قناة أمريكية: رغم اتّفاق غزة.. القرارُ اليمني يُبقِي النقلَ من وإلى (إسرائيل) خارج البحر الأحمر
متابعات..|
أفادت قناة «سي إن بي سي» الأمريكية بأن شركات الشحن العالمية لن تعود قريبًا إلى البحر الأحمر، رغم اتّفاق وقف إطلاق النار بين كيان الاحتلال وحماس، وذلك في ظل إعلان اليمن استمرار استهداف السفن في الممر المائي الحيوي حتى رفع «الحصار الكامل عن غزة».
ووفقًا لتقرير القناة، يرى خبراء النقل البحري أن الهُدنة لا تعني بالضرورة نهاية الهجمات، وأن الشركات لن تخاطر بأطقمها أَو سفنها ما لم تحصل على ضمانات أمنية واضحة وتعهدات غربية قوية بحماية الملاحة. كما أشاروا إلى أن تعقيدَ شبكات الشحن يجعل إعادة توجيه السفن عبر قناة السويس عملية طويلة ومكلفة قد تستغرق أشهرًا من التنسيق اللوجستي.
وحذّر التقرير من أن أية عودة متسرعة إلى الممر قد تتسبب بأزمة لوجستية عالمية؛ إذ يتوقع المحللون ازدحامًا شديدًا في الموانئ بمُجَـرّد استئناف الملاحة عبر المسار الأقصر؛ ما سيؤدي إلى اضطرابات في سلاسل الإمدَاد وارتفاع أسعار الشحن لعدة أشهر متتالية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “سي إنتليجنس” المختصة في الأبحاث البحرية، الآن مورفي، إنه لا توجد ضمانات بأن وقف إطلاق النار الأخير بين (إسرائيل) وحماس سيكون دائمًا، أَو أن يؤدي إلى إنهاء الصراع في غزة.
أيضًا ومجدَّدًا، أكّـدت شركة “ميرسك” الدنماركية للشحن البحري -المتعاملة مع كيان الاحتلال- في بيان جديد اليوم، استمرارَها في تجنّب توجيه سفنها عبر ممرات البحر الأحمر ومضيق باب المندب، رغم التوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رابطةً أمنَ الملاحة في البحر الأحمر بتحقيق السلام الإقليمي الشامل.
وأعربت أمس عن أملها في أن يُشكّل اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة “خطوةً أولى نحو إنهاء الصراع وتحقيق سلام دائم”، مؤكّـدة أن استقرار الأوضاع في المنطقة سينعكس إيجابًا على أمن الملاحة البحرية.
وأوضح الموقع أن تلك المخاوف دفعت أكثر من 70 % من السفن المرخَّصة هذا العام إلى تغيير أعلامها، وأكثر من 20 % غيّرت أعلامها مرتين، و7 % غيّرت أعلامها ثلاث مرات أو أكثر، في مؤشر يعكس مدى فاعلية هجمات اليمن على الملاحة (الإسرائيلية) والمتعاملة معها في المنطقة.
وأشَارَت الشركة إلى وجود “صلة واضحة” بين عمليات الجيش اليمني في مضيق باب المندب وخليج عدن والبحرَين الأحمر والعربي والتطورات الميدانية في قطاع غزة، لكنها حذّرت من أن “من السابق لأوانه تقييم مدى تأثير التطورات السياسية الحالية على الوضع الأمني في البحر الأحمر”، داعية إلى مراقبة الوضع عن كثب قبل اتِّخاذ أية قرارات تشغيلية جديدة.
وفي موضوع موازٍ، كشف موقع لويدز ليست البريطاني المتخصص في شؤون الشحن، أن تأثير العمليات اليمنية البحرية ما يزال مستمرًّا على سفن الشركات المتعاونة مع الاحتلال وتخشى العبور في البحر الأحمر، رغم بدء تنفيذ اتفاق غزة.
كذلك أكَّــد موقع “تريد ويندز” المتخصص في الشؤون البحرية أن شركات التأمين الدولية ترفض حَـاليًّا خفض أسعار بوليصات التأمين على السفن العابرة للبحر الأحمر وخليج عدن، مشترطةً التأكّـد من استقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة كمُعدٍّ أَسَاسي لأي تعديل في التكاليف.
كما رجّح الخبراء أن الفائض في عدد السفن المتوقع خلال الأعوام المقبلة سيؤدي لاحقًا إلى انخفاض أسعار الشحن بحلول عام 2028، في حين تظل شركات مثل MSC وCMA CGM وZIM الأكثر جاهزية للعودة عند تحسن الأوضاع، لكن من غير المرجّح أن يحدث ذلك قبل النصف الثاني من عام 2026.