كل ما يجري من حولك

تقرير أمريكي: واشنطن تفقد تفوُّقَها في البحر الأحمر وصنعاء تفرض معادلات جديدة تُربِك البنتاغون

175

 متابعات..| تقرير:

في اعتراف رسمي جديدٍ يعكس فاعليةَ عمليات الجيش اليمني، أقرّ تقريرٌ صادر عن معهد البحرية الأمريكي بتراجع قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على السيطرة في البحر الأحمر، بعد الفشل في مواجهة القدرات البحرية اليمنية التي وصفها التقريرُ بأنها “مرنة ومبتكرة تكتيكيًّا”، مُشيرًا إلى أن البحر الأحمر تحوّل فعليًّا إلى ساحة صراع تتحكم فيها صنعاء من موقع المبادرة.

وتحت عنوان صريح: «ليكن البحر الأحمر ميدان اختبار للزوارق السطحية غير المأهولة»، كشف الكاتب العسكري الأمريكي جون غولدن أن الولايات المتحدة -رغم إنفاقها أكثر من مليار دولار على أنظمة الدفاع الصاروخي والعمليات الجوية المشتركة- لم تتمكّن من تحقيق أي تفوق بحري فعلي أمام ما وصفه بـ”خصم غير تقليدي يتمتع بمرونة تكتيكية عالية ومبتكرة أربكت الأنظمة الدفاعية المتطورة”، في إشارة واضحة إلى القدرات البحرية اليمنية التي نجحت في فرض ردع فعّال.

وأوضح التقرير أن الوضع في البحر الأحمر لم يعد يشبه الحروب التقليدية، بل بات ساحة تُدار فيها المبادرة من قبل صنعاء؛ ما دفع واشنطن إلى البحث عن حلول غير مسبوقة، أبرزها إطلاق ما سمَّاه “مبادرة الاختبار في البحر الأحمر”، التي تهدف إلى نشر زوارق سطحية غير مأهولة لأغراض المراقبة، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وحتى التشويش على الطائرات والصواريخ المسيّرة؛ بهَدفِ تقليل الخسائر البشرية والمادية.

وأشَارَ جولدن إلى أن البحر الأحمر يمثل “بيئة مثالية” لاختبار الأنظمة الجديدة نظرًا لوجود “خصم حقيقي وتحديات ميدانية فعلية”، مقترحًا استخدام الزوارق الذكية لمرافقة السفن التجارية، وإطلاق الإنذارات المبكرة، والتشويش على الصواريخ والطائرات المسيّرة، وحتى تعطيل الزوارق اليمنية عبر أدوات ميدانية مثل الشباك والسلاسل المعدنية؛ ما اعتبره مراقبون انعكاسًا لحالة الارتباك الأمريكي وخطوةً تُظهِر عجزًا عن مواجهة التكتيكات اليمنية بوسائل تقليدية.

واعترف التقرير ضمنيًّا بأن البحر الأحمر تحوّل إلى ساحة صراع يمني–أمريكي حقيقي، حَيثُ لم يعد مُجَـرّد ممر مائي استراتيجي، بل “ميدان حرب فعلي” تفرض فيه القوة البحرية اليمنية واقعًا جديدًا يُجبر الولايات المتحدة على مراجعة كامل استراتيجيتها البحرية.

كما أشار إلى أن واشنطن قد تسعى لتحويل “الواقع المفروض” إلى فرصة لاختبار أسلحتها البحرية الجديدة، على غرار ما جرى في أوكرانيا، مع إشراك دول المنطقة مثل مصر والسعوديّة تحت شعار “تعزيز أمن الملاحة”، رغم فشل مبادرات سابقة مثل “تحالف الازدهار” في تحقيق أهدافها.

وختم التقرير برسالة واضحة: لم يعد بإمْكَان الولايات المتحدة التعامل مع البحر الأحمر كمنطقة عبور آمنة، بل كاختبار حاسم لقدراتها العسكرية في مواجهة خصم استطاع أن يُحدث اختلالًا استراتيجيًّا في قلب الممرات الدولية قد يُعيد تعريف مفاهيم القوة البحرية في العقد المقبل.

المصدر: معهد البحرية الأمريكي

You might also like