متابعات..| 

حذّر البروفيسور دان بن دافيد، أُستاذ الاقتصاد في جامعة تل أبيب ورئيس معهد شوريش للبحوث الاجتماعية والاقتصادية، من أن كيانَ الاحتلال يواجه خطرًا وجوديًّا حقيقيًّا خلال العقود المقبلة، إذَا لم تؤدِّ الانتخابات القادمة إلى “تغيير عميق في بنية النظام السياسي والعام”.

وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، قال بن دافيد إنّ النقطة الجوهرية في النقاش الداخلي الإسرائيلي تتمحور حول سؤال وجودي: هل ستبقى الدولة بعد بضعة عقود؟ موضحًا أن “نصف أطفال (إسرائيل) يتلقون تعليمًا من مستوى العالم الثالث، وفي المستقبل لن يتمكّنوا من الحفاظ على اقتصاد متقدم أَو جيش قوي قادر على حماية الدولة”.

وانتقد الأكاديمي الإسرائيلي ما وصفه بـ”سطحية” المستشارين السياسيين في أحزاب المعارضة، الذين -بحسب قوله- يعيشون في عالم شعارات قديمة ويفكرون بمنطق المقاعد البرلمانية لا بمنطق الإنقاذ الوطني، مؤكّـدًا أن غياب الرؤية الاستراتيجية يجعلهم عاجزين عن مواجهة الانهيار الداخلي المتسارع.

وأشَارَ بن دافيد إلى أن «المجتمع الإسرائيلي يعاني متلازمة خطيرة من نوع “سيكون كُـلّ شيء على ما يرام”، رغم المؤشرات الكارثية التي تهدّد مستقبل الدولة»، داعيًا قادة المعارضة إلى تجاوز خلافاتهم الحزبية والتركيز على الملفات المصيرية، خُصُوصًا التعليم والاقتصاد ونظام الحكم.

وَأَضَـافَ أن (إسرائيل)، التي تمتلك “أسوأ نظام تعليمي في العالم المتقدم”، تحتاج إلى تحول جذري في هذا القطاع كخطوة أولى لإنقاذ مستقبلها، ثم إلى إصلاح نظام الحكم وسنّ دستور جديد يمنع الجماعات المتطرفة من السيطرة على القرار السياسي، ويضمن استقرار الدولة على المدى البعيد.

كما دعا الكاتب إلى تشكيل “مجموعة تركيز وطنية” من الخبراء لوضع خطة شاملة قبل الانتخابات القادمة، محذرًا من أن استمرار التنازع السياسي يشبه “القتال على كراسي سفينة تيتانيك الغارقة”، وأن الوقت المتبقي قبل الاستحقاق الانتخابي هو الفرصة الأخيرة لتصحيح المسار قبل فوات الأوان.

وختم مقاله بالتحذير من أن الصدمة التي يعيشها الإسرائيليون بعد الحرب الأخيرة قد تتحول إلى أزمة وجودية طويلة الأمد إن لم يتم التخلص من الطبقة السياسية الحالية -في الائتلاف والمعارضة على حَــدّ سواء- مؤكّـدًا أن الفشل في إحداث التغيير المطلوب “قد يجعل مستقبل الدولة مجهولًا أكثر من أي وقت مضى”.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت