كل ما يجري من حولك

تحليل أوروبي: هجمات اليمن تفضح هشاشة الردع لأمريكا وفشل قوتها المتطوّرة في البحر الأحمر

78

متابعات..|

كشف تحليل أُورُوبي عميق نشرته مجلة “مودرن ديبلوماسي” (Modern Diplomacy) أن الهجمات التي شنَّتها قوات صنعاء على السفن العسكرية والتجارية في البحرَين الأحمر لا تمثل مُجَـرّد تحدٍّ إقليمي، بل كشفت عن عجز هيكلي في الاستراتيجيات الأمنية العالمية التقليدية.

ويشير التحليل إلى أن جوهرَ الأزمة يكمن في فشل العقائد الدفاعية للدول الكبرى في مواجهة التهديدات غير المتكافئة التي تعتمدُ على تقنية منخفضة التكلفة لكنها ذات تأثير اقتصادي وعسكري بالغ الارتفاع.

ووفقًا للمجلة، فإن استراتيجيات الجيش اليمني غير المتكافئة، التي تستخدمُ الطائرات المسيّرة والصواريخ الرخيصة لاستهداف سفن وقطع حربية بمليارات الدولارات، أحدثت إرباكًا غير مسبوق للأمن البحري المرتبط بكَيان الاحتلال الصهيوني.

الضربات اليمنية البحرية أحدثت ضغطًا كبيرًا بتكلفة تشغيلية منخفضة جِـدًّا وأظهرت بوضوح محدوديةَ الردع التقليدي وفشل القوة المتطورة، حَيثُ عجزت الأساطيلَ المتقدمة التابعة لأمريكا وبريطانيا، رغم تفوقها التقني الهائل، في منع استمرار هذه الهجمات أَو الحد من تأثيرها المباشر على حركة السفن التابعة للكَيان والشركات المتخادمة معه.

ويتجاوز تأثيرُ قوات صنعاء النطاق العسكري البحت؛ إذ تعتمدُ على استغلال الترابط الاقتصادي الهش وثغرات بنية الأمن البحري العالمي.

وتخلصُ المجلة الأُورُوبية إلى نتيجةٍ مفادُها أن العالم أصبح مضطرًّا لتبني مقاربة مختلفة، مؤكّـدة أن الاستمرار في الاعتماد على النماذج الأمنية التقليدية لن يزيد إلا الهشاشة الأمنية والاقتصادية.

ويشدّد التحليل على ضرورة تبني مقاربة أمنية متعددة الأبعاد تتجاوز حدودَ الردع العسكري وتتعامل مع التهديد من جذوره، إلى جانب معالجة البنية التحتية للقوات البحرية الأمريكية التي ثبت فشلُها أمام هذا النوع الجديد من العمليات اليمنية المؤثرة.

المصدر: مجلة “مودرن ديبلوماسي” (Modern Diplomacy) الأوروبية

You might also like