متابعات..|

في خطوة مثيرة للجدل وغير مسبوقة منذ عقود، كشف محرّر صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الصهيونية، ديفيد هوروفيتس، عن تفاصيل زيارة نادرة إلى العاصمة السورية دمشق، أجراها منتصف سبتمبر الجاري ضمن وفد يضم شخصيات يهودية أمريكية، بدعوة رسمية من وزارة الخارجية السورية التابعة للنظام الجديد بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

وفي تقرير موسّع نشرته الصحيفة الإسرائيلية، وصف هوروفيتس الرحلة التي استمرت 48 ساعة بأنها “سريالية”، مُشيرًا إلى أنه دخل سوريا بجواز سفر بريطاني، رغم كونه مقيمًا في (إسرائيل) ومحرّرا لصحيفة ناطقة باسمها.

الوفد، الذي تشكل بمبادرة من الحاخام الأمريكي آشر لوباتين، ضم شخصيات من أصول يهودية، وهدف إلى ما وصفه بـ”بناء جسور بين المجتمع اليهودي وسوريا الجديدة”، في إشارة إلى المرحلة السياسية التي تلت إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

وقال هوروفيتس إن الدعوة جاءت بتنسيق رسمي من الخارجية السورية، التي رحبت بالوفد وقدّمت له ترتيبات خَاصَّة عند الوصول، تضمنت استقبالًا رسميًّا في قاعة كبار الشخصيات بمطار دمشق الدولي، رغم أن أحد أعضاء الوفد كان يحمل تأشيرة إسرائيلية في جواز سفره الأمريكي.

وأشَارَ إلى أن الزيارة مرّت دون اعتراضات أمنية أَو سياسية، رغم الحساسيات الشديدة التي تحكم العلاقة بين سوريا و(إسرائيل)، مشدّدًا على أن المسؤولين السوريين تعاملوا بـ”ترحاب واضح” مع الوفد الذي لم يُخفِ هويته الدينية أَو خلفياته.

وفي تعليقه على الموقف السوري الجديد، نقل هوروفيتس عن أحد المسؤولين الحكوميين قوله: “إذا لم ننجح، فإن سوريا ستزول“، في تعبير عن حجم التحديات التي تواجه النظام الجديد بعد سنوات الحرب والانهيار السياسي.

تجدر الإشارة إلى أن الجولاني الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، كان في السابق شخصية مصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية، حَيثُ رُصدت مكافأة مالية كبيرة للقبض عليه، قبل أن يعترف به المجتمع الدولي لاحقًا بعد فرضه السيطرة على دمشق في نهاية عام 2024.

وتُعد زيارة وفد يهودي بهذا الحجم، يضم صحافيًا إسرائيليًا بارزًا، تطورًا نوعيًا في العلاقات غير الرسمية بين دمشق وكيان الاحتلال، وسط تساؤلات عن اتّجاهات السياسة الخارجية السورية في عهد الشرع، ومستقبل الصراع في المنطقة.

صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الصهيونية