مجلة إيطالية: “برلمان الجولاني” مسرحية جديدة بذقون لامعة بدهان أمريكي “إسرائيلي”
متابعات..|
وصفت مجلةُ Il Faro sul Mondo الإيطالية الانتخابات البرلمانية المحلية التي جرت مؤخّرًا في شمال سوريا بأنها “خدعة سياسية جديدة” تهدف لترسيخ سلطة تنظيمات متطرفة تتستر خلف واجهات مدنية، مؤكّـدة أن ما جرى لا يرقى لمستوى العملية الديمقراطية، بل يُعد تكريسًا لسلطة الأمر الواقع المفروضة بقوة السلاح.
وأشَارَت المجلة إلى أن “هيئة تحرير الشام” بقيادة أبي محمد الجولاني، تسيطر بالكامل على العملية الانتخابية، حَيثُ تم انتقاء المرشحين بعناية لخدمة أجندات التنظيم، وتم تعيين 70 نائبًا بشكل مباشر، في خطوة تُفرغ البرلمان من دوره التشريعي وتحوله إلى واجهة لتبرير القرارات المعدة سلفًا.
وأكّـدت المجلة أن ما يسمى بـ”الانتخابات” التي شارك فيها نحو 6 آلاف شخص تم توصيفهم بأنهم من “النخب وممثلي المجتمع”، ليست سوى عرض دعائي هدفه تلميع صورة الحكم القائم في إدلب، تمهيدًا للحصول على اعتراف دولي، رغم ارتباطه المباشر بجماعات مصنفة إرهابية.
واعتبرت أن هذه الخطوة –رغم محاولات أمريكا وَ(إسرائيل) شرعنتها دوليًّا– لا تعمّق فقط أزمة الشرعية في سوريا، بل تهدّد أَيْـضًا مستقبل الحل السياسي، وتعيد إنتاج مشاريع التقسيم والوَصاية الأجنبية، عبر أدوات محلية تم إعدادها خصيصًا لهذا الدور.
اليمن الحر: نموذج السيادة مقابل مشاريع الوَصاية
وتعليقًا على ذلك، يرى مراقبون أن ما يجري في الشمال السوري يعكس تكرارًا لنموذج الشرعيات المصطنعة المدعومة من الخارج، على غرار محاولات فرض كيانات سياسية جنوب اليمن بمعزل عن الإرادَة الوطنية الجامعة.
في المقابل، تُقدَّمُ صنعاءُ اليوم كحالة مغايرة، استطاعت أن تبنيَ مؤسّساتها بعيدًا عن الوصاية والاحتلال، مستندة إلى إرادَة شعبيّة حقيقية ومسار مقاوِم، في حين تتورط بعض القوى في مشاريع تفصيل “برلمانات” ومجالس نيابية على مقاس الفصائل المسلحة، لتبرير وجودها السياسي والعسكري في مناطق النفوذ الأجنبي.