كل ما يجري من حولك

اعترافٌ “إسرائيلي” جديد: القضية الفلسطينية تعود إلى الواجهة.. كَيانُنا “لم ينتصر بل نجا” والحربُ لم تُحسَم

115

متابعات..|

بعد أكثر من عامين على العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، وما خلّفه من دمار هائل وجرائم إبادة جماعية، يتجه الرأيُ العام داخل كيان الاحتلال إلى قناعة واحدة بأن كَيان الاحتلال لم ينتصر في عدوانه، وأ، كل ما حقّقته هو مُجَـرّد “النجاة من الانهيار الكامل”.

وفي تحليل نشرته صحيفة معاريف العبرية، أقرّ الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية دورون ماتسا بأن العدوان لم يحقّق أهدافه، وأن هجوم السابع من أُكتوبر نسف أَسَاسيات “العقيدة الأمنية” الإسرائيلية، وأعاد القضية الفلسطينية إلى مركز المشهد الإقليمي والدولي، على عكس ما سعت تل أبيب لطمسه خلال العقدين الماضيين.

ويقول ماتسا إن الإسرائيليين يناقشون سؤال النصر بإلحاح: هل انتصرت “إسرائيل”؟ هل تغيّر الشرق الأوسط لصالحها؟ هل هُزم خصومها؟

ويجيب: “الإنجاز الحقيقي الوحيد هو منع تدمير الدولة، لا أكثر”.

ويرى أن (إسرائيل) كانت على شفا ضربة مدمّـرة مزدوجة من حماس وحزب الله وإيران، وأن نجاتها لم تكن؛ بسَببِ قوة الجيش، بل؛ بسَببِ تردّد الخصوم من جهة، والتدخل الأمريكي المباشر الذي منع انهيار النظام الإسرائيلي من جهة أُخرى.

ويشير التحليل إلى أن ما حدث في 7 أُكتوبر لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد عامين من “انتفاضة فلسطينية” هدفت إلى إسقاط مشروع السلام الاقتصادي الذي روّجت له تل أبيب وواشنطن.

ويضيف أن حماس وحلفاءها نجحوا في إعادة المنطقة إلى جذورها الأيديولوجية، وإسقاط وهم “الرفاهية كبديل للصراع السياسي”، وهو ما يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية على نطاق واسع.

وبحسب ماتسا، تواجه (إسرائيل) اليوم محورين:

الأيديولوجيون الصريحون: إيران، حماس، حزب الله.

الأيديولوجيون المتخفون: تركيا، قطر، السعوديّة، الذين يوظفون الغطاء الأمريكي لخدمة سياسات تتعارض مع رؤية تل أبيب.

وهو ما يجعل (إسرائيل)، كما يقول، تعيش في واقع معقّد ومعزول، بينما تتصاعد موجة عالمية من القوى التي تعرّي خطاب الاحتلال وتكشف تناقضاته.

ويخلص التحليل إلى أن الحرب لم تغيّر الشرق الأوسط كما أرادت (إسرائيل)، وأن المحور المناهض لها لم يُهزم، بل يستعيد زخمه.

أما النتيجة الأكثر وضوحًا فهي: القضية الفلسطينية عادت إلى صدارة الإقليم والعالم، و(إسرائيل) – باعتراف خبرائها – “نجت من الانهيار، لكنها لم تنتصر”.

وبحسب الأصوات الإسرائيلية المتزايدة، فإن الحرب لا تزال مفتوحة، طويلة، ومعقدة، ولا توجد أي مؤشرات على إمْكَانية حسمها لصالح الاحتلال.

المصدر: صحيفة معاريف العبرية

You might also like