كل ما يجري من حولك

موقع بريطاني: نصف مليار يورو دعم أُورُوبي لشركات عسكرية “إسرائيلية” منذ بدء العدوان على غزة

209

كشف موقع “ذا جراي زون” البريطاني المستقل، في تقرير استقصائي نُشر في 30 أغسطُس الماضي، أن الاتّحاد الأُورُوبي قدّم ما يقارب 475 مليون يورو لشركات تكنولوجية إسرائيلية منذ أُكتوبر 2023، في إطار برنامج “هورايزون” للتمويل البحثي، رغم الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها (إسرائيل) في قطاع غزة.

وأوضح التقرير أن أغلب هذه الشركات، التي يُدار جزء كبير منها من قبل ضباط وجنود سابقين في جيش الاحتلال، تُعدّ جزءًا لا يتجزأ من البنية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وتشارك مباشرة في تطوير تقنيات تُستخدم ضد الفلسطينيين، بما في ذلك أنظمة المراقبة، والطائرات المسيّرة، وبرمجيات التحليل الاستخباري.

وأشَارَ الموقع إلى أن إسرائيل، التي وصفها بـ”الخلية الإرهابية المتطورة تقنيًا”، تُوظف العلم والتكنولوجيا كأدَاة من أدوات القوة الناعمة لشرعنة احتلالها وسياساتها العنصرية، في حين يُستخدم التمويل الأُورُوبي لدعم قطاع يُشكّل “جوهرة التاج” في اقتصاد الكيان، ويُدرّ مليارات الدولارات على الدولة العبرية.

ومنذ أُكتوبر 2023، حصلت 348 شركة ومُبادرة بحثية إسرائيلية على منح من “هورايزون”، بينها معهد “وايزمان للعلوم” الذي تلقّى وحده أكثر من 250 مليون يورو، بالرغم من تعاونه مع شركات أسلحة كبرى مثل “رافائيل” و”إلبيت سيستمز”، واستضافته لبرامج تدريب عسكرية للجنود المتهمين بارتكاب جرائم حرب.

كما كشف التقرير أن جامعة “التخنيون” حصلت على 316 مليون يورو، وساهمت بشكل مباشر في تطوير طائرات مُسيّرة استُخدمت في قصف غزة، بينما حصلت جامعات “العبرية”، و”تل أبيب”، و”بار إيلان”، و”بن غوريون” مجتمعة على أكثر من 1. 5 مليار يورو، وتضم بعضها أقسامًا أكاديمية متخصصة في “الأمن والتسلح” و”الدفاع الداخلي” بالشراكة مع صناعة السلاح.

وأكّـد الموقع أن تمويل الاتّحاد الأُورُوبي يشمل أَيْـضًا كيانات مثل “الهيئة الإسرائيلية للابتكار” (IIA)، و”IBM إسرائيل”، التي تُطور أنظمة رقابة إلكترونية تُستخدم على الحواجز ضد الفلسطينيين، إضافة إلى شركات ناشئة مثل SpacePharma وCodium وNeuroKaire، يقودها ضباط احتياط شاركوا في عمليات عسكرية في الأراضي الفلسطينية.

ورغم أن برنامج “هورايزون” يُفترض أن يكون مخصصًا للأغراض المدنية فقط، فإن التقرير يُظهر بوضوح أن التمويل الأُورُوبي يتدفق إلى تقنيات ذات استخدام عسكري مباشر، وبعضها وُظّف في ما وصفه خبراء دوليون بـ”إبادة جماعية” في غزة.

وبحسب الموقع، فإن (إسرائيل) باتت أكبر متلقٍ غير أُورُوبي للتمويل من “هورايزون” منذ إطلاقه عام 1996، بحصيلة إجمالية تبلغ 3.4 مليار يورو، ما دفع رئيس “الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم” إلى وصف قطع هذا التمويل بأنه “حكم بالإعدام على العلم الإسرائيلي”.

ويُنهي التقرير بتحذير أخلاقي وقانوني: دعم الاتّحاد الأُورُوبي لهذه الشبكة البحثية-العسكرية يُشكّل تواطؤًا غير مباشر مع جرائم الحرب، ويمنح شرعية علمية ودولية لدولة تُمارس الفصل العنصري والإبادة الجماعية تحت غطاء “الابتكار”.

موقع “ذا جراي زون” البريطاني المستقل

You might also like