تحليلٌ لمجلة أمريكية شهيرة يشكّك في اتّفاق غزة ويصفه بـ”الفجر الكاذب”
متابعات..|
في ظلّ ترحيب دولي حَذِرٍ، أعلنت المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الصهيوني هذا الأسبوع موافقتَهما على المرحلة الأولى من اتّفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، بعد عدوان مدمّـرة استمرت عامين. غير أن مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية اعتبرت أن هذا الاتّفاقَ قد لا يكونَ أكثرَ من “فجر كاذب” جديد.
وفي تحليل كتبه الباحث ليون هادار، حذّر الموقع من هشاشة التفاهم الحالي، مُشيرًا إلى أنه يواجه ذات “الاختلالات البنيوية” التي أطاحت باتّفاق يناير الماضي، والذي انهار بعد 58 يومًا فقط من توقيعه.
وأوضح هادار أن جوهرَ الأزمة يكمن في غموض تفسير البنود: فبينما تعتبر “إسرائيل” الاتّفاق هُدنة مؤقتة مشروطة بنزع سلاح حماس، ترى الحركة أنه خطوة نحو وقف دائم للعدوان وتمهيد لحكم ذاتي فلسطيني، ما يعيد إنتاج التناقضات التي أفشلت كُـلّ المحاولات السابقة.
ويشير التحليل إلى تبدّل في الموقف الأميركي؛ إذ تتبنّى إدارة ترامب نهجًا أكثر ضغطًا على حماس، عبر خطة من 20 نقطة تتضمّن إنشاء “مجلس سلام” بإشراف دولي. ومع ذلك، يحذّر الكاتب من تجاهل البعد الإقليمي، مؤكّـدًا أن مصير الاتّفاق سيتحدّد بناءً على مواقف مصر وقطر والسعوديّة، إضافة إلى إيران التي قد تنظر إلى التهدئة إمّا كفرصة، أَو كانتكاسة استراتيجية.
كما يرى هادار أن إعادة إعمار غزة لن تتحقّق ما لم يُرفع الحصار وتُفتح المعابر أمام مواد البناء والمعدات، وهو ما ترفضه “إسرائيل” بذريعة أمنية، فيما يفاقم غياب آلية رقابة دولية واضحة احتمالات انهيار الاتّفاق.
ويخلص المقال إلى أن الاتّفاق الجديد قد يساهم في إطلاق الأسرى وتخفيف الأزمة الإنسانية، لكنه لن يضع حدًا جذريًّا للصراع إلا إذَا أدرك الطرفان أن التعايش التفاوضي أجدى من التنافس العسكري، وإلى أن يحدث ذلك -يقول الكاتب- ستظل كُـلّ اتّفاقات الهدنة مُجَـرّد محطات مؤقتة على طريق صراع طويل.