نيويورك تايمز: انسحاب ديمقراطيين من “أيباك” يعكس تحوّلًا عميقًا في موقف الكونغرس من (إسرائيل)
متابعات..|
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير موسع عن تصدّع غير مسبوق في الدعم الأمريكي التقليدي للاحتلال الإسرائيلي داخل أروقة الكونغرس، مؤكّـدة أن انسحاب عدد من النواب الديمقراطيين من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) يُعد تحولًا واسع النطاق في السياسة الأمريكية تجاه “إسرائيل”.
ووفقًا للتقرير، فإن هذا التحوّل يأتي في سياق انتقادات متزايدة لجرائم الحرب والانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، وازدياد وعي الناخبين الأمريكيين، لا سِـيَّـما الديمقراطيين، بالمعاناة الفلسطينية جراء العدوان المتواصل.
وأشَارَت الصحيفة إلى أن الانسحاب “الهادئ” من أيباك شمل شخصيات بارزة كانت تعتمد تاريخيًّا على دعم اللوبي الإسرائيلي في حملاتها الانتخابية؛ مما يعكس تغيّرًا جذريًّا في الأولويات السياسية والإنسانية لدى هذه الشخصيات، أبرزهم النائبة ماكسين ديكستر التي دعت إلى وقف تصدير الأسلحة الهجومية لـ”إسرائيل”، والنائب مورغان ماكغارفي وآخرون أعلنوا رفضهم لتبرعات أيباك.
كما لفت التقرير إلى تراجع واضح في عدد الديمقراطيين المشاركين في الرحلة السنوية التي تنظمها أيباك إلى (إسرائيل)، والتي لطالما اعتُبرت وسيلة رئيسية لتوجيه مواقف المشرّعين الجدد وتشكيل انحيازهم الدائم لصالح الاحتلال.
وبينما تستمر أيباك في شنّ حملات ضد الأصوات المؤيدة للحقوق الفلسطينية داخل الكونغرس، مثل النائبين جمال بومان وكوري بوش، فإن جماعة “جي ستريت” – ذات التوجّـه الداعم لحل الدولتين والمنتقدة للسياسات الإسرائيلية – تشهد توسعًا في نفوذها، بدعم متزايد من نواب ديمقراطيين يطالبون بوقف الانتهاكات وضمان المساعدات الإنسانية لغزة.
وأكّـد التقرير أن هذا التغير لا ينفصل عن التحولات في الرأي العام الأمريكي، حَيثُ أظهر استطلاع للرأي أن معظم الناخبين الديمقراطيين باتوا أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين، في ظل استمرار مشاهد المجازر والحصار على القطاع.
وأشَارَ رئيس “جي ستريت”، جيريمي بن عامي، إلى أن المشهد السياسي الأمريكي تجاه “إسرائيل” يمر بـ”نقطة تحوّل تاريخية”، معتبرًا أن تجاهل أيباك للانتقادات الدولية والأمريكية لسياسات الاحتلال يزيد من عزلتها ويفقدها ثقلها الأخلاقي والسياسي.
وتختم نيويورك تايمز بأن الكونغرس، خَاصَّة الجناح الديمقراطي، يعيش لحظة إعادة تعريف للعلاقة مع “إسرائيل”، في ظل تصاعد الأصوات الداعية لوقف المساعدات العسكرية، ووضع حَــدّ للإفلات من العقاب الذي لطالما تمتّعت به حكومة الاحتلال، رغم تصاعد جرائمها بحق الفلسطينيين.