كل ما يجري من حولك

تحَرّكاتٌ للأطراف الموالية للتحالف استعداداً لمعركة برية ضد صنعاءَ نيابةً عن “إسرائيل”

383

متابعات..|

كشفت مصادرُ مطلعةٌ عن تحَرّكات عسكرية وسياسية تقودها الولايات المتحدة والإمارات لإعادة ترتيب الفصائل المسلحة التابعة لحكومة التحالف في اليمن، استعداداً لفتح جبهة برية ضد القوات المسلحة التابعة لحكومة صنعاء، التي تواصل عملياتها العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وأكّـدت المصادر أن لجنة مشتركة أمريكية-إماراتية بدأت مهامها بالإشراف على إعادة هيكلة الفصائل المتعددة التابعة لحكومة التحالف، وعلى رأسها ألوية العمالقة، وقوات الانتقالي، وقوات المقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح، تمهيداً للدفع بها إلى معركة مباشرة ضد صنعاء، بعد فشل القصف الجوي والبحري والحصار الاقتصادي في ردعها.

وتواجه هذه الخطة معارضة داخلية من قيادات سلفية بارزة في “العمالقة” والفصائل السلفية الأُخرى، رفضت الانخراط في معركة تُوصف بأنها “لخدمة المشروع الإسرائيلي”، مشدّدة على أن القتال ضد صنعاء في هذا السياق يمثل “خيانة دينية ووطنية”.

وفي السياق ذاته، يسعى طارق صالح، قائد ما يسمى “قوات المقاومة الوطنية”، لتقديم نفسه كخيار مفضل لقيادة هذه الفصائل تحت إشراف اللجنة الأمريكية الإماراتية، في ظل حالة انقسام وحياد داخل بعض التشكيلات المسلحة.

سياسيًّا، تشير المصادر إلى تصاعد الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي، وسط تحَرّكات من عيدروس الزبيدي لتعزيز موقعه على حساب رئيس المجلس رشاد العليمي، حَيثُ كشفت لقاءات مع السفير الأمريكي في الرياض مؤخّراً عن توجّـه أمريكي لدعم الزبيدي في المرحلة المقبلة.

تأتي هذه الترتيبات في ظل فشل واشنطن وتل أبيب ولندن في تحقيق أهدافها العسكرية في اليمن، خُصُوصاً بعد تصاعد الهجمات اليمنية على العمق الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيّرة، واستمرار فرض الحصار البحري من قبل قوات صنعاء، في إطار دعمها العلني والمتصاعد للمقاومة في غزة.

وكشفت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير تحليلي موسّع، مؤخرًا، أن كيان الاحتلال الإسرائيلي بات يجد نفسه وحيدًا في مواجهة خطر المسيّرات والصواريخ اليمنية، في ظل ما وصفته الصحيفة بـ”غياب الدعم الأمريكي”، ما دفعه للبحث عن “استراتيجيات بديلة وإبداعية” للتعامل مع هذا التهديد المتصاعد من اليمن.

وفي التقرير الذي نُشر، يوم الاثنين الفائت، بقلم الصحفي “زفي بارئيل”، أكّـدت الصحيفة أن (إسرائيل) تعمل على تطوير أساليب غير تقليدية للتعامل مع حركة “أنصار الله”، من بينها محاولات لتأليب البيئة اليمنية في مناطق نفوذ الحركة، والتحريض الداخلي، في خطوة تهدف إلى إحداث تفكك اجتماعي يدفع نحو انتفاضة ضد الحركة.

وأشَارَ التقرير إلى أن من بين المقاربات المطروحة، بناء “منظومة شبكية من الجواسيس والعملاء”، رغم التحديات الكبيرة المرتبطة بالعمل الميداني في اليمن، وضرورة تجنيد عناصر يجيدون اللهجة المحلية وقادرين على الاندماج الكامل في المجتمع اليمني.

ووفق التقرير، تعتبر تل أبيب أن الحوثيين “ليسوا ذراعًا ولا وكيلًا لدولة ثالثة”، وهو ما يعكس قلقًا أمنيًّا متزايدًا من استقلالية القرار لدى “أنصار الله” وصعوبة احتوائهم ضمن الوسائل التقليدية التي اعتاد الغرب اللجوء إليها في مناطق الصراع.

وأضافت الصحيفة أن المؤسّسة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية باتت تستحضر حقيقة أن اليمن واحدة من أفقر دول العالم، وأن تردّي الوضع الاقتصادي والمعيشي قد يُستغل في مسار التحريض الداخلي ضد “أنصار الله”، معتبرة أن “تعكير مزاج اليمنيين”، كما ورد في التقرير، قد يدفعهم للاحتجاج ضد سلطات صنعاء، بما يصبّ في مصلحة تل أبيب وحلفائها الإقليميين.

جهات يمنية تُظهر استعدادها للتحالف مع (إسرائيل)

وفي السياق ذاته، أشار التقريرُ إلى أن بعض القوى اليمنية أبدت استعدادًا للتحالف مع (إسرائيل) علنًا، مشترطةً توفيرَ الدعم والتمويل، ومنها ما يُعرَفُ بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، و”ألوية العمالقة” ذات التوجّـه السلفي، إضافة إلى القوات التي يقودها طارق صالح، وكلها قوى مشكَّلةٌ ومموَّلةً إماراتيًّا.

ولفتت الصحيفة إلى أن عميل الموساد المعروف إعلاميًا “إيدي كوهين” أجرى زيارات ميدانية مؤخّراً إلى عدن والمخاء، والتقى قيادات بارزة من “الانتقالي” وقوات طارق، بالإضافة إلى مسؤولين في حكومة المعيَّنة من السعودية، وعلى رأسهم وزير الدفاع.

وفي ما اعتبره مراقبون “صدمة سياسية”، كشفت الصحيفة عن مؤشرات على انفتاح محتمل من حزب “الإصلاح” اليمني نحو كيان الاحتلال، حَيثُ نقلت تصريحات لقيادي إصلاحي بارز هو محمد ناصر الحزمي، أبدى فيها استعداد الحزب للتحالف مع “أي طرف يعادي الحوثيين”، في إشارة ضمنية لـ(إسرائيل).

وتأتي هذه التطورات في وقت تؤكّـد فيه صنعاء أن دعم الاحتلال الإسرائيلي لقوى يمنية منخرطة في الحرب، يكشف طبيعة الصراع الجارية، ويوضح الأجندات الخارجية التي تسعى لإضعاف اليمن وتفكيك نسيجه الاجتماعي والسياسي.

صحيفة “هآرتس” العبرية

You might also like