كل ما يجري من حولك

الغارديان: العالم يدخل “عصر الفوضى بلا قواعد”.. و”أمريكا ترامب” “دولة مارقة” تسرّع انهيارها

166

متابعات..|

حذّرت صحيفة الغارديان البريطانية من دخول النظام الدولي مرحلة غير مسبوقة من الانفلات، مع تصاعد عمليات القتل خارج نطاق القانون وتراجع الالتزام بالقواعد التي حكمت العلاقات الدولية لعقود.

وفي مقال للمحلل سايمون تيسدال، أشَارَت الصحيفة إلى أن الضربات الأمريكية ضد قوارب يُشتبه في أنها لمهربين قرب سواحل فنزويلا أثارت موجة إدانات واسعة، ودفعت بريطانيا إلى تعليق التعاون الاستخباراتي مع البنتاغون في هذا الملف، معتبرةً أن هذه العمليات تمثل مؤشرًا واضحًا على “تآكل سيادة القانون الدولي” وصعود ممارسات أحادية الطابع.

وتلمّح الصحيفة إلى مخاوفَ من أن تكون هذه الهجمات مقدمة لتحَرّك عسكري أمريكي مباشر ضد فنزويلا، في ظل رغبة واشنطن في تغيير النظام هناك دون تفويض أممي، وترى أن مثل هذا السيناريو قد يفتح الباب أمام نزاعات أوسع، شبيهة بتجارب التدخل السابقة التي انتهت باضطرابات مُستمرّة.

أما بالنسبة للحرب الثانية التي تتطور، فغياب القانون في الشرق الأوسط، هو من مسؤولية (إسرائيل) في عدوانها على إيران، فبعد أن أُجبر على مضض على وقف إطلاق النار في غزة (الذي لا يلتزم به)، يسعى بنيامين نتنياهو وحكومته، المدمنة على العنف والرافض للسلام، إلى ضرب أهداف جديدة، وتذكر الأعداد القياسية من هجمات المستوطنين اليهود، التي غالبًا ما تكون بلا رادع أَو عقاب ضد فلسطينيي الضفة الغربية، وبخَاصَّة على إمدَادات الغذاء والماء بأعمال الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.

وقال الكاتب إن (إسرائيل) تقوم بقصف جنوب لبنان بشكل مُستمرّ، مدعية أن الجيش اللبناني فشل في نزع سلاح حزب الله بعد هدنة العام الماضي وأن المقاتلين المدعومين من إيران يعيدون تنظيم صفوفهم.

وحذر أمير تيبون، المعلق في صحيفة “هآرتس”، قائلا: “إن نتيجة هذا الواقع هي احتمال متزايد بأن تتصاعد هجمات (إسرائيل) على لبنان إلى حرب شاملة مرة أُخرى في مرحلة ما خلال الأسابيع المقبلة”.

وتابع تيسدال أن استئناف الحرب المباشرة بين (إسرائيل) وإيران هو أكبر مصدر للقلق، فقد ادعى ترامب في حزيران/يونيو أن المنشآت النووية الإيرانية قد “دمّـرت”، وقد كذب.

ومن اللافت للنظر أن كُلًّا من ترامب ونتنياهو هدّدا منذ ذلك الحين بشن هجوم جديد، ويشير المحللون إلى أن هجومًا إسرائيليًّا آخر أمر لا مفر منه، بالنظر إلى الشكوك التي لا تهدأ حول القدرات النووية الإيرانية وانهيار المفاوضات وعمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة وإعادة فرض عقوبات أكثر صرامة.

وقال تيسدال إنه في ظل الفوضى السياسية والأزمات الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية وتخلي حلفاء رئيسيين عنها مثل سوريا، التي التقى زعيمها ترامب الأسبوع الماضي، تعد إيران هدفًا مغريًا لنتنياهو، الذي يصر على أنها لا تزال تشكّل تهديدًا وجوديًّا، لكن ضعفهم بحد ذاته قد يجعل طهران أكثر خطورة، وتفيد التقارير بأن إيران تصنع آلاف الصواريخ، إذَا تعرضت لهجوم، فقد ترد بقوة أكبر في المرة القادمة.

كما أن تكرار العدوان الإسرائيلي غير المبرّر، بدعم أمريكي، سيكون مثالا آخر على انعدام القانون من قِبل الدولة، ولكن من سيوقفه؟ لا الأمم المتحدة، ولا المحاكم الدولية ولا أُورُوبا المُذعورة ولا الدول العربية التي تهادن ترامب، قد تتكشف قصة محزنة مماثلة من الإهمال واللامبالاة والعجز إذَا غزت الصين تايوان، على سبيل المثال أَو إذَا غزت روسيا مولدوفا أَو حتى إستونيا، العضو في حلف الناتو.

ويختم تيسدال مقالته بالقول، هذا هو العالم كما هو عليه الآن، حَيثُ يظهر انعدام الدولة والقانون بتعبيره النهائي عبر سباق تسلح نووي عالمي متسارع لا تقيده معاهدات الحد من التسلح أَو المنطق السليم.

وقد استأنف ترامب التجارب النووية وحذا بوتين حذوه، فيما يتباهى شيء جين بينغ بالترسانة النووية الصينية ويخفي ونتنياهو ترسانة (إسرائيل)، أما زعماء الهند وباكستان فيهدّدون بالدمار المتبادل، ويصنع كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية أسلحة نووية وكأن لا غد بعد اليوم، وبهذه الوتيرة قد لا نجد غدا أَو مستقبلا؛ فالجميع أصبحوا يديرون دولا مارقة، وكما قيل فهؤلاء الأشخاص قادرون على قتلنا جميعًا.

المصدر: صحيفة الغارديان البريطانية

You might also like