معهد واشنطن: هل تملك دول الخليج بدائل غير الحماية الأمريكية..!
بعد الهجوم "الإسرائيلي" على قطر ..
متابعات..|
أعاد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة من حركة “حماس” في الدوحة خلال سبتمبر 2025 تسليط الضوء على هشاشة البيئة الأمنية في الشرق الأوسط، وأثار موجة من التساؤلات حول مدى جدوى الالتزامات الأمنية الأمريكية تجاه حلفائها الخليجيين…
ورغم تصاعد القلق في العواصم الخليجية، يؤكد تحليل لـ“معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” أن دول الخليج ما زالت تفتقر إلى بدائل حقيقية للدور الأمني الأمريكي، سواء عبر الصين أو روسيا أو الاتحاد الأوروبي، في ظل محدودية القدرات العسكرية لتلك القوى وضعف التزاماتها الاستراتيجية طويلة المدى.
ويشير التقرير إلى أن التجربة التاريخية أثبتت أن واشنطن تميل إلى التحرك العسكري أو الدبلوماسي الواسع فقط في حال وجود تهديدات كبرى تمس بقاء دولة أو توازن القوى الإقليمي، بينما تتعامل مع الهجمات المحدودة أو الفردية عبر القنوات الدبلوماسية أو من خلال الشركاء المحليين.
وهو ما يفسر، وفق المعهد، امتناع الولايات المتحدة عن الرد المباشر على بعض الهجمات السابقة في الخليج أو شبه الجزيرة الكورية.
ويستعرض التحليل أهمية الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، الذي يمتد عبر قواعد رئيسية في قطر والبحرين والكويت، ويشمل قدرات بحرية متقدمة، ومنظومات دفاع صاروخي، وتعاوناً استخباراتياً واسعاً، إضافة إلى برامج تدريب واستعداد وردع.
ويؤكد أن هذه البنية المعقدة لا يمكن تعويضها بسهولة أو استبدالها ببدائل محدودة مثل التعاون مع الصين أو روسيا أو حتى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن أن فكرة إنشاء تحالف إقليمي مستقل لا تزال بعيدة عن التحقق عملياً.
أما ردود الفعل الخليجية على الهجوم الأخير، فقد تميزت بمزيج من الغضب والمطالبة بضمانات أمنية أوضح وأقوى من واشنطن، في محاولة لإعادة تقييم الشراكة الأمنية معها.
ويشير معهد واشنطن إلى أن هذه المواقف تعبّر عن رغبة في تعزيز النفوذ والمكانة أكثر مما تعكس قطيعة أو تراجعاً في الولاء، إذ يدرك قادة المنطقة أن الولايات المتحدة تظل الجهة الوحيدة القادرة على تقديم مظلة أمنية موثوقة ومستدامة، مهما تعددت محاولات تنويع الخيارات.