مجلة أمريكية: انتفاضة محتملة ضد قادة سوريا الجدد لارتكابهم مجازر وتهميش مناطق الضحايا
متابعات..|
أكّـدت مجلة “الإيكونوميست” في تقرير تحليلي تصاعد التوترات الطائفية وتحَرُّكات محتملة بين العلويين في سوريا، الذين يتعرضون –إضافة إلى المجازر- للإقصاء والتهميش في النظام الجديد بقيادة الجولاني؛ مما ينذر بانتفاضة جديدة قد تعيد إشعال الصراع في البلاد.
وأشَارَ التقرير إلى أن مجزرة اللاذقية في مارس الماضي، التي راح ضحيتها أكثر من 1500 شخص بعد محاولة تمرد مسلح، كشفت عن شرخ عميق داخل الطائفة العلوية التي شكلت عماد النظام السابق.
ويعاني العلويون الآن من وطأة الإصلاحات الاقتصادية القاسية وتسريحات الموظفين وخفض الدعم، حَيثُ تتداعى البنى التحتية في معقلهم الساحلي وتتفشى البطالة بين صفوف آلاف الضباط والموظفين السابقين.
ولجأ آلاف العلويين، بينهم عسكريون سابقون، إلى الفرار خارج البلاد، حَيثُ يقدر أن 25 ألفًا على الأقل فروا إلى لبنان، بينما وصل آخرون إلى دول بعيدة مثل إندونيسيا.
أما من بقوا في الداخل، فيعيشون في خوف دائم، حَيثُ يرفض الكثيرون مغادرة قراهم بعد حلول الظلام، ويلجأ بعضهم إلى المبيت في الكهوف والمزارع النائية هربًا من العنف والملاحقات.
وتظهر على السطح الآن قيادات جديدة تحاول ملء الفراغ الذي تركه انهيار النظام السابق، حَيثُ برز رجل الدين المتشدّد غزال غزال الذي حشد الآلاف في احتجاجات طالب خلالها بمنطقة علوية تتمتع بالحكم الذاتي، وهي فكرة رُفضت بشدة في دمشق التي تعتبرها مقدمة لتقسيم البلاد.
بينما يطالب آخرون بقوة حماية دولية، أَو يعبرون عن رغبتهم البسيطة في “أن يكونوا جزءًا من البلاد مرة أُخرى”.
لكن المؤشرات الأكثر إثارة للقلق، بحسب التقرير، تأتي من تحَرّكات عسكرية سرية، حَيثُ انتشرت في الأشهر الأخيرة دعوات بين آلاف الضباط السابقين لحمل السلاح وتشكيل خلايا نائمة ووحدات هجومية.
وتُعزى هذه الدعوات إلى شبكات تضم شخصيات مثل محمد جابر، قائد الميلشيا سيئة السمعة في عهد الأسد، وإلى جنرالات سابقين مثل سهيل الحسن وكمال الحسن الذين انتقلوا إلى موسكو.
ورغم أن استجابة العلويين لهذه الدعوات تبدو محدودة حتى الآن، حَيثُ حذر ضابط سابق مختبئ في بيروت من أن هذه التحريكات “تقود المجتمع نحو مذبحة أُخرى”، إلا أن الجماعات المسلحة المحتملة لا تقتصر على الكلام فقط.
فقد حاولت منظمات غير حكومية غامضة، يُزعم ارتباطها بعائلتي جابر والحسن، إنشاء معسكرات تدريب في شمال لبنان لإعداد آلاف المسلحين للعودة السرية إلى سوريا، قبل أن تفشل لافتقارها إلى الغطاء السياسي اللازم.
ويخلص التقرير إلى أن المجتمع العلوي السوري، الذي كان يشكل حجر الزاوية في نظام الأسد، أصبح الآن مصدر قلق رئيسي للنظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، حيثُ إن مشاعر الإحباط والخوف والتهميش بين أفراده قد تشكل بيئة خصبة لانتفاضة جديدة تعيد البلاد إلى دوامة العنف، في وقت لا تزال فيه سوريا تعاني من تداعيات حرب أهلية استمرت لأكثر من عقد.
المصدر: مجلة “الإيكونوميست”