توقفت مسيرة «البطون الخاوية»، في مدينة التربة جنوب تعز، والتي كان من المقرر لها أن تقطع مسافة تقدر بـ 160 كيلومتراً نحو مدينة عدن، وذلك بسبب الضغوطات والتهديدات السياسية والعسكرية التي واجهتها من جهة، وحالة الارتباك والتوتر التي أعقبت القرارات الرئاسية بإجراء تغيرات في السلطة المحلية بمحافظة عدن وأحدثت ردود فعل واحتجاجات من جهة أخرى. ما يزال الوفد الممثل للمسيرة، برئاسة عبد الحليم الشميري، يجري عدة لقاءات، في مدينة عدن، حيث التقى وفد مسيرة «البطون الخاوية» بقيادة قوات «التحالف العربي»، و«الصليب الأحمر الإمارتي»، وهاني بن بريك، وفقاً لمصادر في المسيرة.
الناطق الرسمي باسم المسيرة، فهد العميري، أفاد، في حديث إلى «العربي»، بأن «المسيرة ستستمر رغم التهديدت العسكرية والسياسية التي تواجهها، حتى تحقيق كافة الأهداف التي انطلقت من أجلها في 1 مايو 2017م، وذلك كالتزام أدبي وأخلاقي أمام العمال والموظفين المحرومين من رواتبهم منذ ثمانية أشهر».
وأوضح العميري أن «فعاليات مسيرة البطون الخاوية أعلن توقفها بمدينة التربة لسببين: الأول، بسبب التوتر الحاصل في مدينة عدن، والثاني أن هناك حوارات جادة بخصوص صرف جميع رواتب الموظفين من خلال لقاء اللجنة الإشرافية بالعميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35، والذي أكد لنا رعاية واهتمام دول التحالف العربي بالموضوع».
وأشار العميري إلى أن «اللجنة الإشرافية قررت الاستمرار في فعالياتها الاحتجاجية في مدينة التربة حتى يتاح المجال لنجاح هذه الحوارات واستجلاء ما ستسفر عنه».
لقاء مع «التحالف» في عدن
مصادر مقربة من قيادة «التحالف العربي» في مدينة عدن، أكدت، في حديث إلى «العربي»، أن وفد مسيرة «البطون الخاوية» التقى في عدن بقيادة قوات «التحالف العربي»، و«الصليب الأحمر الإمارتي»، وهاني بن بريك.
وأكد المصدر ذاته أن اللقاء ناقش ما خرجت لأجله مسيرة «البطون الخاوية»: صرف رواتب الموظفين والعمال المتوقفة منذ ثمانية أشهر، خلال الأيام القادمة، وإعادة النظر في توزيع المساعدات الإغاثية بسبب فساد الموزعين. كذلك أكد المصدر أن قيادة «التحالف» طالبت ممثل المسيرة بأن يكونوا «عوناً للتحالف»، عبر «إرسال كشوفات وإحصائيات دقيقة وتقارير بآلية التوزيع».
وأفاد الناطق باسم المسيرة، فهد العميري، في لقاء صحافي، بأن اللقاء «كان إيجابياً ومثمراً، وقد لمس الوفد تفهماً من قبل قيادة التحالف العربي في العاصمة عدن، لمعاناة أبناء محافظة تعز والأوضاع الإنسانية المتدهورة».
وأكد أن «قيادة التحالف العربي أبدت استعدادها للتواصل مع الحكومة الشرعية، واستفسارها عن المعوقات التي أدت إلى عدم صرف الرواتب».
وبحسب العميري، فإن قيادة «التحالف العربي» أكدت للوفد أنها ستبذل جهدها لتخفيف معاناة أبناء محافظة تعز، والعمل مع الحكومة لتنفيذ مطالب المسيرة، التي توقفت في مدينة التربة، على بعد 45 كيلومتراً من مدينة تعز، بعد تفاهمات بين قيادة اللواء 35 مدرع ومنظمي المسيرة. وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستشهد انفراجاً لأزمة الرواتب لموظفي محافظة تعز.
المصادر أكدت لـ«العربي» أن قيادة «التحالف» في عدن ستلتقي بالحكومة اليمنية لمعالجة تنفيذ مطالب المسيرة. وأضحت أن رواتب 8 أشهر موجودة، لكن سيتم وضع آلية لمسألة صرفها، بحيث سيتم صرف مرتب شهر واحد أولاً، وفي حال نجاح عملية الصرف بدون ظهور أي عائق، فسيتم صرف رواتب بقية الأشهر، وإذا واجهت عملية الصرف عوائق فسيتم وضع معالجات لها.
يأتي ذلك بعد يومين على اتفاق أبرم بين قائد اللواء 35، العميد عدنان الحمادي، ومنظمي «البطون الخاوية» على توقف المسيرة في مدينة التربة لمدة محددة، يتم خلالها تنفيذ مطالب المسيرة المتمثلة بتسليم رواتب الموظفين لفترة 8 أشهر، ومناقشة مقترح تشكيل لجنة من المسيرة للقاء قيادة «التحالف»، شرط أن يكون «التحالف» هو الضامن لتنفيذ مطالب المسيرة التي ستواصل السير صوب عدن، في حال عدم تنفيذها في فترة محدّدة.
وأكد المشاركون في مسيرة «البطون الخاوية» أن «مسيرتهم سلمية وحقوقية تهدف إلى المطالبة بصرف رواتب الموظفين لثمانية أشهر وإغاثة مدينة تعز بشكل عاجل».
عدن: «الحزام الأمني» يهدد
وكان قائد «الحزام الأمني» في عدن قد طالب القائمين على مسيرة «البطون الخاوية» القادمة من تعز إلى عدن، بعدم المجازفة بدخول الأخيرة، نظراً للظروف التي تعيشها المدينة، ووجه رسالة إلى كل الجهات المسؤولة في «الشرعية» كي بأن «يعالجوا مشاكل المواطنين في محافظاتهم»، لأن عدن «لا تحتمل قدوم أي وفود من المناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي».
وخاطب الرجل محافظ تعز المتواجد في عدن حالياً، بأن يحل مشاكل مواطنيه بالتنسيق مع الحكومة، وأن «لا ينقلوا مشاكلهم إلى عدن، لأننا لن نسمح بدخول هذه المسيرة وسنردها من حيث أتت».
وقال إن منعنا لقدوم المسيرة يأتي «حرصاً منا وحفاظاً على سلامتهم من أي أذى قد يتعرضون له».
وأضاف أن الأجهزة الأمنية في عدن تحمل كامل المسؤولية القائمين على تلك المسيرة، في حال حدوث مواجهة معهم أو عرقلة لمسيرتهم.
مصادر: «أين ذهبت الأموال المخصصة للمسيرة؟»
مصادر مطلعة كشفت في حديث إلى «العربي» عن أن «وفد اللجنة المنظمة لمسيرة البطون الخاوية تسلم مخصصات مالية للمسيرة من قبل محافظ المحافظة، وأخرى من قيادات في الحراك الجنوبي، ولم يصرفها فيما يخدم أهداف المسيرة، وهو ما أغاظ الجهات الممولة للمسيرة». وكان مراقبون أكدوا، في وقت سابق، في حديث إلى «العربي»، وجود ما سمّوها «النوايا المبيتة» لمنظمي هذه المسيرة في هذا التوقيت «الحرج»، و«أهدافهم من تزعم هذه المطالب»، حد زعمهم، محذرين من «استغلال حاجات البسطاء من أجل رغبات بعض الأشخاص، وبما يخدم أحزاباً وجهات بعينها»، ليتضح أخيراً، بحسب اتهامات هؤلاء «قيام منظمي المسيرة بإبتلاع مخصصاتها».