خشية “إسرائيلية” من طوفان جديد.. معلومات عن استعدادات الضفة للمواجهة
متابعات..|
تصاعدت في الأوساط الأمنية والإعلامية الإسرائيلية مخاوف من إمْكَانية اندلاع هجوم واسع ضد الاحتلال من الضفة الغربية، بمشاركة أفراد من أجهزة السلطة الفلسطينية، في ظل ما تصفه الصحافة العبرية بأنه تراكم مؤشرات ميدانية وتدريبية وتجهيزية غير مسبوقة.
الكاتب اليميني بوعاز هعتسني في صحيفة يديعوت أحرونوت قال إن عملية إطلاق النار التي نفذها قبل أَيَّـام شرطي فلسطيني تجاه جنود الاحتلال ليست حدثًا منفردًا، مُشيرًا إلى أن المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية دأبت لسنوات على وصف أجهزة السلطة بأنها “شريكة أمنية”، بينما تجاهلت حقيقة أن منفذي هذه العمليات ينتمون –وفق قوله– إلى حركة فتح.
وأوضح هعتسني أن المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال كان يعلن عن قتل مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي و”آخرين”، في وقت كانت السلطة تُشيّع بعضهم بجنازات رسمية، وتُنشر التفاصيل كاملة على الإنترنت، مؤكّـدًا أن التغيير الأخير في لغة المؤسّسة الأمنية قد يرتبط بتبدّل قيادة جهاز الشاباك، أَو بتراكم معلومات “مقلقة للغاية” عن استعداد فتح لمواجهة واسعة.
تدريبات متقدمة وتقليد لأساليب جيش الاحتلال
ويشير المقال إلى أن الشرطة الفلسطينية أعلنت عبر صفحتها الرسمية تلقّي ضباطها محاضرات حول مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي، ودراسة نماذج من طرق عمله؛ بهَدفِ فهم المخاطر، وهو ما يترجمه الإسرائيليون على أنه تدريب على “كيفية تجاوز الأساليب الإسرائيلية” في حماية المستوطنات والمعسكرات وخطوط التماس.
كما سلّط الضوء على فيلم وثائقي ظهر فيه عناصر من الأمن الفلسطيني وهم يخضعون لتدريبات بزيّ تكتيكي مطابق لقوات الاحتلال وبأسلحة مشابهة، لافتًا إلى أن عدد عناصر الشرطة ارتفع من 18 ألفًا إلى نحو 60 ألفًا، يتلقّى بعضهم تدريبات في الأردن وباكستان والجزائر، تشمل استخدام المدرعات والمدفعية والقناصة والمظلات، إضافة إلى وحدات كوماندوز واستخبارات وقدرات سيبرانية.
اتّهامات للاحتلال بتوفير معدات خطرة
وبحسب هعتسني، فإن جزءًا من هذا التطور يأتي ضمن اتّفاقيات أوسلو وبموافقة الاحتلال نفسه، الذي سمح –وفق ادعائه– بإدخَال مركبات مدرعة وبنادق قنص وربما صواريخ “آر بي جي” ظهرت مع أفراد الأمن الفلسطيني. كما أشار إلى وجود “محاولات تهريب” عبر الحدود وإلى “جسر جوي” لطائرات مسيّرة تهرّب أسلحة ثقيلة من مصر والأردن.
سيناريو طوفان جديد.. ولكن من الضفة
يرى الكاتب أن القوة التي تشكّلت في الضفة الغربية باتت تمثل “جيشًا ضخمًا” يهدّد مئات المستوطنات من الجليل حتى وسط فلسطين المحتلّة، معتبرًا أن المسافة بين الحدود الشرقية وتل أبيب تعادل المسافة التي قطعتها قوات حماس في هجوم السابع من أُكتوبر نحو مستوطنة أوفاكيم.
ويضيف أن العناصر الأمنية التابعة للسلطة قادرون على التنقل داخل كَيان الاحتلال عبر بطاقات الشخصيات المهمة أَو تجاوز الحواجز، مستشهدًا بتحقيقات زعمت أن مسلحين تحَرّكوا بين نابلس وتل أبيب دون عوائق كبيرة.
تحريض متجدد يعكس أزمة أعمق
يظهر هذا الخطاب –بحسب قراءة تحليلية مخالفة للرواية الإسرائيلية– حجم القلق داخل المؤسّسة الأمنية من تحوّل القضية الفلسطينية إلى قضية عالمية، وتراجع مكانة المشروع الصهيوني في الغرب، مقابل صعود المقاومة الفلسطينية وتعزيز قدراتها، ما يدفع كتّابًا ومسؤولين إسرائيليين إلى التضخيم من “هجوم وشيك” قادم من الضفة، على غرار “طوفان الأقصى”.
ويمثل هذا السجال امتدادا لحالة الهلع والاستقطاب داخل (إسرائيل) منذ أُكتوبر 2023، في ظل تراجع الثقة السياسية والأمنية، وتعمّق الشعور بأن الضفة الغربية قد تكون جبهة الانفجار المقبلة.