كل ما يجري من حولك

إعلام عُمان يحذّر من توغُّل الانتقالي شرقًا: تهديد لوحدة اليمن واستقرار حدوده

199

متابعات..|

أبدى إعلام سلطنة عُمان قلقه إزاء التطورات الأخيرة في المحافظات اليمنية الشرقية المحاذية للسلطنة، في ظل تمدد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الممولة إماراتيًّا، محذرًا من تداعيات خطيرة قد تطال وَحدةَ اليمن واستقراره، وتحوّل مناطق كانت تُعد الأكثر هدوءًا إلى بؤر صراع جديدة.

ووصفت صحيفة “رأي عُمان” ما يجري في حضرموت والمهرة بأنه “اللحظة الأخطر التي يمر بها اليمن في تاريخه”، معتبرة أن البلاد كانت تُعوّل على مسار يعيد بناء الدولة وترميم نسيجها الاجتماعي والسياسي، غير أنها تتجه اليوم نحو صراع نفوذ داخلي يفتح الباب أمام خطر التقسيم، بدءًا من الشرق الذي ظلّ لعقدٍ كامل بمنأى عن الحرب.

وأشَارَت الصحيفة إلى أن حضرموت والمهرة شكّلتا نموذجًا لـ“الهدوء الإيجابي” مقارنة ببقية المحافظات اليمنية، بفعل توازنات محلية دقيقة، وعوامل قبلية وتجارية، وإرث اجتماعي سعى إلى تحصين هذه المناطق من عدوى الصراع. واعتبرت أن العبث بهذه المعادلة يعني كسر آخر مظاهر الاستقرار النسبي، وفتح باب يصعب إغلاقه لاحقًا، حتى لو توفرت الإرادَة السياسية لذلك.

وحذّرت “رأي عُمان” من أن ما يجري اليوم يكرّس ظاهرة السلطات الموازية، حَيثُ تتعدد المرجعيات الأمنية، وتُدار الموارد خارج مؤسّسات الدولة، ما يحوّل الأمن إلى ولاءات، والمعابر إلى أدوات نفوذ، ويقود إلى تراجع فكرة الدولة والشرعية، وظهور أسواق ومراكز قوى موازية تترك “ندوبًا عميقة يصعب التئامها”.

ولفتت الصحيفة إلى أن حضرموت، بثقلها الاقتصادي وساحلها وموانئها وعمقها البشري، لا يمكن إخضاعها بمنطق الغلبة، فيما تمثل المهرة مفصلًا حساسًا يتصل بحركة الناس والبضائع والمعابر، ويجاور دولًا، ما يجعل الزجّ بهاتين المحافظتين في صراع نفوذ إقليمي خطوة عالية المخاطر، في توقيت كان يُفترض أن يشهد بداية تعافٍ من إرث سنوات الحرب.

وأكّـدت الصحيفة أن انقسام “الشرعية” إلى معسكرات متعددة يفقد اليمنيين مرجعيتهم الوطنية، ويُقدّم الكيانات على المؤسّسات، محذّرة من أن تجارب تقسيم الدول تبدأ حين يعتاد الناس على أن لكل منطقة جهازها وقرارها ومواردها وعلاقاتها الخَاصَّة، بينما يبقى الحديث عن اليمن الواحد محصورًا في الخطب، لا في الواقع.

وفي هذا السياق، شدّدت “رأي عُمان” على أن موقف السلطنة ثابت منذ عقود في دعم بقاء اليمن موحَّدًا، بعيدًا عن التجزئة، وعلى أن تكون سلطة الدولة هي المرجعية الوحيدة، مؤكّـدة أن عُمان لم تنحز يومًا لطرف ضد آخر، بل انحازت دائمًا لفكرة الدولة والسيادة؛ باعتبَارهما الضامن لحياة كريمة ومستقرة للشعب اليمني.

ودعت الصحيفة إلى عدم تحويل حضرموت والمهرة إلى ساحة تنافس نفوذ إقليمي عبر وكلاء محليين، أَو إلى أوراق ضغط في مساومات مؤقتة، مؤكّـدة أن القوى المؤثرة في اليمن قادرة على كبح أية تمددات أُحادية، ودفع الأطراف نحو ترتيبات أمنية تحمي المجتمعاتِ المحلية وتبقى تحت مظلة الدولة اليمنية، لا تحت مظلة الأمر الواقع.

وختمت بالتأكيد على أن لغة التهدئة وحدها لا تكفي، إذَا كانت الوقائع على الأرض تسير في الاتّجاه المعاكس، مشدّدة على أن وقف أي خطوات توسعية بشكل واضح يمثل الشرط الأَسَاسي لإنقاذ فكرة اليمن الواحد، وحماية شرقه من التحول من منطقة تعافٍ إلى جبهة صراع وتقسيم جديدة.

المصدر: صحيفة “رأي عُمان”

You might also like