كل ما يجري من حولك

ذي كريدل: الولايات المتحدة تستبدل الاستقرار بالحرب على “السيادة العربية”

بدلاً من "حرب الإرهاب" تحوّلت واشنطن لتفكيك الدول بواسطة إسرائيل

259

متابعات..|

تستبدل واشنطن الاستقرار الذي كان قائماً في الشرق الأوسط بعد أحداث 11 سبتمبر بالفوضى، من خلال سياسة جديدة تمكّن إسرائيل وتضعف السيادة العربية.

لقد أوقفت واشنطن استراتيجيتها الطويلة التي كانت تهدف لموازنة القوى الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط لتحل محلها سياسة زعزعة الاستقرار عبر دعم كامل لإسرائيل على الصعد العسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية…

وبينما كانت السنوات التي أعقبت 11 سبتمبر تتمحور حول تغيير الأنظمة وبناء الدول، أصبحت اليوم السياسة الأمريكية تتجه نحو تفكيك الدول وتآكل مؤسسات الحكم.

 

ويظهر هذا التحول بوضوح في جرأة إسرائيل المتزايدة، وامتداد اعتداءاتها على مختلف أقاليم الخارطة العربية والتي من المتوقع ان تتمدد وتتزايد .

 

ووصف مسؤول في إدارة بايدن، آموس هوكشتاين، تل أبيب بأنها “الهيمنة العسكرية المطلقة في الشرق الأوسط”.

 

وخلال أيام قليلة، شنت إسرائيل ضربات على غزة ولبنان وسوريا واليمن، ولأول مرة استهدفت قطر المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي تستضيف احد أهم قواعد واشنطن العسكرية.

 

والمؤكد ان إسرائيل ليست قوة مستقلة، بل امتداد للسياسة الأميركية والغربية وتعتمد على واشنطن لاستمرار وجودها، كما ظهر في الحرب التي استمرت 12 يومًا ضد إيران.

 

ولا تبدو دول عربية كبرى وحتى تركيا بصدد مواجهة إسرائيل، لأنها تدرك ان إسرائيل ذراع لواشنطن فصواريخها أمريكية وتعتمد على الأقمار الصناعية الأمريكية وواشنطن هي تزود طائرتها في الجو بالوقود.

 

وقبل ذلك تعتمد إسرائيل في منظومتها الدفاعية الصاروخية على المنظومات الأمريكية فخلال الحرب مع إيران، استهلكت إسرائيل وواشنطن مخزونات كبيرة من الصواريخ الأمريكية والكثير منها مخصصة أصلاً للدفاع عن تايوان.

 

وقد أكد مسؤولون أمريكيون سابقون أن إسرائيل تعمل كامتداد للسياسات الأمريكية والغربية في تفكيك المنطقة، لأداء “العمل القذر” نيابة عنهم كما صرح المستشار الألماني مرز.

 

ويمثل وجود دول عربية قوية تهديدًا لإسرائيل، كما صرّح بذلك المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان “توم باراك” الذي قال إن هياكل الحكم العربية القوية تهديدٌ لإسرائيل”.

 

وعلى حساب السيادة العربية والاستقرار الإقليمي تعطي واشنطن أولوية لحرية التحرك الإسرائيلي العسكري المنفلت لتفكيك المنطقة .

 

ضربة الدوحة نقطة تحول

“بدت ملامح السياسة الامريكية الجديدة في المنطقة جلية خلال الأعوام الأخيرة وعنوانها العريض “إضعاف وتفكيك الدول العربية لصالح التفوق العسكري المطلق لإسرائيل”

وعلى الرغم مما سبق القصف الإسرائيلي لوفد حماس في الدوحة من ضرب إسرائيلي امتد من غزة إلى لبنان فسوريا واليمن إلا أن قصف العاصمة القطرية في 9 سبتمبر 2025 شكل تصعيدًا خطيرًا وتحولاً ديموغرافياً في الاستراتيجية الامريكية في الشرق الأوسط.

 

وعلى الرغم من الادعاءات الأمريكية والتباكي على الحليف القطري والوعود له بعد تكرار هذا التهور الإسرائيلي إلا ان موقف ترامب المعلن وغير المعلن يشي برغبة أمريكية في إخضاع دولٍ عربيةٍ جديدة بما فيها دول الخليج للذراع الإسرائيلية المنفلتة .

 

من الاستقرار إلى الفوضى

 

سوريا ولبنان مثالان على (السياسة الأمريكية الإسرائيلية) الجديدة التي تتضمن دول شبه محكومة، محرومة من سيادتها، تعاني أزمات داخلية وخارجية، ومعرضة لقصف إسرائيلي انتقائي مستمر.

 

الهدف الأمريكي لم يعد الانتصار العسكري، بل شل الدول وتعطيل الحكم والأمن والدبلوماسية ، واتبعت الدول الأوروبية ذات النهج، فوسّعت دولٌ مثل فرنسا وبريطانيا وحتى ألمانيا صادرات الأسلحة لإسرائيل رغم إدعاءات حظر تصديرها إلى إسرائيل بسبب الجرائم التي ترتكبها في غزة.

 

المصدر: موقع مجلة “ذا كريدل

You might also like