كل ما يجري من حولك

“هآرتس” العبرية: (إسرائيل) تخطِّط لتأليب البيئة اليمنية ضد الحوثيين بالجواسيس وتحريك العملاءَ للقتال نيابةً عنها

244

متابعات..|

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير تحليلي موسّع، أن كيان الاحتلال الإسرائيلي بات يجد نفسه وحيدًا في مواجهة خطر المسيّرات والصواريخ اليمنية، في ظل ما وصفته الصحيفة بـ”غياب الدعم الأمريكي”، ما دفعه للبحث عن “استراتيجيات بديلة وإبداعية” للتعامل مع هذا التهديد المتصاعد من اليمن.

وفي التقرير الذي نُشر، يوم الاثنين، بقلم الصحفي “زفي بارئيل”، أكّـدت الصحيفة أن (إسرائيل) تعمل على تطوير أساليب غير تقليدية للتعامل مع حركة “أنصار الله”، من بينها محاولات لتأليب البيئة اليمنية في مناطق نفوذ الحركة، والتحريض الداخلي، في خطوة تهدف إلى إحداث تفكك اجتماعي يدفع نحو انتفاضة ضد الحركة.

وأشَارَ التقرير إلى أن من بين المقاربات المطروحة، بناء “منظومة شبكية من الجواسيس والعملاء”، رغم التحديات الكبيرة المرتبطة بالعمل الميداني في اليمن، وضرورة تجنيد عناصر يجيدون اللهجة المحلية وقادرين على الاندماج الكامل في المجتمع اليمني.

ووفق التقرير، تعتبر تل أبيب أن الحوثيين “ليسوا ذراعًا ولا وكيلًا لدولة ثالثة”، وهو ما يعكس قلقًا أمنيًّا متزايدًا من استقلالية القرار لدى “أنصار الله” وصعوبة احتوائهم ضمن الوسائل التقليدية التي اعتاد الغرب اللجوء إليها في مناطق الصراع.

وأضافت الصحيفة أن المؤسّسة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية باتت تستحضر حقيقة أن اليمن واحدة من أفقر دول العالم، وأن تردّي الوضع الاقتصادي والمعيشي قد يُستغل في مسار التحريض الداخلي ضد “أنصار الله”، معتبرة أن “تعكير مزاج اليمنيين”، كما ورد في التقرير، قد يدفعهم للاحتجاج ضد سلطات صنعاء، بما يصبّ في مصلحة تل أبيب وحلفائها الإقليميين.

جهات يمنية تُظهر استعدادها للتحالف مع (إسرائيل)

وفي السياق ذاته، أشار التقريرُ إلى أن بعض القوى اليمنية أبدت استعدادًا للتحالف مع (إسرائيل) علنًا، مشترطةً توفيرَ الدعم والتمويل، ومنها ما يُعرَفُ بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، و”ألوية العمالقة” ذات التوجّـه السلفي، إضافة إلى القوات التي يقودها طارق صالح، وكلها قوى مشكَّلةٌ ومموَّلةً إماراتيًّا.

ولفتت الصحيفة إلى أن عميل الموساد المعروف إعلاميًا “إيدي كوهين” أجرى زيارات ميدانية مؤخّراً إلى عدن والمخاء، والتقى قيادات بارزة من “الانتقالي” وقوات طارق، بالإضافة إلى مسؤولين في حكومة المعيَّنة من السعودية، وعلى رأسهم وزير الدفاع.

وفي ما اعتبره مراقبون “صدمة سياسية”، كشفت الصحيفة عن مؤشرات على انفتاح محتمل من حزب “الإصلاح” اليمني نحو كيان الاحتلال، حَيثُ نقلت تصريحات لقيادي إصلاحي بارز هو محمد ناصر الحزمي، أبدى فيها استعداد الحزب للتحالف مع “أي طرف يعادي الحوثيين”، في إشارة ضمنية لـ(إسرائيل).

وتأتي هذه التطورات في وقت تؤكّـد فيه صنعاء أن دعم الاحتلال الإسرائيلي لقوى يمنية منخرطة في الحرب، يكشف طبيعة الصراع الجارية، ويوضح الأجندات الخارجية التي تسعى لإضعاف اليمن وتفكيك نسيجه الاجتماعي والسياسي.

صحيفة “هآرتس” العبرية

You might also like