كل ما يجري من حولك

ديختر: الاستخبارات الإسرائيليّة والغربيّة والعربيّة فشلت في تقديراتها إزّاء إسقاط الأسد وحزب الله بات يُقاتل بتشكيل وبأساليب جيشٍ والجولة القادمة ستكون مختلفةً جوهريًا

525

 elasad-and-nasrullah-06.05.

متابعات| رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

 

 

لا يُخفى على أحد أنّ جميع رهانات إسرائيل في سوريّة قد فشلت، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، كانت تل أبيب تراهن على أنّ الأحداث في سوريّة ستكفيها عن مواصلة هذا الزخم في التطوير ورفع مستوى الاستعداد والجاهزية، من خلال إسقاط النظام السوريّ بقيادة د. بشّار الأسد، وتطويق حزب الله ومحاولة شطبه من المعادلة الداخلية والإقليمية. لكنّ هذه الرهانات تبخرّت، كما اعترف أخيرًا رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، آفي ديختر، وهو من حزب الليكود الحاكم، والذي شغل سابقًا قائد جهاز الأمن العّام (الشاباك)، الذي أقرّ بأنّ الاستخبارات الإسرائيليّة فشلت في تقديراتها إزّاء إسقاط الرئيس الأسد، كما فشلت الاستخبارات الغربيّة والعربيّة، على حدّ تعبيره.

 

في السياق عينه، نقلت وسائل إعلام عبريّة عن النائب ديختر قوله إنّ القاسم المشترك لإسرائيل والمسلحين في سوريّة كان ولا يزال طرد الإيرانيين من سوريّة ومعهم آلاف المسلحين التابعين لحزب الله. وأشار في سياق حديثه إلى وجود أخبار سيئة، بحسب تعبيره، في قتال حزب الله بسوريّة. وأوضح في هذا الإطار أنّ المنظمة الإرهابيّة، أيْ حزب الله، تقاتل في سوريّة بتشكيل جيشٍ وبأساليب جيش. وتابع: لم يعد هناك مجموعات مسلحة صغيرة، بل قتال بكتائب وألوية، مع مساعدة جوية (روسية في أساسها) ومدفعية، استخدام واسع للأسلحة الدقيقة والتعاون مع قوات أجنبية: سوريّة، روسية وإيرانية، على حدّ تعبيره.

 

وأضاف الرئيس الأسبق للشاباك الإسرائيليّ أنّه من المهم أنْ نفهم أنّ جولة القتال القادمة مع حزب الله، إذا ما وقعت لا سمح الله، ستكون مختلفةً في جوهرها وأهميتها عن حرب لبنان الثانية، وشدّدّ في السياق عينه على أنّ الجيش الإسرائيليّ يجب أنْ يخطط لذلك، وقال: حسب ما أعرف قام بالاستعدادات المناسبة لذلك، على حدّ تعبيره.

 

ومن الجدير بالذكر أنّ لجنة الخارجيّة والأمن التابعة للكنيست هي لجنة سريّة، لا يُسمح للعرب بالدخول إليها، كما أنّ قادة الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة، وصنّاع القرار من المُستويين السياسيّ والأمنيّ يقومون بشكلٍ دائمٍ بتقديم شروح دقيقة عن أخر المُستجدّات على الساحتين السياسيّة والأمنيّة، في حين تبقى النقاشات داخلها طيّ الكتمان.

 

علاوة على ذلك، رأى النائب ديختر أنّه من الزاوية الإسرائيليّة، يجب أنْ يكون هناك سبب للقلق. المصالح المشتركة والمباشرة بين سوريّة، وروسيا وإيران وحزب الله، مقلقة جداً لأنّ كلّ هذا يحدث قريبًا جدًا من إسرائيل، وسيكون له تداعيات على الوسائل القتالية وأساليب القتال التي سيُطلب من الجيش الإسرائيليّ والجهات الأمنية التابعة لهم الاستعداد مقابلها في الروتين وخاصّةً في حالة الطوارئ، على حدّ تعبيره. وخلُص إلى القول في هذه المسألة إنّه واضح تمامًا أننا في شمال شرق أوسط جديد، وهو ليس جيّد لنا بالتحديد، بحسب وصفه.

 

يُشار إلى أنّ ديختر يُعتبر من صقور اليمين الإسرائيليّ، فقد قالت إذاعة الجيش الإسرائيليّ إنّ ديختر، يُعارض إقامة ميناء بحريّ في قطاع غزة، دون تجريد القطاع من السلاح أولاً. ونقلت الإذاعة عن ديختر قوله إنّه دون هذا الشرط فإنّ حركة حماس ستتمكّن من تعظيم قدرتها العسكريّة، لأنّه لا توجد إمكانية عملية لمراقبة ما قد يجري في الميناء، بحسب تعبيره. وأثير جدل كبير مؤخرًا في إسرائيل بشأن تصريحات أدلى بها وزير الأمن أفيغدور ليبرمان بشأن استعداده لبناء ميناء ومطار وتحسين الحياة في غزة، مقابل وقف إطلاق الصواريخ وحفر الأنفاق، كما أنّ وزير الاستخبارات والمواصلات، يسرائيل كاتس، يقترح إقامة جزيرة اصطناعيّة في غزّة، عوضًا عن الميناء.

 

كما تطرّق ديختر إلى انفصال جنوب السودان وقال إنّ هذه الخطوة تُشكّل مصلحة إسرائيليّة بالدرجة الأولى، لأنّ كل الزعماء تبنوا خطًّا إستراتيجيًّا واحدًا في التعامل مع السودان يقضي بالعمل على تفجير أزمات مزمنة ومستعصية، وقد حان الوقت للتدّخل في غرب السودان، وبالآلية والوسائل نفسها لتكرار ما حصل في جنوبه، على حدّ قوله.

 

وللتدليل على “مصداقية” ديختر، سمحت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة بإصدار كتابٍ إسرائيليٍّ جديدٍ، تضمنّ تفاصيل عن تدخل جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة “الموساد” في عملية تقسيم السودان وبناء القوة العسكرية والاقتصادية لدولة الانفصاليين في الجنوب. والكتاب، الذي جاء تحت عنوان “مهمة الموساد في جنوب السودان”، والذي نشر موقع (ميدا) العبريّ خلاصة عنه، يؤرخ لدور ضابط في “الموساد”، دافيد بن عوزئيل، في تدريب الانفصاليين وتوجيههم وتسليحهم، منذ ستينيات القرن الماضي، وصولاً إلى استقلالهم في عام 2011، الأمر الذي يعدّ، بحسب الكتاب، إنجازًا إسرائيليًا ونجاحًا خاصًّا للموساد.

 

يُشر إلى أنّ عنصرية ديختر، تتجلّى بكلّ قباحتها في القصة التاليّة: كان الوزير ديختر قد استغل ردّه على استجواب حول تفشي الجنوح والزعرنة بين جيل الشباب في إسرائيل، ليشن هجومًا أرعن على النواب العرب الذين شاركوا في جنازة الزعيم الفلسطينيّ جورج حبش، في العاصمة الأردنية عمان، لينضم بذلك ويرفع صوت جوقة تحريض يمينية صهيونية في الكنيست، واصلت نعيقها في جلسة الكنيست، متطاولة على الحكيم، ومحرضة على النواب العرب.

 

ووصف ديختر القائد حبش بأنّه قائد لمنظمةٍ إرهابيّةٍ، وبكلماتٍ نابيةٍ مشابهةٍ، ليزيد عليها النائب العنصري المتطرف المستوطن زبولون أورليف مكررًا دعوته لمحاكمة أعضاء الكنيست العرب الذين شاركوا في الجلسة.

ولم يكن في قاعة الكنيست إلّا النائب محمد بركة، الذي تصدى له قائلاً أنت سياسيّ حقير، تُواجه أزمة في وظيفتك وفي حكومتك، كان عليك أنْ تتحدث عن مظاهر الزعرنة، ولكنّك اخترت أنْ تكون أزعر سياسيّ لتتطاول على النواب العرب.

 

وأضاف بركة موجهًا كلامه لديختر، أنت آخر من يستطيع التطاول على جورج حبش، فأنت أبو سياسة الإعدامات الميدانية والاغتيالات لأبناء الشعب الفلسطيني، وعلى منصة الكنيست يقف شخص يداه ملطخة بدماء الأبرياء.

You might also like