كل ما يجري من حولك

كيف تغيّرت استراتيجية العدوان العسكرية ضد اليمن بعد فشل الضربات الجوية..!

ما يجري على الأرض في جنوب اليمن جزء من استراتيجية عسكرية أمريكية صهيونية أوسع

109

متابعات | (تقرير خاص)

تشير تقديرات ودراسات صادرة عن مراكز أبحاث وصنّاع قرار في كيان العدو الإسرائيلي إلى وجود بصمة صهيونية أمريكية واضحة في الأحداث الأخيرة في جنوب اليمن.

وتأتي الرؤية العسكرية الجديدة لتطوير آليات العدوان على اليمن في سياق مراجعة استراتيجية اجرت واشنطن والكيان عقب الفشل الذريع للضربات الجوية الأمريكية ثم “الإسرائيلية” على اليمن والتي عجزت في تقويض قدرات “الحوثيين” على استهداف العمق الصهيوني أو احتواء سيطرتهم العملياتية في البحر الأحمر…

 

وتُجمع التقديرات الصهيونية على أن الضربات الجوية والبحرية لم تعد كافية للحد من قدرة “الحوثيين” أو كسر نفوذهم العسكري، ما دفع مؤسسات أمنية وفكرية صهيونية إلى الدعوة للانتقال نحو مقاربة غير مباشرة تقوم على إدارة المعركة ضد صنعاء من الداخل اليمني.

 

دعوات صريحة لدعم الفصائل اليمنية الموالية للتحالف

 

في هذا السياق، نشر موقع JNS الصهيوني المقرب من دوائر صنع القرار في الكيان الصهيوني تحليلًا بعنوان “تطوّر الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه اليمن” دعا فيه صراحة إلى دعم قوى يمنية محلية على الأرض.

 

وشدد المركز الصهيوني على أنه “يجب أن تقوم الاستراتيجية على مساعدة ودعم مجموعات يمنية أخرى، سواء للقضاء على الحوثيين أو للمشاركة المباشرة في قتالهم”.

 

ولفت الى أن البديل الواقعي لفشل الضربات الجوية هو الاعتماد على وكلاء محليين، معتبرًا أن المعركة لا يمكن حسمها من الجو وحده.

 

وتبنّت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية ، هذا التوجه ونشرت تقريرًا قالت فيه إن “تفكيك تهديد الحوثيين يتطلب عمليات برية تنفذها قوى يمنية محلية، بدعم إقليمي ودولي، لأن أي تدخل إسرائيلي مباشر سيكون عالي الكلفة وغير مضمون النتائج”.

 

مراكز أبحاث صهيونية: الحل يبدأ من الأرض

 

بدوره، أكد معهد (JISS) للاستراتيجية والأمن، وهو أحد أبرز مراكز الأبحاث الأمنية الصهيونية، في دراسة استراتيجية بعنوان “مواجهة تهديد الحوثيين: خارطة طريق استراتيجية لإسرائيل” أنه “طالما بقي مصدر التهديد الحوثي قائم على الأرض في اليمن، فإن الحل يجب أن يبدأ من الأرض أيضًا، من خلال التعاون مع قوى محلية يمنية تعارض الحوثيين”.

 

وخلصت الدراسة الصهيونية إلى أن الاعتماد الحصري على القوة الجوية لن يُغيّر موازين الصراع، داعية إلى بناء تحالفات محلية داخل اليمن باعتبارها الخيار الأكثر فاعلية ضمن ما وصفته باستراتيجية الحسم بالوكالة.

 

فشل الضربات الجوية أدى لتحوّل أولويات العدو

 

تتطابق الدعوات الصهيونية السابقة مع تقييمات صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) أعتبر فيه أن “الحوثيين باتوا يشكلون تهديدًا استراتيجيًا طويل الأمد لإسرائيل، ليس فقط في البحر الأحمر، بل ضمن المعركة المفتوحة مع محور المقاومة” وبالتالي لابد من مواجهتهم على الأرض باستخدام “أدوات غير تقليدية تتجاوز الضربات الجوية والبحرية”.

 

الجنوب والساحل الغربي نقاط انطلاق المواجهة

 

تتطابق الاحداث اليوم على أرض الجنوب التي محورها الوكيلين السعودي والاماراتي وأدواتهما من مرتزقة الفصائل التابعة للتحالف مع استراتيجية التحول في المواجهة من الضربات الجوية الى الاعتماد على الفصائل المحلية الموالية للرياض وابوظبي .

 

وفق الرؤية الصهيونية فإن الغطاء الأمريكي للمشروع الانفصالي الذي تدفع به الإمارات، الحليف الأوثق لإسرائيل في المنطقة، استراتيجية تشكيل تحالف انفصالي  موالي لأبوظبي والرياض ويخدم المشروع الصهيوني الأمريكي ليُستخدم كمنصةٍ متقدمة لمواجهة “الحوثيين” على الأرض.

 

وبناءً على هذا التصور الذي تنفّذه الرياض وأبوظبي — ضمن ما يُعرف بـمعركة ترتيب الأولويات — ووفقًا للمخطط الصهيو-أمريكي، تُصنَّف مناطق الجنوب والساحل الغربي في اليمن (وبصيغة انفصالية) كنقاط انطلاق وتمركز أساسية للمواجهة مع الشمال اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون.

 

“الحسم بالوكالة” لتجنّب المواجهة المباشرة

 

يخدم ما يجري على الأرض اليوم في الجنوب اليمني الاستراتيجية الصهيونية الأمريكية في معركة يراد لها إشغال “الحوثيين” لإلهائهم والحد من قدرتهم على الانخراط في أي معركة إسناد محتملة ضد العدو الإسرائيلي، سواء في البحر الأحمر أو عبر استهداف مستوطنات الكيان في الأراضي المحتلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

 

وتصف مراكز الدراسات والأبحاث الصهيونية هذه الاستراتيجية صراحةً بأنه معركة “الحسم بالوكالة” التي تعتبر خيارًا أقل كلفة وأكثر ضمانًا، ويُجنّب العدو الإسرائيلي والأمريكي المواجهة المباشرة مع “الحوثيين” في ساحة باتت، وفق التأكيدات الصهيونية مفتوحة ومعقّدة المخاطر.

 

You might also like