كشفٌ أمريكيٌّ عن مهبط عسكري إماراتي سرّي في جزيرة يمنية للهيمنة على التحرّكات في البحر الأحمر
متابعات..|
كشف تقرير حديث صادر عن مجلة الحرب الطويلة “The Long War Journal” التابعة لمؤسّسة “الدفاع عن الديمقراطيات” الأمريكية (FDD)، عن مشروع إماراتي لإنشاء مهبط طائرات عسكري جديد في جزيرة زقر اليمنية الواقعة في البحر الأحمر، في خطوة تُعزّز النفوذ الإماراتي في أحد أكثر الممرات المائية حساسية استراتيجيًّا على مستوى العالم.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية، التي راجعتها وكالة أسوشيتد برس، وجود مدرج بطول نحو 2000 متر قيد الإنشاء في الجزيرة، التي تبعد حوالي 55 ميلًا جنوب ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة حكومة صنعاء.
وبدأ العمل في المشروع في إبريل 2025، وبحلول منتصف أُكتوبر من العام نفسه، كان التقدّم ملحوظًا، مع ظهور علامات واضحة للمدرج ورصيف بحري بطول 185 مترًا متّصلًا بمستودع لوجستي.
رغم غياب أي إعلان رسمي عن الجهة المنفّذة، تشير المعطيات إلى أن دولة الإمارات تقف وراء هذا المشروع، والتي تسيطر فعليًّا على جزيرة زقر.
وتكتسب الجزيرة أهميّة استراتيجية كبرى؛ إذ تقع في أرخبيل حنيش شمال مضيق باب المندب، ما يجعلها نقطة مراقبة مثالية للنشاط البحري الحوثي ومحاولات تهريب الأسلحة الإيرانية. ويشهد هذا الدور تجسيدًا عمليًّا؛ إذ تمكّنت قوات المقاومة الوطنية في يونيو 2025 من اعتراض شحنة أسلحة إيرانية ضخمة بلغ وزنها 750 طنًا كانت متجهة إلى الحوثيين، كما أسقطت طائرة مسيرة حوثية قرب الجزيرة في أغسطُس من العام نفسه.
ويأتي هذا التحَرّك في سياق توسع عسكري أوسع للإمارات في جنوب البحر الأحمر والقرن الإفريقي. ففي أرخبيل سقطرى، أنشأت أبوظبي مدارج طائرات في جزيرتَي عبد الكوري وسمحة، اللتين تتمتعان بموقع استراتيجي بين المحيط الهندي والبحر الأحمر. كما أقامت قواعد عسكرية في جزيرة ميون عند مدخل باب المندب منذ 2021، فضلًا عن منشآت لوجستية وعسكرية في مناطق يمنية وصومالية تابعة لحلفائها.
تقارير سابقة أشَارَت إلى تعاون استخباراتي إسرائيلي في سقطرى بالتنسيق مع الإمارات.
ويُعدّ هذا التوسع انعكاسًا لسعي الإمارات وحليفها كيان الاحتلال الصهيوني إلى ترسيخ دورهم كقوة بحرية وعسكرية مؤثرة في البحر الأحمر، من خلال شبكة من القواعد والمنشآت التي تتيح لهم الهيمنة على التحَرّكات البحرية.