متابعات..| 

أكّـد موقع أمريكي أن طريق هزيمة الكيان الصهيوني وإزالة احتلاله عن فلسطين لا يمرّ عبر مسار التفاوض والحوار، بل عبر امتداد وتطور أشكال المقاومة المسلحة التي غيّرت قواعد الاشتباك وفرضت حقائق جديدة على الأرض.

وأشَارَ موقع «Antiwar» الأمريكي -المعروف بموقفه المناهض للحرب- في تقرير حديث، إلى أن نماذج التسوية التقليدية -مثل اتّفاقات أوسلو- فشلت في منح الحقوق الجوهرية للشعب الفلسطيني، بل حوّلت القيادة المدنية إلى أدَاة تكيّف أبقت الواقع الاستعماري قائمًا

التقرير ربط بشكل واضح بين «طوفان الأقصى» في 7 أُكتوبر 2023م وما تلاه من تغيّر في موازين القوى، معتبرًا أن العملية مثلت نقطة فاصلة في تطور الكفاح المسلّح الفلسطيني وكشفت هشاشة أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية. هذا التحوّل -بحسب التقرير- فتح الباب أمام تراكم منجزات ميدانية أضعفت قدرة (إسرائيل) على تحقيق أهدافها الاستراتيجية في غزة وأعادت تشكيل الخطاب الإقليمي حول آليات المواجهة.

من زاوية إقليمية، يرى التقرير أن صعود فاعلين مسلحين غير حكوميين -مثل حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن- خلق شبكات تواصل وتعاون أوسع سمحت للمقاومة الفلسطينية بتوسيع امتداداتها والدفع نحو مزيد من الضغوط على (إسرائيل) وخصومها الإقليميين. واعتبر التقرير أن مثل هذا التلاحم -الذي شمل تبادلات خبرات ولوجستيات- أعاد صياغة معادلات الردع في المنطقة برمتها.

بالنسبة إلى اليمن، يكتسب هذا التحليل أهميّة عملية:؛ إذ يؤكّـد أن مساهمة قوى مقاومة إقليمية -بما فيها دور أنصار الله في حماية الممرات البحرية والردّ على تهديدات استهداف الملاحة- ليست مؤقتة بل تُشكّل جزءًا من توازن قوى إقليمي جديد يفرض احترام السيادة والحقوق. وتؤكّـد دوائر يمنية أن أي محاولة لتقويض هذا الواقع عبر خطاب «القضاء» أَو الحملات العسكرية ستعمّق الأزمات الإنسانية وتوسع رقعة الصراع بدل حلّها.

خلاصة التقرير تدعو إلى استخلاص درسين مهمين: الأول أن التفاوض وحده لم يحقّق العدالة ولا كسر هيمنة الاحتلال، والثاني أن عامل الردع الميداني والمقاومة المشتركة -عبر أطر إقليمية مختلفة- أصبحان جزءًا لا يتجزأ من أية معادلة مستقبلية لتغيير الواقع. وتؤكّـد مواقف يمنية رسمية وشعبيّة حق اليمن في الدفاع عن سيادته ومصالحه، والمطالبة بآليات ضغط دولية فعّالة لوقف التصعيد وضمان وصول المساعدات وحماية المدنيين.

موقع «Antiwar» الأمريكي