف العدوان والحصار وتكون السعودية طرفا في أي مفاوضات قادمة، وفي حديث خاص لـ “البديل” أكد القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عبدالله هاشم الحضرمي أن مكوني المؤتمر والأنصار سيستقبلانه لتسليمه الشروط التي سيتعين عليه إبلاغها للرياض، وهي أنه لا مفاوضات إلا بعد وقف العدوان برا وبحرا وجوا ورفع الحصار الشامل وأن تكون السعودية طرفا رئيسيا في المفاوضات، ويرى عضو اللجنة الدائمة في المؤتمر ورئيس تحرير صحيفة اليمن اليوم الناطقة باسم الحزب أنه من غير المنطقي وضع شروط على لقاء الشخص الذي سينقل الشروط، في إشارة إلى عدم وجود أي تحفظات على لقاء المبعوث الأممي، وهو مواقف مغاير لموقف أنصار الله.
الحضرمي في حديثه للبديل يعتقد أنه لا أهمية لأية مقترحات جديدة يحملها معه المبعوث ما دامت السعودية ليست طرفا في العملية والحلول المقترحة منغلقة على القوى اليمنية في صنعاء وفي الرياض وحسب.
وأكد القيادي في المؤتمر الشعبي العام أن المبعوث الأممي يحمل مقترحا حول تسليم ميناء الحديدة، وأضاف بالقول: لا سقف ولا أخلاق للتواطؤ الدولي مع العدوان، معتبرا أن طلب الأمم المتحدة الخاص بتسليم الميناء يعني نقل الحصار وإغلاق المنافذ من عهدة السعودية إلى ذمة الأمم المتحدة، معتبرا أن الرياض باتت عاجزة عن السيطرة على المدينة الساحلية، وان استدعائها للأمم المتحدة من قبيل تبييض الوجه، لافتا إلى أن الفكرة مرفوضة من قبل المؤتمر وأنصار الله.